في خطوة بيئية هامة هي الأولى من نوعها في لبنان وقعت بلدية عاليه بشخص رئيسها وجدي مراد وشركة Go Green Recycle ممثلة برئيسها رائد الريس وجامعة "الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم" MUBS ممثلة برئيس مجلس أمناء الجامعة الدكتور حاتم علامة والشبكة الوطنية للرعاية إتفاقية تعاون تتضمن خطة خمسية شاملة متكاملة بهدف التوصل إلى حلول لأزمة النفايات والتوعية لأهمية الفرز من المصدر، والتعاون لوضع استراتيجيات مستدامة تساهم بالتخفيف من كمية النفايات الناتجة عن المدينة فضلا عن التلوث الناتج عنها، بالإضافة إلى العبء الإقتصادي على البلدية للتخلص منها وتحقيقا لأهداف التنمية المستدامة.
وقد حضر حفل التوقيع وفد من أساتذة الجامعة سيتابعون تنفيذ هذه الإتفاقية، بالإضافة إلى أعضاء من مجلس بلدية عاليه وإعلاميين.
بداية، أجاب رئيس بلدية عاليه وجدي مراد عن سؤال موقعنا "زوايا ميديا" حول كون هذه الخطوة بداية لتحويل مدينة عاليه الى مدينة بيئية والعمل نحو اللامركزية الادارية بأن "اللامركزية الادارية قصة كبيرة لن تتحقق حاليا"، مذكرا بأول الخطوات منذ توليه مركز رئيس بلدية عاليه في العام 1998، وقال: "عملنا كثيرا على الموضوع البيئي، ومنذ تلك الايام بدأنا باستخدام سيارات كهربائية عددها 16 وعربات خيل لنقل المواطنين خلال موسم المهرجانات للمساهمة في التقليل من التلوث عبر قطاع النقل"، وبدورنا قمنا بتذكيره حول عملية تدوير بقايا الحرب من شظايا وتحويلها الى تمثال "أزهار الشر"
وتابع مراد: "لكن تدهور حال البلد، فعلى سبيل المثال، وبعد ان منعت الدوله مركبات المازوت ولسنوات، كما قمنا في ذلك الوقت بتنظيف الجدران الحجرية على طول خط الشام بواسطة الرمل، إلا أنه في العام 2005 عادت تلك المركبات العاملة على المازوت تطلق غازاتها ودخانها الملوث، ونحن المدينة الوحيدة التي لديها حراس أحراج لمنع قطع الأشجار الحرجية وتوازيا زرعنا آلاف الأشجار بالمدينه والآن للأسف أصبح هناك فوضى، وأصبحت مقولة "كل من ايده له" تطبق علينا، وأصبحت سوق علي ومحيطها مليئة بالسيارات الملوثة التي تطلق دخانها الملوث، بالإضافة إلى الموتوسيكلات"، مشيرا الى أن الضجيج يقتل البيئة والهدوء يجددها ويحميها لذا سنقوم بخطوة هي الأولى من نوعها وخلال شهر من الآن، لمنع الموتوسيكلات في مدينه عاليه نظرا لما تشكل من خطر على السلامة العامة والأمن العامة فضلا عن تلوث صوتي وهوائي، ولاحقا في خطوة مستقبلية نعمل على ادخال الدراجات الهوائية، أما موضوعنا اليوم فهو التدوير وهو جزء بيئي أساسي، فهذه الخطوة تساهم بتخفيف العبء المادي الأكبر عن البلدية، فضلا عن موضوع الصرف الصحي لمدينه عاليه ورأى مراد أن "الوصول الى مدينه بيئية يتطلب الكثير من الشروط منها الدولة والحوكمة والادارة الرشيدة واستتباب الأمن الداخلي، فاليوم من الصعب أن نصل لكننا نعمل على ذلك"، لافتا إلى أن تدوير ولو طن واحد من الـ 50 طن التي تنتجها مدينه عاليه يوميا يمكن ان يوفر على المدينه 90 دولارا "فريش"، ونأمل استكمال الخطة لنتمكن من التخفيف على البيئة قدر المستطاع، وهذه الخطوه التي نقوم بها عبر هذه المبادرة تسلط الضوء على دور الجامعات والمدارس والقطاع الخاص في هذه المشاريع في التوعية والحملات المختلفة وإشراك المواطنين عبر الإعلام، وصولا إلى التنمية المستدامة المحلية ودون الإتكال على طلب المساعدات من الخارج".
وأكد مراد على "وضع البلدية إمكاناتها لتنفيذ هذه الخطة، وليس ذلك فحسب، بل لتصل إلى كافة قرى قضاء عاليه".
من جهته عبّـر رئيس مجلس أمناء الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم MUBS الدكتور حاتم علامي عن سعادته بهذه المحطة البيئية الهامة شاكرا "رعاية بلدية عاليه ورئيس بلديتها وجدي مراد الذي يزاول دوره على أكمل وجه والمهندس رائد الريس والمبادرة التي يقوم بها اليوم"، وتابع: "فالجامعة في إطار رسالتها بدءا من التوعية وصولا الى دورها في Know How بالعملية البحثية فضلا عن دور الطلاب وفريق الجامعة الذي سيكونون على تواصل وتفاعل في هذه المبادرة الهامة ولإعطاء نموذج حي عن كيفية متابعة عملية خدمة وتوعية المجتمع وتحقيق اهداف التنمية المستدامة".
وأشار إلى أن "الخطة الخمسية في هذا البروتوكول والشراكة مع شركة Go Green Recycle وبرعاية بلدية عاليه تهدف إلى الإستدامة والمحافظة على البيئة، وذلك من خلال توعية المواطنين ولا سيما الجيل الجديد في المدارس والمؤسسات التربوية على الفرز من المصدر، وذلك من خلال برامج ومواد تدريسية واختصاصات متنوعة، فضلا عن قيام طلابنا بدور التوعية وعلى أمل نجاح هذه التجربة في عاليه ونقلها إلى مناطق اخرى".
من جهته قال رئيس شركة Go Green Recycle رائد الريس: "شركتنا من المجتمع ولديها اتجاه أساسي لخدمة المجتمع، وبرعاية مدينة عاليه ورئيسها وجدي مراد وبالشراكة مع جامعة الـ MUBS والشبكة الوطنية للرعاية، ومن خلال توقيع هذا البروتوكول، سنطلق هذا المشروع البيئي الهام من مدينه عاليه الى كافة المناطق في لبنان، وتتمحور هذه الخطة حول التوعية والتثقيف وإعادة خلق ثقافة مجتمعية متطورة ومستدامة، وبناء الثقة بالمجتمع وللمجتمع، وتوعية المواطنين حول فوائد الفرز من المصدر، ويتمحور حول خطه خمسية بيئية شاملة متكامله لإعاده التدوير ولوقف الرمي العشوائي، وبالشراكة مع جامعة الـ MUBS بكل فروعها في لبنان بهدف تقديم الخدمه للمجتمع وبرعاية بلدية عاليه وتشمل حملة التوعية المدارس المحيطة بفروع الجامعة المختلفة فضلا عن مقررات ومواد تدريسية في الجامعة وتأسيس برامج بيئية حول تدوير النفايات والفرز من المصدر وأثره على البيئة".
وتابع: "كخطوه اولى بدأنا بوضع حاويات خاصة لجمع المستردات، ونحضر بعدها للخطوات القادمة منها لوجستيه كالفرز من المصدر، واجراءات لتكون عاليه أول مدينة تطلق مشروعا متكاملا يشتمل على خطوات عملية عدة ودقيقة ونأمل مساعدة ودعم الجميع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة خصوصا وأن هذا المشروع يحقق أهداف عدة من التنمية المستدامة SDGs ومنها الهدف 3 الحفاظ على الصحة والرفاهية للجميع، والهدف 6بتأمين المياه النظيفة للجميع بالتخفيف من التلوث، 11 بجعل المدن آمنة ومرنة ومستدامة، 12 بضمان استهلاك مستدام، 13 بمكافحة تغير المناخ عبر الممارسات البيئية السليمة بعدم حرق النفايات والطمر العشوائي وغيرها من الممارسات السيئة، 14 للمحافظة على المسطحات المائية من التلوث البلاستيكي وغيره و17 للشراكة المجتمعية للوصول إلى التنمية المستدامة".
أمّا الباحث الأكاديمي ورئيس قسم المحاسبة في جامعة MUBS الدكتور فادي بورسلان فقال لموقعنا "زوايا ميديا": " تلقفت إدارة الجامعة والمهندس رائد الريس هذه الفكرة التي عرضتها، وتابعنا الخطوات المطلوبة لوضع الإستراتيجيات المختلفة والمشاركة مع فريق من الجامعة في المشروع، وهو مشروع فريد من نوعه كونه ليس تدويرا للنفايات فقط، فالجميع يمكنهم القيام بالتدوير، إنما الهدف منه أن يقوم طلابنا بالتوعية إنطلاقا من مدينه عاليه الى المدارس والثانويات في كافة المناطق، وهي فكرة تطبّق للمرة الأولى في لبنان في هذا المجال، وإن شاء الله ستتطور ليس على مستوى جبل لبنان فحسب، بل إنطلاقا من جميع فروع الجامعة في كافة المناطق اللبنانية، لا سيما وأن الشباب يمكن إيصال أفكارهم وبلغتهم بصورة أفضل إلى طلاب المدارس والثانويات من الجيل الجديد".
هذا وتخلل اللقاء مداخلات من قبل بعض أكاديميي وفد الجامعة المشارك في المشروع حول أهمية هذه الخطوة، خصوصا مع خطوة تقديم منح بيئية من قبل شركة Go Green Recycle لتطوير هذه الخطة وتشجيع الإبتكارات في المجال البيئي.