لا يزال مسؤولو الدولة البواسل الأشاوس في مواقعهم، أية وقاحة هذه؟ وأي هوان؟ يحكمون على أشلائنا ودمائنا وجوعنا وفقرنا، ولم يبقَ ذرة كرامة واحدة في هذا البلد المنكوب بسلطة مجرمة متعفنة، غدت جيفة نتنة متفسخة، وصار من الضروري مواراتها في التراب، ورميها في مزبلة التاريخ، هناك حيث المدى الأمثل لطغمة نحرت البلد واستباحت مقدراته ونهبت أموال ناسه، ولما تزل تمعن في غيِّها.
فقط لو ذرة كرامة يتمتع بها مسؤول واحد في هذا "اللبنان" المحكوم بالإعدام، لاستقال منذ 17 تشرين، أي في غمرة الثورة، ثورة الناس التي قمعها بلطجية الطوائف والمذاهب، فقد لو ذرة شرف، فقط لو ذرة أخلاق، لو ذرة إنسانية، لكن قلة الحياء ضاربة في النفوس، ولا من يخجل ويرعوي.
ويحدثونك عن لبنان العظيم! عن شعارات كبيرة، وجلهم مرتكب فاسق متورط، جلهم سارق، جلهم بلطجي برتبة شرف، جلهم يوالي الخارج، شرقا وغربا، ولا ولاء للبنان، الولاء للمصالح، وسط خصيان السياسة وما أكثرهم، وكم من خصيٍّ يجلد اللبنانيين، هم "مماليك" العصر يتحصنون في بروج شيدت بعظام اللبنانيين وجماجمهم.
الكل سقط، الكل صار وصمة عار على جبين لبنان، ولا استثناءات إلا ما رحم ربي، وأرحمهم من صار تحت التراب، لا حياء، لا ذرة حياء، هذا استقبل وذاك ودع، وتينك هنأت بالأعياد، فبأي عار ابتلينا؟!