من المعروف أن الذهب هو أحد أندر وأغلى المعادن الثمينة، ولكن في حين أنه يحتل مرتبة عالية نسبيًا، إلا أن هناك معدنًا واحدًا يتفوق عليه في السعر والندرة.

وتعتبر القيمة النقدية للمعادن المختلفة غير متسقة، وتختلف قليلاً حسب الطلب والقدرة إلى الوصول إلى هذه المعادن، ونظرًا لتعدد استخدامات الذهب، فإن موصليته ومتانته ومظهره الجيد تضعه بقوة في أفضل خمسة معادن باهظة الثمن، وقد بلغت أسعار الذهب أكثر من 1,876 دولارًا للأونصة في وقت النشر وهو أمر مثير للإعجاب، ولكن لا شيء مقارنةً بالروديوم.

حاليًا، أغلى معدن ثمين وأكثره ندرة، يبلغ سعر أونصة الروديوم 10,300 دولارا في وقت النشر. لذا، ما الذي يجعله باهظ الثمن؟

فالروديوم لا يتفاعل بسهولة مع الأكسجين، مما يجعله معدنًا نبيلًا ويعني أنه محفز مثالي ومقاوم للتآكل والأكسدة. صلابته الإجمالية ونقطة انصهاره العالية البالغة 1964 درجة مئوية (3567 درجة فهرنهايت) تجعله من بين معادن مجموعة البلاتين إلى جانب البلاتين platinum والبلاديوم palladium والأوزميوم osmium والإيريديوم iridium والروثينيوم ruthenium.

كما وأن قدرته على تحمل درجات حرارة الماء والهواء التي تصل إلى 600 درجة مئوية (1112 درجة فهرنهايت)، ويبقى غير قابل للذوبان في معظم الأحماض، تجعل الروديوم شديد التنوع للاستخدام في السيارات والطائرات والموصلات الكهربائية والمزدوجات الحرارية thermocouple وأسلاك المقاومة.

وباعتباره أندر معادن مجموعة البلاتين، وفقًا للجمعية الملكية للكيمياء يوجد الروديوم بنسبة تقدر بحوالي 0.000037 جزء في المليون في قشرة الأرض، بينما يوجد الذهب بكثرة تبلغ حوالي 0.0013 جزء في المليون، كما ويتم إنتاج الروديوم بشكل أساسي في جنوب إفريقيا وروسيا، ويمكن أن يأتي كمنتج ثانوي لتكرير النحاس وخامات النيكل، والتي تحتوي على ما يصل إلى 0.1 في المائة من المعدن الثمين، حيث يتم إنتاج حوالي 16 طنًا من الروديوم سنويًا، مع احتياطي يقدر بنحو 3 آلاف طن.

وقد جاء اكتشاف الروديوم في عام 1803 على يد الكيميائي الإنجليزي ويليام هايد ولاستون William Hyde Wollaston الذي استخرج العنصر من قطعة من خام البلاتين من أمريكا الجنوبية، جاء الاكتشاف بعد وقت قصير من اكتشاف ولاستون معدن آخر من مجموعة البلاتين، وهو البلاديوم.

ويوجد هذا المعدن بشكل عام مع رواسب البلاتين، تم الحصول على الروديوم من عينة ولاستون عن طريق إزالة البلاتين والبلاديوم، تاركًا وراءه مسحوق أحمر غامق تمت معالجته بغاز الهيدروجين للكشف عن معدن الروديوم الثمين.

بينما يلمع المعدن الصلب بلون أبيض فضي ساطع وعاكس، حصل الروديوم على اسمه من الكلمة اليونانية "رودون" التي تعني الوردة، يشير اسمه إلى اللون الأحمر لأملاح هذا المعدن.

وعلى الرغم من ندرته وجماله، تُظهر الإحصائيات من عام 2019 أن ما يقرب من 90 بالمئة من الطلب على الروديوم كان في قطاع المحفزات الآلية في إنتاج المحولات الحفازة catalytic converters، وهو استخدام غير معتاد لواحد من أندر المعادن الثمينة على الأرض.