info@zawayamedia.com
عرب وعالم

دبي المدينة الأنظف في العالم... قلباً وقالباً

دبي المدينة الأنظف في العالم... قلباً وقالباً


اختيار "مؤشر قوة المدن العالمية" الذي تصدره "منظمة موري ميموريـال" في اليابان دبي "المدينة الأنظف في العالم" لآخر ثلاثة أعوام، لم يشكل مفاجأةً لمن يعرف هذه المدينة أو يعيش فيها أو عايش قفزاتها الهائلة السابقة للمستقبل، والتي لا تعرف وهناً أو استراحة، ولا تقف عند حدّ.


فإذا كانت السطات الناظمة للحياة في مختلف دول العالم تضع نصب عينيها هدفاً واحداً أو اثنين أو ثلاثة أهدافٍ تسعى إلى تحقيقها خلال فترةٍ زمنية محددة، وترصد لها الميزانيات، وتستنهض الهمم، وتحشد الجهود والطاقات لتحقيق النجاح في ذلك، فإنّ دبي تعمل على مجموعة أفكارٍ ومبادرات في شتى الاتجاهات، تفاجئ المتابعين بمضمونها وأبعادها والتحديات التي فيها، وتذهلهم بتنفيذها بدقّةٍ متناهية في التوقيت المحدّد لها، وقبل ذلك بكثير في غالب الأحيان، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تحصى وتعدّ.


فاستكشاف الفضاء لا يلغي الالتزام بالقضايا البيئية وبمسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، وازدهار قطاع الأعمال والاستثمار تلاقيه كرنفالات الإبداع والابتكار، والفعاليات الدولية تحاكيها تجارب ثقافية وإبداعية، ومدّ يد العون لكل من يحتاجها في العالم، يمشي على قدمٍ وساق مع تأمين أفضل مستويات الحياة وأرقاها وتحقيق سعادة المواطنين والمقيمين والزائرين.


والأهمّ في كل ما ورد، هو أنّ دبي لا تطلق "راجمات المشاريع" الناجحة على سبيل استعراض قدراتها، ولا تحدّياً لأيّ كان، إنما "دبي لا تنافس إلا ذاتها"، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي.


وكان سموّه قد دوّن على حسابه الرسمي في موقع "توتير": "دبي المدينة الأنظف في العالم حسب مؤشر قوة المدن العالمية الذي تصدره "منظمة موري ميموريال" في اليابان لآخر 3 أعوام.. النظافة حضارة.. النظافة ثقافة.. النظافة من الإيمان.. دبي المدينة الآمن عالمياً.. والأنظف عالمياً.. والأجمل بإذن الله.. لنحافظ عليها آمنة مستقرة مزدهرة".


يشكل هذا التصنيف شهادةً عالمية لدبي لناحية تعميمها ثقافة النظافة في كل مكان. ولا يكمن السرّ في السياسات الطليعية والرؤية الواضحة التي حقّقت لدبي التميّز والريادة عالمياً في مختلف القطاعات فحسب، بل يكمن في اعتماد النظافة جوهراً في كل ما تقوم به، ومساراً بديهياً في الحياة اليومية لأبنائها والمقيمين فيها والوافدين إليها. تكفيك جولةٌ تقوم بها في مختلف أرجاء المدينة لتلمس في الواقع كيف تحضر النظافة في كل ركنٍ وزاوية، وتفرض حضورها مزيداً من الجمال الجاذب للعين، والرقيّ المفرح للقلب. فعلى الطرقات السريعة، وتحت الجسور، وفي محطات المترو ووسائل النقل العام، وأمام المباني والأبراج والمطاعم ووجهات الطعام والتسوّق، كما في الشوارع الداخلية والحدائق العامة والفنادق والمنتجعات والوجهات السياحية، تسود النظافة وتفرض حضورها ليس قسراً أو ترهيباً من عقاب، بل أسلوب حياةٍ يكرّس نموذجاً يحتذى به للمدن العصرية التي يزورها عشرات الملايين سنوياً، وتشهد آلاف الفعاليات والأنشطة والاحتفالات، وترسم صورةً مشرقة لكيف تكون عليه مدن المستقبل، في دلالةٍ على عمق حضور النظافة كقيمةٍ حضارية وفعلٍ مجتمعيّ، وتعميم السلوك الإيجابي تجاه النظافة والبيئة المستدامة، وتكريس المسؤولية الجماعية في المحافظة عليها، والارتقاء بالوعي البيئي لدى مختلف أفراد المجتمع، وإصابة الوافدين إلى هذه المدينة بعدوى النظافة، إذ قلّما ترى أحدهم يأتي تصرّفاً فيه تشويهٌ لهذه اللوحة الناصعة الجمال، والوارفة الأمان.


يمكن اختصار كل ما سبق بالقول إنّ النظافة التي تشرق في ربوع دبي، إنما هي انعكاسٌ لنصاعة القلوب المحبّة للخير والجمال، والمنفتحة بأبهى صورةٍ على العالم.

بسام سامي ضو

بسام سامي ضو

كاتب وصحافي لبناني مقيم في دبي