info@zawayamedia.com
منوعات

سطرت مآثر لا تنسى... كلاب الإنقاذ تنتزع الحياة من تحت الأنقاض

سطرت مآثر لا تنسى... كلاب الإنقاذ تنتزع الحياة من تحت الأنقاض


يقول خبراء الزلازل، إن الكلاب المدربة هي أفضل وسيلة في أنشطة البحث والإنقاذ في مواقع الكوارث، وهو ما برهنت عليه بالفعل كارثة زلزال كهرمان مرعش المدمر الذي ضرب 10 ولايات في جنوب وشرق وجنوب شرقي تركيا.


وفي هذا السياق، جذبت مجموعة من الكلاب المدربة "ذات الأنوف الحساسة" الأنظار وهي تقود فرق الإنقاذ التركية والأجنبية إلى المواقع التي يوجد فيها أحياء تحت ركام الزلزال. وتعمل الكلاب ذات الأنوف الحساسة، ضمن وحدة معروفة بـ "كي 9"، وتظهر رفقة فرق الإنقاذ وقوات الجيش والدرك والشرطة، وتتطلب وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً في تدريبها حتى تصل إلى مستوى العمل في مواقع الإنقاذ، بحسب تقارير إعلامية غربية.  


وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن تركيا تمتلك 27 من هذه الكلاب ذات القدرات الخاصة، وأفضل أنواعها "كلاب الراعي" البلجيكية، والكلاب الألمانية. وفي 18 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قبل أشهر من زلزال كهرمان مرعش، عقدت وزارة الداخلية التركية امتحاناً تحت إشراف لجان متخصصة في "المركز الإقليمي لإدارة الكوارث والطوارئ" التركية (أفاد) في ولاية سكاريا، غرب البلاد، لاختيار مجموعة من الكلاب ذات الأنوف الحساسة المؤهلة للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ مع مدربيها، للعمل في مناطق الكوارث المحتملة. و"سطرت" مجموعة من الكلاب المدربة من تركيا ومن خارجها قصص نجاح ستظل عالقة بالأذهان، كلما تذكر الناس في أنحاء العالم كارثة زلزال كهرمان مرعش في تركيا.


"نكتار" و"بينيا" اثنان من الكلاب المدربة، حصلت عليهما إدارة قوات الدرك في أنقرة، وخاضا من قبل تجارب في انتشال جثث من تحت الماء، ونجحا في الإرشاد إلى وجود 140 شخصاً تحت حطام المباني المنهارة في أنطاكيا في ولاية هاتاي، وقامت فرق الإنقاذ بإخراجهم سالمين، وفقا لـ "الشرق الأوسط".


كما أن "نكتار" و"بينيا" هما الوحيدان في العالم، اللذان سُجل باسمهما العثور على جثث تحت الماء، ورغم إصابتهما بجروح في الأقدام خلال عمليات البحث والإنقاذ، فإنهما واصلا العمل بعد أن قام الأطباء بخياطة الجروح ولفها بضمادات.


الكلبة "سيلا" هي كلبة مدربة تابعة لكتيبة الإنقاذ من الكوارث الطبيعية في الجيش التركي، نجحت، بحسب بيان لوزارة الدفاع، في العثور على 12 شخصاً أحياء تحت الأنقاض خلال عمليات البحث والإنقاذ في ولاية مالاطيا شرق تركيا، وساهمت في إخراجهم.


وأيضا أصيبت "سيلا" بجروح في أقدامها بسبب قطع الزجاج والمعادن المتناثرة، وخضعت للعلاج من قبل الأطباء البيطريين المتطوعين، وتواصل المشاركة في أعمال البحث والإنقاذ رغم إصابتها.


"أسكو" و"بيا" هما أيضاً من مجموعة "كي 9" المدربة، قدما من ألمانيا بصحبة فريق إنقاذ، وساهما رغم جراحهما العميقة التي أصيبا بها في إنقاذ حياة 10 أشخاص علقوا تحت الأنقاض في كهرمان مرعش في الأيام الخمسة الأولى لوقوع الزلزال. كما نجحت الكلاب المرافقة للبعثة الإماراتية في إنقاذ شخصين من العالقين تحت الأنقاض، بالتعاون مع فريق الإنقاذ الفرنسي بعد مرور 9 أيام من الزلزال.


كلاب البحث والإنقاذ ليست كغيرها، كما يقول جوكتان إيكار رئيس "جمعية تدريب الكلاب" في تركيا لصحيفة "الشرق الأوسط"، فمنذ عملية "اختيارها إلى مشاركتها في عمليات البحث والإنقاذ، رحلة طويلة مليئة بالجهد والتعب في التدريبات".


وأضاف إيكار أن عملية الاختيار "تبدأ قبل مولد هذه الكلاب عن طريق اختيار الأب والأم ورعاية الكلاب الوليدة، ثم متابعة سماتها الشخصية، وأهمها أن يكون الكلب اجتماعياً ويمتلك روح الإصرار والمثابرة".


وتابع، أنه "يوجد 27 كلباً فقط من هذا النوع في تركيا، وهو عدد غير كاف، ونقوم باختبارات كل عام لاختبار مدى الصلاحية للاستمرار، ويعمل الكلب في الخدمة لمدة 8 سنوات فقط".


وأشار إلى أن الكلب "الذي يتمتع بأنف حساسة لديه القدرة على القيام بعملية الشم لفترة تتراوح بين 15 و20 دقيقة، ثم يُعطى راحة لمدة ساعتين بعد كل عملية يشارك فيها، ويجب أن يتحلى الكلب بالإصرار"، موضحا أن "التدريب يقوم على تحفيز الكلاب عن طريق الألعاب، حيث ندربها على العثور على الهدف داخل صندوق، وتكون مكافأتها هي الحصول على لعبة في النهاية. وفي حالات البحث تحت الأنقاض أحياناً، نعطي نحن الهدية أو نجعل الشخص الناجي يمنحها للكلب"، وفقا للمصدر عينه.

سطرت مآثر لا تنسى... كلاب الإنقاذ تنتزع الحياة من تحت الأنقاض  1

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: