حذر أطباء من أن استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع "سيدخل البلاد في كارثة إنسانية وطبية كبيرة"، في ظل النقص الكبير للأدوية والمعدات الذي تعاني منه المستشفيات.
وقال الطبيب السوداني، علاء الدين عوض محمد لموقع "الحرة" إنه من الصعب معرفة الحصيلة الدقيقة لعدد القتلى والجرحى، لأن المصابين من المدنيين ينقلون إلى المستشفيات العامة، فيما ينقل العسكريون إلى المستشفيات العسكرية التي لا توفر معلومات عن الحصيلة.
وعن حصيلة الضحايا من المدنيين، أشار الطبيب الذي يعمل استشاري جراحة، إلى تقرير ميداني يكشف أن الحصيلة بلغت 63 قتيلا مدنيا، فيما بلغ عدد الإصابات 594 إصابة منها حالات حرجة.
وعن الإصابات التي تصل إلى المستشفيات في مختلف مدن السودان يقول الطبيب محمد إن الإصابات تتفاوت بين الخطيرة والخفيفة، مشيرا إلى أن هناك إصابات خطيرة، ونجح الأطباء في إجراء عمليات جراحية مستعجلة ناجحة لها، لكن بعض حالات الأخرى انتهت بالوفاة.
وترجع خطورة بعض الإصابات بأنها نتيحة رصاص طائش أصاب مناطق حساسة في الجسم مثل الصدر والبطن، وفق الطبيب.
وعن ظروف المستشفيات يقول الطبيب محمد إن وصول المصابين إليها بات صعبا في ظل اشتداد القتال الذي تسبب في إغلاق الطرق.
وخاطبت نقابة الأطباء السودانية المنظمات الدولية بما فيها منظمة الصحة والصليب الأحمر للمساعدة في توفير المعدات والأدوية، لأن المستشفيات تعاني نقصا كبيرا، وفق الطبيب محمد، الذي أشار إلى أنه في حال استمر القتال لأيام متواصلة فإن مخزون المستشفيات سينفذ ما يهدد بكارثة إنسانية.
ويصر الأطباء السودانيون على الاستمرار في العمل وتقديم الخدمات الإسعافية للمصابين رغم الظروف والمعيقات، وأهمها قطع الطرق ما قد يوقف وصول الإمدادت إلى المستشفيات، بحسب الطبيب محمد.
ويؤكد الطبيب محمد على أن المستشفيات ليست مؤمنة بما يكفي، لكن مع ذلك فإنها "ربما بأفضل حال" عن أيام الاحتجاجات حيث كان يتم اقتحامها، أما الآن فالصراع عسكري عسكري ما يقلل من استهداف الأطباء، بحسب قوله.
وتوفيت طبيبة سودانية بسبب رصاص المتقاتلين، ونعت نقابة الأطباء السودانية الطبيبة آلاء فوزي المرضي في بيان على صفحتها الرسمية.
ولم تكشف نقابة الأطباء ظروف وفاة فوزي لكن الطبيبة العضوة في نقابة الأطباء، صفاء محمد، أكدت لموقع "الحرة" إن الطبيبة توفيت في بيتها بعد أن طالها رصاص طائش من الاشتباكات.
وقالت الطبيبة، التي تحدتث لموقع "الحرة" أثناء عمليات الإخلاء، إن هناك صعوبة كبيرة جدا لتحرك الأطباء للقيام بعملهم، وهناك نقص كبير في المعدات إذ لا توجد سيارات إسعاف لنقل المصابين، ونقص حاد في أكياس الدم لإسعاف الجرحى.
وأشارت الطبية إلى أن المستشفيات تشهد أيضا نقصا كبيرا في الأدوية المنقذة للحياة، لذلك راسلت نقابة الأطباء بعض المنظمات لتوفير ذلك لكن لم يصلها شيء حتى الآن بعد كون الطرق مقطوعة خاصة من العاصمة الخرطوم.
وأكدت الطبيبة بدورها أن إصابات الجرحى في مناطق مختلفة من الجسم، لكن أغلبها في الصدر والبطن.
وأوضحت أن المستشفيات غير مؤمنة أمنيا فيما تنتشر عناصر قوات الدعم السريع في كل المناطق، بحسب قولها.
ويأتي اندلاع هذا النزاع المسلح فيما يشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الصراع بين الجنرالين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وفي مطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لانهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب بسبب خلافات حول شروط دمج قوات الدعم السريع في الجيش وهو بند أساسي في اتفاق السلام الذي تم التوصل اليه.
وكان يفترض أن يسمح هذا الاتفاق بتشكيل حكومة مدنية وهو شرط أساسي لعودة المساعدات الدولية الى السودان، أحد أفقر بلدان العالم.
المصدر: الحرة