info@zawayamedia.com
بيئة

نداء عاجل من كرواتيا إلى لبنان... دعوا الطيور المهاجرة تمر بسلام!

نداء عاجل من كرواتيا إلى لبنان... دعوا الطيور المهاجرة تمر بسلام!

 


أمام مشهد بربري همجي، لمئات من "القواصين" أو مدعيي "الصيد"، نتساءل، هل حقيقة لبنان بأزمة اقتصادية، مع الرشق الكثيف من الرصاص من السلاح المتفلت الخفيف والمتوسط والحربي باتجاه أسراب الطيور المهاجرة، والذي يمكن لأثمانه أن تطعم عائلات، إطلاق نار بدون أي تمييز، ولا هدف معين يرتجى، سوى ذكورة متباهية متمثلة بإمكانية إطلاق النار على كائن حي لا حول له ولا قوة، والنتائج، مئات من الطيور التي اختارت طريقها بالغريزة عبر سماء بلادنا منذ آلاف السنين، بينما في بلادها ينتظرونها، لتلتحق بشركائها في أعشاشها، ليحسبوا... ما تبقى منها!


في لبنان، يتم قتل حوالي 2.6 مليون طائر مهاجر بسبب الصيد الجائر سنويًا، معظمها من أجل "المتعة" ونادرًا ما يتم قتلها من أجل الطعام. صدر القانون الذي يحظر صيد الطيور المهاجرة في لبنان عام 2004، لكنه لم يدخل حيز التنفيذ حتى خريف 2017، ومنذ ذلك الحين لم يتم تطبيقه بشكل ثابت وكذلك لم تنفذ عقوبات شاملة ورادعة على المعتدين.


ويتعرض الناشطون في لبنان الذين يحاولون وقف هذه المجازر، لأبشع حملة من السباب والقدح والذم على وسائل التواصل الإجتماعي، عدا التهديد والوعيد، وتعمل الجهات المعنية ولا سيما وزارة البيئة ووزيرها الدكتور ناصر ياسين على قدم وساق في محاولة للحد من هذه الظاهرة، بينما بالمقابل فإن في معظم الأحيان فإن "حاميها حراميها"، فقد أكد ناشطون وجود قواصين على مقربة من قطاعات الجهات الأمنية المختصة من جيش وأمن داخلي بمنع إطلاق النار وليس ذلك فحسب، بل أن بعض "القواصين" من أفرادها.


 


 


ومنذ العام 2017، أسس ناشطون كرواتيون مجموعة SOS Tesla - Save White Storks على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" في ذكرى اللقلق "تسلا" الذي تم إطلاق النار عليه خلال هجرته الربيعية عبر لبنان وبالتحديد في 4 نيسان/أبريل قرب بلدة بزال شمال لبنان، وكان قد تم تزويده بجهاز مرتبط بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في عام 2016 في منتزه Lonjsko Polje الطبيعي في كرواتيا، وهو ما تقوم جهات عدة من ناشطين في أوروبا بتزويده للطيور لمتابعة مسار هجرتها ودراسة الأنماط المختلفة في هذه الهجرة، ليصبح هذا الطائر بعدها بطلا، ورمزا للطيور المهاجرة، بهدف الحد ووقف التعديات التي تطاولها.


وللأسف فليس لبنان البقعة السوداء الوحيدة على طريق هجرة الطيور، فالصيد الجائر موجود إلى حد كبير في جميع بلدان طريق الهجرة الشرقي والبحر الأدرياتيكي، وتعمل المجموعة جاهدة من أجل أن تمر طيور اللقلق وجميع الطيور المهاجرة الأخرى بأمان عبر سماء لبنان وعلى طريق هجرتها بالكامل، وأن تصل إلى مكان تعشيشها بأمان.


وبسبب ما حصل خلال الأسبوع الأخير من قتل الطيور المهاجرة، وخصوصا طيور اللقلق في لبنان، قامت مجموعة من الناشطين في المجموعة بإرسال نداء مشترك عاجل – وهو أمر فعلته المجموعة قبل عدة سنوات، إلى رئيس لبنان ووزارة البيئة ووزارة الداخلية والبلديات والجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.


وجاء في النداء


وأنت  تقرأ هذا، فإن الطيور المهاجرة يتم تفجيرها في سماء شمال لبنان باستخدام الرشاشات والبنادق، ولا يتم اتخاذ أي إجراء ضد مرتكبي هذه الأعمال الحقيرة، وفي تصعيد واضح للهجمات الوحشية عن السنوات السابقة، نشاهد يوميا مقاطع فيديو وصور مروعة منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي لطيور اللقالق البيضاء والبجع والطيور المهاجرة الأخرى التي يتم قتلها بوحشية من قبل الصيادين غير القانونيين من أجل "المتعة" و "الرياضة". والمشهد المثير للاشمئزاز هو لأشخاص يستخدمون أسلحة ثقيلة لقتل وإصابة مئات الطيور في وقت واحد والذي يحدث كل يوم، في الوقت الحالي، ومع ذلك لا أحد يُعاقب على هذه المذبحة التي تُخزي الإنسانية. وقد تلقينا اليوم (12 نيسان/أبريل) فقط صورًا ومقاطع فيديو لمجزرة في لبنان خلفت أكثر من 100 طائر - من الأنواع المحمية بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية - مصابًا أو ميتًا. وعلى الرغم من أن المنظمات المحلية مثل جمعية حماية الطيور في لبنان، وجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL)، ولجنة مكافحة ذبح الطيور (CABS)، والمتطوعين وبعض المواطنين يبذلون قصارى جهدهم لحماية الطيور، إلا أنهم بحاجة الدعم الدولي لإحداث فرق. إن همجية الناس تصعقهم حتى في عملهم. في لبنان وحده، تُقتل ملايين الطيور المهاجرة بشكل غير قانوني كل عام، معظمها من أجل "المتعة" ونادرًا ما يتم قتلها من أجل الطعام. على الرغم من أن البلاد أصدرت قانونًا يحظر صيد الطيور المهاجرة في عام 2004، إلا أن دخوله حيز التنفيذ قد تم تعليقه حتى خريف 2017 وما زال لا يتم تنفيذه بشكل متسق.


نحن - مجموعة من محبي الطيور الدوليين من مجموعة  SOS Tesla - Save White Storks على موقع التواصل الإجتماعي Facebook  التي سميت على اسم اللقلق الأبيض الكرواتي المسمى Tesla الذي تم إطلاق النار عليه في لبنان في عام 2017) - لذلك نرسل إليكم مناشدتنا القلبية للعمل مع اللقلق الأبيض الكرواتي، ضرورة قصوى لبذل كل ما في وسعكم للإعلان عن هذه الهمجية والضغط على الحكومات والوزارات في البلدان المعنية لحماية تلك الطيور المهاجرة التي تعبر هذه المنطقة المحفوفة بالمخاطر عند عودتها إلى مناطق تكاثرها في جميع أنحاء أوروبا. كمجموعة، نريد أن يجد كل طائر اللقلق طريقه بأمان إلى عشه، دون أن يصاب بأذى، وأن تحظى هذه الطيور المدهشة، التي تجلب لنا فرحة كبيرة، بالاحترام والحماية التي تستحقها في رحلة محفوفة بالفعل بالمخاطر.


يبلغ عدد أعضاء مجموعتنا حاليًا 2250 عضوًا من جميع أنحاء العالم، في 20 شباط (فبراير) 2018، قبل أسابيع قليلة من بداية هجرة الربيع في ذلك العام، بدأنا في إرسال رسالة إلى فخامة العماد ميشال نعيم عون، رئيس لبنان. تم التوقيع على الرسالة - بدعم من المنظمة غير الحكومية الكرواتية للحفظ BIOM، وهي شريك في BirdLife International - ودعمها 52 موقعًا من 28 دولة،  وقد انضمت لاحقا إلى النداء BirdLife International  و EuroNatur، المشترك إلى الرئيس اللبناني آنذاك ميشال عون لضمان عدم إطلاق النار على الأنواع المحمية وأن تكون للطيور الحماية الكاملة أثناء طيرانها فوق لبنان، وكما يجب أن يكون لها حسب القانون اللبناني.


وفي لقاء تاريخي، حيث مثلت الرئيس اللبناني ابنته كلودين عون، جلس ممثلو SPNL و CABS على طاولة واحدة مع ممثلين عن منظمة الصيد اللبنانية لمحاولة حل مشكلة قتل الملايين من الطيور المهاجرة فوق لبنان كل عام. على الرغم من هذه الإجراءات، والوعود بأنه سيكون هناك سلام بين الناس والطيور وتأكيد تعاون من وزير البيئة اللبناني، إلا أن خمس سنوات مرت على الأقل ولم يتغير شيء فيما يتعلق بمصير الطيور المهاجرة.


قد نكون مجموعة صغيرة، لكننا نمثل أشخاصًا من جميع أنحاء أوروبا بالإضافة إلى أشخاص من الشرق الأوسط يهتمون حقًا بالوضع ويتفهمونه. نرجو مساعدتكم - لأية أفكار أو اقتراحات أو إجراءات من شأنها أن تساعد الطيور على الطيران بأمان،


من فضلكم، نناشدكم أن تكونوا صوت من لا صوت لهم وأن تتصرفوا بشكل عاجل لفعل كل ما في وسعكم لتحسين الوضع الحالي.


للأسف، فإن إطلاق النار على الطيور المهاجرة في الهجرة الربيعية وعلى الرغم من منع الصيد في هذه الفترة ممنوع بقانون الصيد اللبناني، فهو يشكل بالإضافة إلى قتل هذه الأفراد، أثرا وخيما على أعداد الطيور بشكل عام، حيث تعود خلال هذه الفترة، لتلتقي بشركائها من الطيور لتبني أعشاشها وتتكاثر، وينتظرها في هذا المجال، ناشطون تابعوها منذ تفقيسها، ووضعوا على أرجلها خواتم تعريفية وأجهزة تتبع لبعضها، ليفاجأوا بعدم عودتها بعد قتلها بصورة وحشية، ولتتأثر مجتمعات كاملة من هذه الطيور المهاجرة وبأنواعها، وتحرم البيئة من خدماتها الهامة في مجال مكافحة الآفات، والحفاظ على التوازن البيئي.


لرابط النداء في اللغة الإنجليزية هنا


 


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: