عقب الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في 6 شباط (فبراير) الجاري، والذي اصطلح على تسميته بـ "كارثة القرن"، بدأ 388 كلبًا مدربًا وصلوا إلى المناطق المتضررة من 47 دولة، المشاركة في جهود البحث والإنقاذ.
ووصلت فرق بحث وإنقاذ من عشرات الدول الأجنبية إضافة إلى فرق خاصة من الكلاب المدربة لدعم جهود الإنقاذ في مناطق الزلزال، وذلك بعد دعوة وجهتها تركيا لـ "المساعدة الدولية".
والكلاب المدربة تعد من بين العناصر التي لا غنى عنها لفرق البحث والإنقاذ، لامتلاكها قدرات مميزة في البحث عن ناجين بين الأنقاض والتحرك في المناطق الضيقة جدًا.
388 كلباً
وخلال أعمال البحث والإنقاذ الجارية في ولاية كهرمان مرعش والولايات المتضررة الأخرى، لعب 388 كلبا مدربا تدريبا خاصا، دورًا مهمًا في دعم جهود البحث والإنقاذ.
واعتبارًا من 15 شباط (فبراير)، دعمت ألمانيا عملية البحث والإنقاذ بخمسة كلاب مدربة تدريبًا خاصًا، وتبعتها كل من فرنسا بـ 9 كلاب، وإسبانيا 11، والمملكة المتحدة 10، وإيطاليا 2، والمكسيك 2، والسويد 4، وروسيا 8، والسلفادور 3، وجنوب إفريقيا 10.
كما دعمت بنما عمليات البحث بكلبين مدربين، وبولندا 8، وسنغافورة 4، والولايات المتحدة 6، والإمارات 20، والبوسنة والهرسك 1، والتشيك 8، ومنغوليا 2، والصين 6، والهند 2، وقطر 4، والأرجنتين 4، وأستراليا 4، والبرازيل 4، والبرتغال 9، وإندونيسيا 2.
كذلك أرسلت سويسرا 9 كلاب مدربة للمساهمة في عمليات البحث والإنقاذ، وكولومبيا 8، وكوسوفو 3، وليبيا 4، ورومانيا 6، وكوريا الجنوبية 4، وأوكرانيا 2.
بالإضافة إلى ذلك، عاد 13 كلبًا مدربًا إلى المجر، و1 لمالطا، و9 إلى ألمانيا، و9 للنمسا، و8 إلى فرنسا، و13 لإسبانيا، و4 إلى إسرائيل، و3 للسويد، و8 إلى اليابان، بعد انتهاء مدة خدمتهم في مناطق الزلزال.
كما عاد 11 كلبا إلى روسيا، و2 إلى اليونان، و1 لبلغاريا، و6 إلى الجزائر، و46 لهولندا، و16 إلى المكسيك، و8 لبولندا، و4 إلى تونس، و2 إلى المملكة المتحدة، و7 لكرواتيا، و5 إلى إيطاليا، و4 للبرتغال، و10 لسلوفاكيا، و6 إلى سعودية، ومثلهم لفيتنام، إثر انتهاء مهامهم.
قدرات مميزة
كلبا البحث والإنقاذ "توماسا" و"روكا" - وصلا رفقة الفريق المكسيكي المكون من 23 شخصًا إلى مدينة أنطاكيا بولاية هطاي في 13 فبراير - قدما مساهمة مهمّة لجهود البحث والإنقاذ.
وقال بابلو غارسيا، أحد أعضاء الفريق المكسيكي، إن كلاب البحث والإنقاذ تخضع لبرنامج من التدريب والتأهيل يستمر ما بين عام إلى عامين.
وأضاف غارسيا لمراسل الأناضول، أن الكلاب المشاركة في جهود البحث والإنقاذ بكهرمان مرعش تلقت تدريبات خاصة على تتبع بقايا الملابس، والتمييز بين روائح البشر والروائح الأخرى، والتعامل مع مختلف المواقف الخاصة المحتمل حدوثها خلال أعمال البحث والإنقاذ.
وأشار غارسيا إلى أهمية هذه الكلاب في أنشطة البحث والإنقاذ، خاصة في حالات الكوارث والطوارئ، وتحديد أماكن تواجد الأشخاص تحت الأنقاض، واشتمام رائحة الضحايا العالقين تحت الأنقاض والذين ما زالوا على قيد الحياة.
ولفت إلى الشهرة العالمية التي تمتاز بها كلاب البحث والإنقاذ المكسيكية، وقال: "تشتهر كلاب البحث والإنقاذ المكسيكية بتدريبها رفيع المستوى وقدراتها المميزة". وأضاف: "في الواقع هذا النوع من الكلاب يقوم بمعظم أعمال البحث والإنقاذ، فيما يتمحور عملنا نحن على تقديم الدعم لها".
كما ذكر غارسيا بأن أحد الكلاب المكسيكية ويدعى "بروتيو" توفي خلال دعمه جهود البحث والإنقاذ، وأن وزارة الدفاع المكسيكية أعلنت أن وفاة "بروتيو" كانت بسبب الظروف الجوية وتقدم سنه.
الكلاب المصابة
ورافق فريق البحث والإنقاذ المؤلف من 121 شخصًا، والقادم من كوريا الجنوبية، 4 كلاب بحث وإنقاذ مدربة تدريبا خاصا.
وخلال أدائهم لعملهم، أصيب ثلاثة كلاب مشاركة تدعى "توبيك" البالغ من العمر 6 سنوات، و"هايتاي" (4 سنوات)، و"توري" (6 سنوات)، بجروح، بسبب شظايا الزجاج والمعدن المتناثرة في المناطق المتضررة.
ورغم الإصابات التي تعرضت لها، واصلت الكلاب أنشطتها الميدانية بعد أن تم وضع ضمادات على جروحها.
وانتشر على مواقع التواصل الاجتماعي صور لمشاركة الكلاب في عمليات البحث رغم إصاباتها، فيما قدمت الكلاب الدعم لفرق البحث والإنقاذ التركية في مناطق الزلزال، وساهمت في إنقاذ 74 شخصًا من تحت الأنقاض في كهرمان مرعش وحدها.
بتصرف عن وكالة "الأناضول" التركية