كما هو متوقع، بدا المشهد السياسي ساخناً جداً عشية الانتخابات التركية، بعدما تراشق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومرشح تحالف المعارضة التركية الرئيس، كمال كليتشدار أوغلو، الاتهامات والتصريحات النارية، حيث هاجم أردوغان، كليتشدار أوغلو عقب اتهام الأخير مجموعة روسية، لم يحددها، بالتدخل في الانتخابات المقررة غداً الأحد.
وقال أردوغان في تجمع أمام أنصاره: "السيد كمال بدأ الآن في انتقاد روسيا أيضاً... عار عليك". وأضاف: "ما هو ردك إذا قلت إن أميركا، وألمانيا، وفرنسا، وإنجلترا، تؤثر على الانتخابات في تركيا؟ أنت لا تعرف هذه البلدان بقدر ما أعرفها".
وكان كليتشدار أوغلو، قد صرح أول من أمس "الأصدقاء الروس، إنكم وراء المؤامرات، والمحتوى الذي تم استخدام تقنية التزييف العميق فيه والشرائط التي تم الكشف عنها أمس في هذه البلاد"، بحسب ما أوردت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، أمس. ودوّن كليتشدار أوغلو على "تويتر": "إذا أردتم أن تستمر صداقتنا إلى ما بعد 15 أيار (مايو)، فكفوا أيديكم".
فيما صرح مسؤول كبير في حزب الشعب الجمهوري، المعارض الرئيس في البلاد، لوكالة الأنباء الألمانية DPA، أمس، إن لديه "أدلة ملموسة" على مزاعم زعيمه كليتشدار أوغلو، منافس أردوغان، بأن روسيا تقف وراء حملة على الإنترنت للتدخل في انتخابات غداً الأحد. وأضاف إن الحزب لا يعتزم الاتصال بكبير مبعوثي روسيا بشأن تلك القضية.
من ناحيته، نفى "الكرملين" اتهامه بالتدخل في حملة الانتخابات التركية، بعدما اتهم المنافس الرئيس، كليتشدار أوغلو، في انتخابات 14 أيار (مايو)، موسكو، بالوقوف خلف مشاهد، تم التلاعب بها، أثرت سلباً في الحملة. وأن روسيا تقف وراء حملة لتشويه صورته قبل الانتخابات البالغة الأهمية غداً الأحد.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، لصحافيين "نرفض هذه الاتهامات بشدة، ونعلن الأمر رسمياً: ليس هناك أي تدخل روسي في تركيا". وأضاف بيسكوف: "إذا كانت أي جهة قد زودت السيد كيليتشدار أوغلو مثل هذه المعلومات، فهم كاذبون".
وشدد بيسكوف على أن موسكو "تقدّر إلى حد بعيد" علاقاتها مع أنقرة، وصرح إن "تركيا لديها موقف مسؤول، وسيادي، ومدروس جداً من مشكلات إقليمية ودولية نواجهها".
ويواجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرشح المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو في انتخابات محورية غداً الأحد، تضع 20 عاماً قضاها أردوغان في السلطة على المحك، وسط توقع لاستطلاعات الرأي تقدم كيليتشدار أوغلو على أردوغان في الجولة الأولى من التصويت.
وإن لم يحصد أي مرشح نصف الأصوات في الجولة الأولى، فسوف تجري جولة إعادة يوم 28 أيار (مايو) الجاري بين أكثر مرشحين حصولاً على الأصوات.