في المواقف المتسارعة بين إيران والولايات المتحدة ورفع منسوب التوتر، يشي بأن طبول الحرب تقرع في الخليج، فقد تصاعدت حدة التوتر خلال الأيام الماضية مع ازدياد التوقعات بنشوب حرب بين الولايات المتحدة وإيران، وذلك مع اقتراب حدثين بارزين، الأول مرور الذكرى السنوية الأولى لاغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بغارة أميركية في العراق، والثاني هو اقتراب تولي الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن منصبه.
في هذا السياق، كشف مسؤول أميركي مطلع لقناة CNN الأميركية، آخر المعلومات الاستخبارية، وقال أمس الجمعة، إن بعض القوات البحرية الإيرانية في الخليج عززت مستويات استعدادها في الـ 48 ساعة الماضية.
وفي الأسبوع الفائت، قال مسؤولون دفاعيون أميركيون لقناة CNN أيضا، إن معلومات استخبارية جديدة أظهرت أن إيران تنقل صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى العراق، في حين نقل موقع "الحرة" عن وسائل إعلام إسرائيلية، قولها إن إسرائيل والسعودية تضغطان على ترامب لضرب المنشآت النووية الإيرانية قبل أن يغادر منصبه.
وناشدت إيران مجلس الأمن الدولي يوم الخميس الفائت، منع الولايات المتحدة من القيام بما وصفته بـ "المغامرة العسكرية المتزايدة" في الخليج وبحر عمان، بما في ذلك إرسال قاذفات نووية إلى المنطقة، معلنة أنها لا تريد صراعاً لكنها تريد تدافع عن نفسها.
وكانت القيادة المركزية الأميركية، أعلنت عن تحليق قاذفات B 52 والتي تعرف باسم "ستراتوفورترس" في سماء الشرق الأوسط بهدف ردع أي عدوان، وأضافت في بيان أن نشر القاذفتين يوجه رسالة واضحة ورادعة إلى كل من ينوي إلحاق الأذى بالأميركيين أو مصالحهم، وقال قائد القيادة المركزية الأميركية، فرانك ماكنزي، إن الولايات المتحدة لا تسعى إلى نزاع، ولكن لا يجوز لأحد أن يقلل من القدرات الدفاعية لها. وانطلقت قاذفات القنابل العملاقة من قاعدة مينوت في ولاية نورث داكوتا، وهي مهمة الردع الثالثة التي تجري خلال 45 يوماً.
كما أبحرت غواصة نووية أميركية أيضا في مضيق هرمز، وفي بيان أعلنت البحرية الأميركية التي عادة لا تكشف مواقع غواصاتها في العالم أن غواصة "يو إس إس جورجيا" يمكن تزويدها بـ 154 صاروخ توماهوك وقادرة على نقل 66 عنصراً من القوات الخاصة.
وتشير تقارير المخابرات الأميركية إلى أن إيران ووكلاءها ربما يحضرون لضربة مطلع عام 2021 للانتقام لمقتل قاسم سليماني، بحسب صحيفة "نيوورك تايمز" الأميركية، بحسب www.syria.tv.
من جانبه، قال المبعوث الخاص السابق لترامب إلى التحالف الدولي، بريت ماكغورك "ما لديك هنا هو معضلة أمنية كلاسيكية، حيث يمكن أن تُساء فهم المناورات على الجانبين وتزيد من مخاطر سوء التقدير".
وصرح القائد الأعلى لـ "الحرس الثوري" الإيراني أمس الجمعة، حسين سلامي، أن بلاده مستعدة تماماً للرد على أي ضغوط عسكرية أميركية وسط التوترات المتصاعدة بين طهران وواشنطن في الأيام الأخيرة من رئاسة ترامب، وقال في احتفال أقيم في جامعة طهران بمناسبة ذكرى اغتيال سليماني "اليوم ليس لدينا مشكلة أو قلق أو خوف من مواجهة أي قوى".
وقالت مصادر إن المسؤول الإيراني اجتمع في بغداد من قادة أربع ميليشيات في بغداد، وطلب منهم الاستعداد لشن هجمات على مصالح أميركية في العراق في حال تم استهداف إيران من قبل الولايات المتحدة.