يبدو أن"Arcturus"، وهو نوع من أنواع COVID شديدة القابلية للانتقال وفقا لمنظمة الصحة العالمية، لديه أعراض جديدة خصوصا لدى الأطفال.

ويعمل هذا المتحور الذي يشار إليه بالرمز XBB.1.16، ويطلق عليه المتتبعون المتنوعون اسم "Arcturus"، على ظهور موجة جديدة من الحالات في الهند، في وقت تنخفض فيه الحالات المبلغ عنها في معظم أنحاء العالم.

وقد أفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) BBC يوم الإثنين الماضي أن وزارة الصحة في الهند تجري تدريبات وهمية لضمان استعداد المستشفيات لارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، مشيرة إلى أن بعض الولايات جعلت ارتداء الأقنعة في الأماكن العامة إلزاميًا مرة أخرى، كما وأن مستويات هذا المتغير آخذة في الارتفاع أيضًا في الولايات المتحدة وسنغافورة وأستراليا، من بين دول أخرى.

لكن XBB.1.16 قد لا يكون مجرد Omicron عادي آخر، وفي هذا المجال، فقد غرد الدكتور Vipin Vashishtha – وهو طبيب أطفال في الهند والرئيس السابق للأكاديمية الهندية لطب الأطفال بلجنة التحصين - يوم الخميس الماضي بأن حالات الأطفال من COVID آخذة في الازدياد لأول مرة منذ ستة أشهر، وأن "النمط الطفولي من الفيروس بدأ بالظهور. "

ومن الأعراض التي يراها الآن بين الأطفال، ارتفاع درجة الحرارة، سعال، التهاب ملتحمة العين "المثير للحكة" - أو العين الوردية - بدون صديد، ولكن بعيون "لزجة"، مشيرا إلى أن الأعراض الأخيرة لم تظهر في موجات COVID السابقة.

وقد ذكرت صحيفة "تايمز أوف إنديا" الإثنين أن حالات الإصابة بفيروس كوفيد بين الأطفال دون سن 12 عامًا في الهند آخذة في الازدياد،  وأشار المنشور إلى أنه على الرغم من كون الحالات معتدلة بشكل عام، إلا أن الأطباء يحذرون "آباء الأطفال المصابين بالسمنة والربو و أولئك الذين يعانون من حالات أخرى من نقص المناعة من عدم تجاهل الأعراض وطلب الرعاية إذا لزم الأمر.

وقال الخبراء لصحيفة التايمز إنهم يشهدون أيضًا ارتفاعًا في حالات دخول الأطفال إلى المستشفيات بسبب الفيروس الغدي Adenovirus ، الذي له أعراض مشابهة لـ COVID ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى التهاب الملتحمة. من المستحيل التمييز بين هذا النوع من الفيروسات الغدية و COVID دون اختبار.

يقول راج راجانارايانان  Raj Rajnarayanan وهو مساعد عميد الأبحاث والأستاذ المشارك في معهد نيويورك للتكنولوجيا في جونزبورو- آرك، وأحد أفضل متتبعي متحورات  COVIDلموقع "ـ Fortune" إن هناك "الكثير من الروايات عن التهاب ملتحمة الأطفال في الهند" في الوقت الحالي.

أخبر ريتشارد رايثينغر، عالم أوبئة الأمراض المعدية في معهد الأبحاث غير الربحي RTI International، مجلة Fortune أنه سمع أيضًا مثل هذه التقارير، ولكن "ربما يكون من السابق لأوانه معرفة" ما إذا كانت مجموعة أعراض الفيروس قد تغيرت حقًا، وقد تم الإبلاغ سابقًا عن التهاب الملتحمة كأحد أعراض COVID، كما يلاحظ، وإن لم يكن في كثير من الأحيان.

حدد الباحثون في معهد ترولسن للعيون التابع لنبراسكا للطب في وقت سابق الفيروس في الغشاء الدمعي للعين، وهو طبقة رقيقة من السائل تغطي السطح الخارجي للعين. وأشار المعهد في منشور على مدونته في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي إلى أن ،وجود الفيروس هناك قد يؤدي إلى التهاب الملتحمة.

ووفقًا لمعهد ترولسن للعيون، تشمل أعراض التهاب الملتحمة ما يلي: عيون دامعة، إحمرار، تورم، ألم أو تهيج في العين، مثير للحكة وإفرازات

يتوقع Rajnarayanan أن يرى XBB.1.16 ومتحور  جديدً آخر منOmicron ،  وهو XBB.1.9، يكتسبان زخمًا خلال الأسابيع القليلة المقبلة، "إذا لم يظهر متحور آخر". فإن هذا المتحور وأسلافه لديهم "الجاذبية للتغلب على متغيرات COVID  الأخرى"، مشيرًا إلى أن المتغيرات الجديدة تتطور بسرعة، ويلاحظ أن عائلة المتغيرات XBB.1.16 "هي المجموعة الكبيرة التالية بعد متغيرات Kraken.

ويقول رايان غريغوري، أستاذ علم الأحياء بجامعة جيلف في أونتاريو، كندا "عندما يتعلق الأمر بالوباء، فإن العالم حاليًا في "عصر المؤتلف" recombinant  أو المتغيرات الحالية التي اجتمعت مع بعضها البعض لإحداث المزيد من الدمار.

ويعتبر XBB.1.16 مؤتلف من نسل ما يسمى بـ "Stealth Omicron" BA.2. تشير دراسة ما قبل الطباعة التي تم تحديثها يوم الأحد من العلماء في جامعة طوكيو إلى أنه ينتشر بنحو 1.17 إلى 1.27 مرة بشكل أكثر كفاءة من "أقاربه" XBB.1 و XBB.1.5، والمعروفين أيضًا باسم "Kraken"، وهي السلالة التي تهيمن حاليًا على الحالات الأميركية.

تشير قدرة XBB.1.16 المتزايدة على تجاوز المتغيرات الأخرى إلى أنه "سينتشر في جميع أنحاء العالم في المستقبل القريب"، كما كتب الباحثون، مضيفين أن المتغير "مقاوم بشدة" للأجسام المضادة من مجموعة متنوعة من متغيرات  COVID، بما في ذلك "Stealth Omicron" BA.2 و BA.5، اللتان ارتفعت اعدادهما عالميًا الصيف الماضي، وهذا يعني أنه قد يتسبب في ارتفاع الحالات مرة أخرى، حتى في المناطق التي شهدت مؤخرًا زيادة في حالات الإصابة بفيروس COVID - خاصةً إذا كانت هذه العدوى ناجمة عن BA.2 أو BA.5 أو من نسلهما.

وقد لا تتسبب المتغيرات الجديدة دائمًا في حدوث "موجات" من الحالات بعد الآن. ويرجع ذلك إلى أن العرض المستمر لمتغيرات Omicron الجديدة يخلق خطًا أساسيًا للعدوى التي تظل "مرتفعة بشكل غير مستدام"، كما يقول غريغوري.

XBB.1.16  هو الأكثر قابلية للانتقال حتى الآن

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن XBB.1.16 "متغير تحت المراقبة" في أواخر آذار/مارس، قالت ماريا فان كيركوف  Maria Van Kerkhove، الرئيسة الفنية لـ COVID-19  في منظمة الصحة العالمية، في مؤتمر صحفي عُقد في 31 آذار/مارس، وأنه أكثر المتغير قابلية للانتقال حتى الآن.

وتساهم الطفرات الإضافية في البروتين الشائك للفيروس، والذي يرتبط بالخلايا البشرية ويصيبها، تزيد القدرة على حدوثه وإصابة الخلايا بسهولة أكبر بل وتسبب مرضًا أكثر شدة. لهذا السبب، وبسبب الحالات المتزايدة في الشرق، فإن XBB.1.16 يعتبر "أحد المتغيرات التي تستحق المراقبة"، كما قال فان كيركوف في ذلك الوقت.

لم يرتفع عدد حالات دخول المستشفيات والوفيات الناتجة عن فيروس كورونا في الهند حتى الآن، على الرغم من الإشارة إلى كليهما باسم "المؤشرات المتأخرة" - مما يعني أن مثل هذه التطورات، في حالة حدوثها، تحدث عادةً بعد عدة أسابيع من ارتفاع الحالات.

وهذا المتغير لم يتم تفكيكه بعد في الولايات المتحدة من قبل مركز السيطرة على الأمراض. بل تم الإبلاغ عن حالات XBB.1.16 تحت مسمى  XBB، يوم الجمعة الماضي، وقد شكلت أقل من 2  بالمئة من الحالات في الولايات المتحدة، ويجب أن تشتمل الحالات على 1 بالمئة على الأقل على المستوى الوطني قبل أن يتم الإبلاغ عنها في فئتها الخاصة.

لكن من الواضح أن XBB.1.16 في طريقه للتسلل إلى الولايات المتحدة، فقد تم تحديد ما يقرب من نصف هذه التسلسلات التي تم تحديدها في الولايات المتحدة عبر مراقبة المطار، كما يشير راجنارايانان، نقلاً عن بيانات من GISAID، وهي قاعدة بيانات بحثية دولية تتعقب التغييرات في COVID وفيروس الأنفلونزا.