تبقى القيم الإنسانية بمدلولاتها الراقية أكبر وأبعد من أسوار وحدود الدول، فهي تمثل المناخ الأنقى للعلاقات بين الشعوب بعيدا من مصالح السياسة وأدرانها، فكيف إذا كانت قيما تربط علاقة شعبين اكتويا بنار الفساد؟ فلبنان المنهار لم يتوانَ عن دعم سوريا عبر شباب وشابات خلعوا عباءة السياسة وتوحدوا تحت عنوان إنساني لا يعترف بحواجز وجغرافيا، وطالما أن الإنسان هو الغاية، تصغر كل التوجهات والأفكار والمعتقدات لصالح رؤية توحِّد وتجمع.

من كل الاختصاصات، اجتمعوا ليقولوا إن الوجع واحد، وإن الدماء المراقة واحدة، وما هدمه الزلزال ترك في قلوب اللبنانيين غصة ودموع.

بهذه الروحية، انطلقت اليوم قافلة "الشباب اللبناني لحملة إغاثة سوريا" من أجل "كسر الحصار اللاإنساني"، وتضم 50 شابا وشابة بين أطباء وممرضين ومسعفين وأخصائيين نفسيين ومختصين بإدارة الكوارث.

وتشمل المساعدات التي تحملها القافلة 30 طنا من الالبسة والادوية والحليب والامصال والحرامات والمواد الغذائية.

النجار: مبادرة فردية مستقلة

وفي هذا السياقن أوضح المسؤول الإعلامي للحملة أحمد النجار في حديث لـ "الوكالة الوطنية للإعلام" أن "هذه المبادرة الوطنية انطلقت من حس وطني بعيدا عن كل الاحزاب والافراد، وهي مبادرة فردية مستقلة هدفها انساني بحت".