بعد رسالة الناشطين من كرواتيا للجهات المعنية في لبنان للمطالبة بوقف المجازر التي تطاول الطيور المهاجرة وخصوصا اللقالق، وفي فيديو مؤثر، وصل موقعنا "زوايا ميديا" من هنغاريا، يوثق لقلق ذكر ينتظر شريكته منذ أكثر من أسبوع، متأملا رجوعها، ولكن وكما هي العادة، فيبدو أنها تعرضت لحادث في طريق هجرتها الموسمية في الربيع، وربما لقيت حتفها في لبنان، وقد وجهت الناشطة البيئية والعضو في مجموعة SOS Tesla - Save White Storks (تابع المقال السابق للتعرف على اللقلق تسلا) على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"  نيكوليت ليكتور Nikolett Liktor رسالة تدعو فيها اللبنانيين للرحمة بهذه الطيور المهاجرة ولا سيما اللقلق، التي ينتظرها الهنغاريون وأزواجها بفارغ الصبر، لتستكمل دورة حياتها وتخدم النظم البيئية في هنغاريا وعلى طريق هجرتها.

الصور للقالق جريحة من تصوير الناشطة Huda Mravljica من صفحة مجموعة SOS Tesla - Save White Storks

وقالت ليكتور في رسالتها عبر الفيديو: "منذ العام 2019 اختار زوج من اللقالق هذا العش في قريتنا Hangoni  في هنغاريا كمنزل لهما، فاللقالق تتزاوج مدى الحياة، ومنذ الـ 30 من آذار/مارس، وهذا اللقلق الذكر ينتظر شريكته لتعود من الهجرة الربيعية إلى منزلهما المشترك الذي فقس فيه العديد من الصغار خلال السنوات الأربع الماضية كل ربيع، وها هو ينتظر وحيدا عودة شريكته، وبعد أن وضب وجهز العش لاستقبالها".

وتابعت دامعة: "هنا في هنغاريا، لا أحد يؤذي طيور اللقلق، لأنهم يعتبرونها نعمة من السماء، والأطفال ينتظرونها لتعود، ومن الشاق عليهم رؤيتها وهي عائدة ومصابة، وما يؤلمنا أنها تبقى وفية لشريكها وتختاره مدى الحياة، لا نريدها أن تتألموا، فهم أبرياء، دعوهم يعودون إلى أعشاشهم ومنازلهم بأمان".

وبعدها أنشدت الطفلة Lili Hrvnyak قصيدة تعبر فيها عن ألمها للقلق جريح أصيب في رحلته الموسمية في قدمه، وقامت بعلاجه وشفي، وختمت بأنها تحب اللقالق.

وفي تحديث على صفحة المجموعة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" بتاريخ 9 نيسان/أبريل، وبكلمات مؤثرة كتبت ليكتور: "أين أنتِ؟ هل تعلمين أنه عاد إلى المنزل (العش) منذ أكثر من أسبوع ... نعم ... تمامًا مثل كل عام آخر، وتماما في 30 آذار/مارس، يبدو أنه يمتلك ساعة أو نوعًا من الإحساس بالوقت. إنه يبدو وحيدًا جدًا وهو يقف الآن على العش، وحيد مثل مرة سابقة في عام 2018، عندما زار قريتنا لأول مرة. كما تعلمين، لا يوجد الكثير من طيور اللقلق هنا، ولا توجد أسراب من طيور الغرانق، ولا حتى الأوز، لكنه وقع في حب المناظر الطبيعية والحقول والمروج الرطبة هنا، مثلما وقعت أنت أيضا في حب هذا المكان، ولذا نسميه البيت، لذا في العام 2018، أمضى الصيف كله هنا، وحيدا، زار كل الأماكن الممكنة والبرك الصغيرة واسترخى في كثير من الأحيان في وسط الحقل الأخضر على التل، لم يجد شريكًا في تلك السنة، ولم يجدك!".

الصور للناشطة Nikolett Liktor من صفحة مجموعة SOS Tesla - Save White Storks

وتابعت: "لكن في العام التالي أتيتِ، أنت أنثاه وأصبح ولديكما فرخان معًا، تمامًا مثل العام التالي الممطر جدًا والعام الماضي عندما كانت الشمس تحرق كل شيء، كان كل شيء جافًا، وتعبتما كثيرًا للعثور على الطعام، لكنك بقيتما معًا، أصبح لديكما 7 فراخ معًا بين عامي 2019 و 2022".

وقالت: "هل تعلمين أن إحدى بناتك زارتنا هذا الربيع؟ هي لا تزال في الجوار، قال الطبيب البيطري إنها أنثى لقلق بالغة عمرها عامين. أنا متأكد من أنها ابنتك لأنها تعرف إلى أين تذهب للحصول على طعام جيد، وغالبًا ما تحاول الهبوط في العش، وشريكك يطردها لكنها لا تطير بعيدا".

وختمت: "أينما كنت هناك شيئًا واحدًا أنا متأكد منه…. لقد حاولت جاهدة العودة إلى المنزل، لا أريد أن أتخيل الأسوأ، أود فقط أن أعتقد أنك ما زلت على الطريق، فقط جناحيك أصبحت ثقيلة ومتعبة من المسار الطويل، وكان عليك أن تأخذ قسطًا من الراحة، أو أن عاصفة أوقفتك، ولكن فقط أريد أن أخبرك بأنه يفتقدك كثيرًا!".

وقالت ليكتور لموقعنا "زوايا ميديا": "لم أطلق عليهما أسماء، حتى لا أتعلق بهما، ولكن يبدو أننا جميعا قد تعلقنا بهما، ولذا نشعر بهذا الألم الشديد، وخصوصا وأن أنثى هذا اللقلق، ربما قد تكون قتلت في طريق عودتها، ولكننا لا زلنا نأمل كما هو يأمل عودتها!".

هذا وتتعرض الطيور المهاجرة ولا سيما اللقالق لأبشع المجازر في طريق هجرتها السنوية سواء في هجرة الربيع أو الخريف، وهو ما يحاول الناشطون في أوروبا وفي لبنان التوعية حوله، خصوصا وأنهم يتابعونها بشكل مستمر ويعملون على إكثارها وكي تعود هذه الطيور إلى بلادهم بسلام.

الصورة الرئيسية لزوج اللقالق في سنوات سابقة، للناشطة Nikolett Liktor من صفحة مجموعة SOS Tesla - Save White Storks