منذ العام 2022، تابع موقعنا "زوايا ميديا" في مقال الحملة لحماية فقمة الراهب، وعاد السجال إلى هذا الأمر، وذلك بعد أن أوقفت وزارة البيئة أعمال البناء فوق مغارة الفقمة على شاطئ عمشيت وثم عودة العمل في مشروع البناء، والذي يتخوف الناشطون بأنه قد يهدد مغارة فقمة الراهب المهددة للإنقراض، علما أنه قد تم توثيق مشاهدات عدة لهذه الفقمات على شواطئ لبنانية وفي هذه المغارة بالذات، لنتابع ما توفر من آراء للناشطين حول هذه الخطوة، فضلا عن موقف وزارة البيئة من هذا المشروع.
فقد أثار عودة العمل في العقار العديد من ردود الفعل، وبدأت حملات على مواقع التواصل الإجتماعي، خصوصا وأن المغارة تأوي فقمة الراهب المتوسطية واسمها العلمي Monachus monachus، والمعرضة للانقراض بحسب القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض للاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية IUCN والتي تعتبر الحيوان الثديي السادس على لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض على المستوى العالمي.
وهاجم العديد منهم موقف وزارة البيئة، وفي هذا المجال، صدر بيان عن جمعية "الأرض" جاء فيه:
"يعود مشروع البناء على شاطئ عمشيت ليهدّد مغارة فقمة الراهب المتوسطيّة المعرّضة للانقراض بحسب القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض للاتحاد الدولي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية IUCN والتي تعتبر الحيوان الثديي السادس على لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض على المستوى العالمي.
إنّ الإصرار على تنفيذ هذا المشروع يشكّل جريمة بحق البيئة البحريّة وتنوّعها البيولوجي ومخالفة للتشريعات البيئيّة :
إذ ينصّ قانون حماية البيئة رقم ٢٠٠٢/٤٤٤ في المادة ٢٩ منه على وجوب حماية شواطئ الجمهوريّة اللبنانيّة ومواردها الطبيعيّة من مخاطر التلوّث بجميع صوره وأشكاله.
وبحسب المادة ٤٧ من هذا القانون، تعتبر من المصلحة العامة المحافظة على الأجناس الحيوانيّة ومساكنها.
كما تنصّ المادة ٢١ من القانون نفسه على وجوب إجراء دراسة الفحص البيئي المبدئي أو تقييم الأثر البيئي للمشاريع التي قد تهدّد البيئة، بسبب حجمها أو طبيعتها أو أثرها أو نشاطاتها. وقد صنّف مرسوم أصول تقييم الأثر البيئي رقم ٢٠١٢/٨٦٣٣ الشاطئ والمناطق التي تشكّل موطناً للأصناف المهددّة بالانقراض بالمناطق الحساسة بيئياً.
ففي هذه الحال ولهشاشة الموقع وحساسيّته كان يفترض على وزارة البيئة، المؤتمنة على الحفاظ على بيئة لبنان وتنوّعه البيولوجي والمصلحة العامة، أن تخضع هذا المشروع حكماً لدراسة تقييم أثر بيئي. إلا أنّها وافقت على تنفيذه واكتفت بطلب وضع خطّة إدارة بيئيّة له.
والجدير بالذكر أنّه عند الموافقة على هكذا مشروع على الشاطئ اللبناني، تخالف الدولة اللبنانيّة معاهدة برشلونة وتحديداً برتوكولها "الإدارة المتكاملة للمناطق الساحليّة" الذي انضمّ إليه لبنان بموجب المرسوم رقم ٢٠١٤/٦٣٩.
فقد نصّت المادة ٨ من هذا البرتوكول أنّه على الدول الأطراف أن تنشئ في المناطق الساحليّة، اعتباراً من خط الماء الشتوي الأعلى، منطقة لا يُسمح فيها بالبناء على ألا يقل عرضها عن ١٠٠ متر.
كما نصّت المادة ١٠ منه بأنّه على الدول الأطراف أن تقوم، عبر التشريعات والخطط والإدارة، باعتماد تدابير لحماية المناطق البحريّة والساحلية وصونها، ولا سيما تلك المناطق المستضيفة لموائل وأنواع بحريّة ذات قيمة صَونيّة عالية.
من هنا يتوجب على المعنيين من سلطات محليّة ووزارات، احتراماً للتشريعات المحليّة منها والدوليّة، حماية موقع مغارة الفقمة في عمشيت الحساس بيئياً.
لكل ذلك تدعو جمعية الأرض-لبنان رئيس بلدية عمشيت ان يعود عن الترخيص فوراً أسوة برئيس بلديّة فاريا الذي تراجع عن قرار الترخيص لمشروع بناء بمحاذاة نبع برق كونه منطقة حساسة بيئياً.
ويمكن التعويض على صاحب العقار من خلال تطبيق آليات قانونيّة كالإستملاك والمقايضة التي نصّ عليها قانون التنظيم المدني رقم ١٩٨٣/٩٦ أو الإستئناس بآليات تعويض قانونيّة أخرى مطبّقة عالمياً.
هذا الاجراء وجب تطبيقه على كل الشاطئ اللبناني حفاظاً عليه كمنطقة حساسة بيئياً التي أوصت الخطة الشاملة لترتيب الأراضي بوضع تشريع خاص لحمايتها. فآن الأوان لإصدار قانون الإدارة المتكاملة للمنطقة الساحليّة في لبنان.
"فالأرض، بكل مكوّناتها، ليست إرثاً لنا من أجدادنا بل دين علينا لأولادنا".
وقد أردف البيان بوسم "هاشتاغ" #المتوسط_يستغيث و#أنقذوا_فقمة_عمشيت.
وفي هذا المجال، أصدر وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين بيانا حول مشروع عمشيت جاء فيه:
أجرى أصحاب المشروع دراسة اثر بيئي كاملة وكانت وزارة البيئة قد أوقفت المشروع حتى تعهدوا بكل السبل لحماية المغارة، والمشروع ليس فوق المغارة بل على حدودها.
وطلبت وزارة البيئة بوضع ضوابط بيئية مشددة وsensors تؤكد عدم تأثر المغارة وعدم منع الناس بأي شكل من الاشكال من الوصول الى الشاطىء، كما وتعهد أصحاب المشروع بإلغاء طابق وعدم استعمال آليات ثقيلة.
وأوصت الوزارة المطالبين بإعلان الموقع محمية طبيعية بالتعاون مع البلدية باستملاك العقارات لتحويلها الى محمية، وستؤمن كل الدعم لذلك".