info@zawayamedia.com
بيئة

توثيق لنبات سوسن نادر ومهدد بالإنقراض في تل شيحان - جبل العرب

توثيق لنبات سوسن نادر ومهدد بالإنقراض في تل شيحان - جبل العرب

خلال رحلة استكشافية في "تل شيحان" على مقربة من بلدة شهبا في تل شيحان في محافظة السويداء - جبل العرب، تمكن الناشط البيئي والمهندس الزراعي عمر الحلبي بتاريخ 8 نيسان (أبريل)، من توثيق بالصور لواحدة من مجموعة أزهار السوسن البرية المميزة والتي تنتشر طبيعياً ضمن الأنواع الوطنية السورية.



 


 


 


 


 


 


 


وفي مجال عملنا في "زوايا ميديا" للإضاءة حول هذا التنوع البيولوجي وضمن مقال سابق أيضا، حيث وثّق الحلبي نبات "الراوند الفلسطيني"، ننشر هنا هذا المقال للتعريف عن توثيقه الجديد، فضلا عما أرسله الحلبي من صور لهذا النبات المميز، وفضلا عما كتبه الحلبي حول هذا التوثيق على مجموعات بيئية تعنى بالتنوع البيولوجي ومنها مجموعة "النباتات البرية السورية" في النص التالي:


نعود إليكم بتوثيق جديد لواحدة من مجموعة أزهار السوسن البرية المميزة والمنتشرة طبيعياً في منطقة جبل العرب وهي "سوسن تل شيحان" Iris swensoniana، وهو نبات عشبي معمر بواسطة الجذامير ينمو برياً في جبل العرب، يعتبر هذا النبات من النباتات النادرة والمهددة كغيرها من أزهار السوسن البرية في سوريا، حيث ينمو هذا النبات في مناطق محددة في جبل العرب، ولكن يعتبر تل شيحان في منطقة شهبا شمال محافظة السويداء المنطقة الأساسية لإنتشار هذا النبات حيث وثق لأول مرة في هذا المكان".



 


 


 


 


 


 


 


وتابع الحلبي: "يتميز هذا النبات بأزهاره جميلة المنظر اللامعة ذات اللون الأرجواني المتدرج بين  الغامق (الداكن) والفاتح، يبلغ قطر الزهرة بين 5 و8 سم، وجذمور الزهرة الزاحف يحمل السوق المزهرة عدد الأوراق القاعدية، ويتكون من 5 أو 7 أوراق تكون مقوسة بلون أخضر شاحب، ويبدأ بالإزهار في بداية شهر أيار (مايو)، وينمو هذا النبات على شكل بقع أو مستعمرات صغيرة يتراوح عدد نباتاتها بين 10 و40 نبات".



 


 


 


 


 


 


وعن التهديدات التي تطاوله كتب الحلبي "يعاني هذا نبات في موقع إنتشاره الأكبر "تل شيحان" الكثير من التهديد وذلك بسبب الاستثمار الدائم والعشوائي للرمل البركاني من ذلك التل واستجرارها بكميات كبيرة الأمر الذي سيؤدي بالنهاية إلى تدمير الموئل الطبيعي لهذا النبات المميز".



 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


وفي حديثه لموقعنا "زوايا ميديا" أشار الحلبي إلى أن "تل شيحان وهو أكبر تلال شهبا الأربع، عبارة عن بركان خامد ثار قبل ملايين السنين، وكان لمقذوفاته دور أساسي في تكوين هضبة اللجاة البازلتية في جنوب سوريا أكبر تلة صخرية ، بركانية، والواقع على طرف اللجاة الشرقي وعلى مسافة صغيرة من مدينة شهبا إلى جهة الشمال الغربي، ويبلغ ارتفاعه عن مستوى البحر 1,140 متراً، حيث يقع تل شيحان على مقربة منه مبنى قديم مرتفع بني على قمته وهو مزار النبي شيحان الذي سمي التل باسمه وهو مزار ديني، ويزوره أهالي المنطقة عادة للتبرك بقبره".


وختم "نأسف دائماً على هذه الثروات الموجودة لدينا في سوريا، والتي لم تُمنح أي نوع من الحماية والاهتمام من أي جهة أو منظمة بيئية سورية، سواء كانت حكومية أو خاصة، للأسف تحتاج سورية إلى الكثير الكثير كي تصل إلى المستويات التي وصلت إليها أغلبية الدول المجاورة لنا في مجال التنوع الحيوي النباتي والحيواني على حد سواء".


وتابع: ".تغطي تل شيحان تربة بركانية هشة مكونة الرمل الأسود والطّف البركاني النقي، وهي التربة التي يعيش عليها هذا النبات وغيره من أنواع مميزة، وهو ما يجعله ذو قيمة اقتصادية كبيرة، وقد استخدمت هذه التربة بالفعل في تعبيد الطرق والبناء بالمنطقة، كما تم استجرارها بصورة عشوائية، على الرغم من صدور قرار وزاري في سنة 2006 جعل من اللجاة محمية طبيعية، بهدف إنقاذها من تدهورها البيئيّ المستمر والدمار الذي يلحق بطبيعتها المتميزة. وقد اختارت المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو في سنة 2009 المحمية كأول محمية إنسان ومحيط حيوي في سوريا من بين 32 محمية في البلاد، وهي لا زالت الوحيدة حتى الآن".



 


 


 


 


 


ولفت إلى أن "حوالي ربع التل تم استثماره وتوريد الكثير منه إلى الخارج لاستخدام المواد الخام في صنع السيراميك ومواد البناء الأخرى، وبسبب الفوضى يقوم العديد من أهل المنطقة وشركات خاصة وغيرها باستجرار التربة التي تحتوي هذا النبات المميز وغيره، وهي من أكثر التهديدات التي تطاوله".


وعند سؤاله عن كون هذا النبات هجينا، أو نوعا مميزا، بسبب وجود العديد من الأنواع الهجينة، أجاب: "كان هذا النبات يصنف مع النوع المعروف باسم Iris Assadiana تحت اسم Iris barnumiae، ليتم فصل النوعين كنوعين من قبل البروفسور الباكستاني Shaukat Ali Chaudhary الذي تمكن من التعرف على أربعة أنواع منها هذين النوعين خلال وجوده في الجامعة الأميركية لسنوات وتأسيسه مع علماء آخرين المعشب Herbarium  فيها".



 


ويبقى العلم، والإكتشافات على يد سلسلة من العلماء، ومنهم الباحث الشاب عمر الحلبي، لنتمكن من التعرف والإستمتاع بطبيعة شرق المتوسط الساحرة، مع الدعوة لحماية الأنواع المختلفة سواء النباتية والحيوانية منها، ودعم هذه الجهود وبكافة الطرق ليتمكنوا من متابعة ممارسة هذه النشاطات البيئية الهامة، ونترك لقراء "زوايا ميديا" أن يتابعوا مشاهدة هذه الصور الرائعة!


 


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: