info@zawayamedia.com
صحة

على الرغم من آثارها الكارثية... إرتفاع استخدام المضادات الحيوية في الإنتاج الحيواني!

على الرغم من آثارها الكارثية... إرتفاع استخدام المضادات الحيوية في الإنتاج الحيواني!

ارتفعت نسبة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية Antibiotics لأسباب عدة، وقد وجدت دراسة حديثة أنه من المتوقع أن ينمو استخدام المضادات الحيوية في تربية الحيوانات وهو أحد العوامل المساهمة الرئيسية في مقاومة مضادات الميكروبات بنسبة 8 بالمئة بين عامي 2020 و 2030 على الرغم من الجهود المستمرة للحد من استخدامها.


وفي هذا المجال، تمثل 5 دول ما يقرب من 60 بالمئة من إجمالي استخدام المضادات الحيوية العالمية في الحيوانات الغذائية: الولايات المتحدة والصين والبرازيل والهند وأستراليا.


ووفقا لتحليل سابق، يُعتقد أن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية في الزراعة هو المحرك الرئيسي لارتفاع العدوى البكتيرية لدى البشر، والتي لا يمكن علاجها بالمضادات الحيوية، على الرغم من أن المضادات الحيوية قد تكون ضرورية لعلاج عدوى الماشية، إلا أنها غالبًا ما تستخدم لتسريع نمو الحيوانات والوقاية من الأمراض بين الحيوانات في ظروف مزدحمة وغير صحية.


وقد كافحت العديد من الحكومات لوضع أو تطبيق قواعد لتقليل استخدام المضادات الحيوية، على سبيل المثال، على الرغم من أن عددًا من البلدان، بما في ذلك الولايات المتحدة وجزء كبير من أوروبا، يحظر استخدام المضادات الحيوية التي تعزز النمو، يمكن للمصنعين فقط القول إنهم يقومون بتسويق الأدوية للوقاية من الأمراض.


وقد كافح الباحثون أيضًا لحساب كمية المضادات الحيوية المستخدمة في بلدان معينة لأن معظمهم لا ينشرون بيانات استخدام المضادات الحيوية الزراعية علنًا، كما يقول المؤلف المشارك للدراسة، توماس فان بويكل Thomas Van Boeckel، عالم الأوبئة المكانية في "المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا" Swiss Federal Institute of Technology ((ETH في زيورخ، وبدلاً من ذلك، يقوم الكثير بإصدار البيانات إلى المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، والتي تجمع بيانات المضادات الحيوية للبلد في القارات، لذلك فهذا هو كل ما يمكن للباحثين رؤيته من بيانات، وحوالي 40 بالمئة من البلدان لا تبلغ عن استخدام المضادات الحيوية لـ WOAH على الإطلاق. يقول فان بويكل: "غالبية البيانات المتعلقة باستخدام المضادات الحيوية في العالم غير صالحة للاستعمال".


تقديرات الدول


 


لتقدير استخدام المضادات الحيوية في 229 دولة، عمل فان بويكل مع عالمة الأوبئة في  ETH Zurich رانية ملشاندانيRanya Mulchandani، وزملاء آخرين لجمع البيانات من الحكومات الفردية، والمسوحات الزراعية والمقالات العلمية التي أبلغت عن الاستخدام البيطري للمضادات الحيوية. لقد قارنوا هذه البيانات مع بيانات عن مجموعات حيوانات المزارع في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى مبيعات المضادات الحيوية من 42 دولة أبلغت عن هذه البيانات علنًا. ومن هناك، قاموا باستقراء اتجاهات البلدان الـ 187 المتبقية.


ANTIBIOTIC CONSUMPTION BY COUNTRY. Chart shows China heads the top 10 antimicrobial consumption in 2020 by country.


استهلاك المضادات الحيوية حسب البلد. يوضح الرسم البياني أن الصين تتصدر أعلى 10 دول استهلاكًا لمضادات الميكروبات في عام 2020 حسب الدولة.


وقد قام الفريق بتحليل البيانات، ووجد أن استخدام المضادات الحيوية في إفريقيا ربما يكون ضعف ما ورد في تقريرWOAH، واستخدامه في آسيا أعلى بنسبة 50 بالمئة مما تم الإبلاغ عنه، يعزو المؤلفون ذلك إلى حقيقة أن العديد من البلدان في هذه المناطق لا تستجيب لاستطلاعاتWOAH ، وبأخذ هذه النقطة في حساباتهم، يقدر المؤلفون أنه بحلول عام 2030، سيستخدم العالم حوالي 107.5 ألف طن من المضادات الحيوية في الماشية سنويًا، مقارنة بأقل من 100 ألف طن في عام 2020، واستخدام المضادات الحيوية هو الأعلى في آسيا، والصين على وجه الخصوص (انظر "استهلاك المضادات الحيوية حسب البلد" في الرسم البياني السابق) – وهو  من المتوقع أن يستمر حتى عام 2030. ويقدر الباحثون أيضًا أن استخدام المضادات الحيوية سينمو بأسرع ما يمكن في إفريقيا، حيث يرتفع بنسبة 25 بالمئة بين عامي 2020 و 2030 بسبب زيادة الطلب على منتجات اللحوم.


Researchers team up to design antibiotic-free poultry support


ومع ذلك، تحذر مولشانداني من أن معظم البلدان التي تشارك البيانات البالغ عددها 42 دولة ذات دخل مرتفع، مما يعني أن أنواع المضادات الحيوية التي يستخدمونها والغرض منها قد لا تمثل جميع الدول.


في مؤتمر وزاري حول مقاومة مضادات الميكروبات في مسقط، عمان، في تشرين الثاني (نوفمبر الماضي)، تعهدت 39 دولة - بما في ذلك المنتجين الزراعيين الرئيسيين روسيا والهند - بتقليل استخدامها الزراعي لمضادات الميكروبات بنسبة 30-50 بالمئة بحلول عام 2030. حتى إذا لم يتم تحقيق هذا الهدف يقول ستيفن روتش، مدير البرامج في منظمة Keep Antibiotics Working غير الهادفة للربح، ومقرها في مدينة آيوا، إن الاتفاقية تعني أن البلدان من المرجح أن تبدأ في إصدار بيانات أساسية عن استخدام المضادات الحيوية. وهو يقول: "إنه يشير إلى وجود احتمال لتخفيض حقيقي إذا كانت هناك إرادة عالمية". ويضيف أنه في غضون ذلك، فإن أنواع الأساليب المستخدمة في الدراسة الأخيرة هي الطريقة الوحيدة للحصول على صورة عالمية لاستخدام المضادات الحيوية.


 


يقول فان بويكل إن فريقه سيعمل في المستقبل على صياغة سيناريوهات، مثل ما سيحدث إذا تبنت المزيد من البلدان مناهج أكثر صرامة لتوزيع المضادات الحيوية مثل تلك التي تتبعها السويد، والتي تتطلب وصفة طبيب بيطري للمضادات الحيوية لاستخدامها على الحيوانات. ويضيف أن جعل بيانات الاستخدام متاحة للجمهور يمكن أن يؤدي إلى زيادة مساءلة البلدان - والمنتجين الزراعيين - التي لا تستخدم المضادات الحيوية بشكل مسؤول.


بتصرف عن Nature


 


 

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: