كلام كبير قاله مسؤول لبناني (لا شك في لبنانيته منذ ما ينوف على العشر سنوات) بموضوع الشهامة والإستقامة ونظافة الكف! نعم، قال كلاما كبيرا إلى درجة أنه أعاد تذكيرنا بأنه موجود على ساحة العمل السياسي مع عديد "البراغيث" من كافة الاتجاهات والخلفيات السياسية (مع استثناءات قليلة)، "براغيث" دأبها العقص بصمت وهمّها تكدير لبنان واللبنانيين.
لا شك أن هذا السياسي من النوع الذي يسبب الإزعاج مثل "برغوث" تماما، يعقص ولا يمكن أن تتخلص منه، وأقصى ما يتسبب به هو "الحكة"، لكن المشكلة، أن تأثيره يطاول الكبار الكبار، كَمَثَل الأسد الذي تنال منه ذبابة، فيضيق "خلقه" ويبدأ بالاستغاثة، زئيرا حد البكاء.
ونحن الشعب المستلب الإرادة، نأتي بـ "البراغيث" بكامل وعينا ونبكي فيما بعد دون وعي ولا إرادة، وكي لا تُفهم "البرغثة" على نحو سلبي، فإن أشهر لاعب كرة قدم في العالم ليونيل ميسي يلقب بـ "البرغوث"، نظرا لمهاراته وسرعته وقدرته على المناورة وإزعاج الخصوم، أما ما نعنيه بـ "البراغيث" بين ظهرانينا هم أولئك من لا يملكون من ثقافة إلا ممارسة النكد ورفع عبارات من القياس الكبير تعويضا عن صغر حجم وتفاهة حضور، وحبذا لو كان بينهم من هو مثل ميسي يصيب الهدف ولا يرمي الكرة على رؤوس المشجعين!
هل كان يمكن أن نصل إلى تهاوي الاقتصاد وانهيار الليرة لو لم يكن ثمة "براغيث" آدمية فتكت بجسد لبنان وبات اليوم محكوما بالضعف والوهن؟
منذ أكثر من ثلاثين سنة و"البراغيث" سائبة مسيّبة، والناس "تحك" من ضيق ووهن، أينما توجهت ثمة "برغوث"، على الفضائيات "براغيث" وعلى الأرض "براغيث"، والأنكى عندما ترى "برغوثا" مع مواكبة وحرس بينهم من لا يتسم بأخلاق "البراغيث" الحقيقية، يشهرون بوجهك السلاح لتركن سيارتك جانبا، وكل ذلك خوفا على "برغوث" لا يمكن أن تراه من على ساحة العمل السياسي بالعين المجردة.
"البراغيث" ما تزال تعيث في البلاد فسادا وخرابا، وفي لبنان كل مسؤول "برغوث" حتى يثبت العكس!