غيّب الموت ليل أمس الخميس 2 شباط (فبراير) 2023،  أيقونة الحركة النسوية اللبنانية، وعميدة المناضلات الحقوقيات النسويات في لبنان ليندا مطر عن عمر 97 عاما، وبرحيلها، اختتمت مسيرة طويلة ومرحلة ذهبية من النضال الحقيقي من أجل الإنسان والمرأة والوطن، قضتها بالنضال الحقيقي دون التوق للظهور أو جذب الإنتباه والدعم المالي، وطرحت خلال حياتها قضايا المرأة وتمكنت من الوصول لبعض حقوق النساء في لبنان باستقلالية تامة، ودون اتباع وسائل ملتوية، وسط مجتمع أبوي ذكوري، مواجهة مع نساء أخريات تحديات عدة.

وفي هذا المجال، صدر بيان عن لجنة حقوق المرأة اللبنانية التي رأستها الراحلة ليندا مطر لعقود ناعيا الفقيدة مع ذكر ملخص عن مسيرتها النضالية، وجاء فيه:

"ببالغ الحزن والأسى، تنعي إليكم لجنة حقوق المرأة اللبنانية رئيستها السابقة السيدة ليندا مطر، أيقونة العمل النسائي اللبناني الهادف إلى تحقيق المساواة بين الجنسين.

عرفت لجنة حقوق المرأة اللبنانية برئاسة ليندا مطر وقيادتها وضوحا في الرؤية ودينامية إستثنائية في النضال النسائي، وكان لها الفضل، بالإضافة إلى إكمال مسيرة مؤسسات اللجنة الرائدات، كان لها الفضل في نقل اللجنة من مرحلة التأسيس النوعية، إلى مرحلة التأثير الجذري والفعالية في التغيير في واقع المرأة اللبنانية وفي نشر ثقافة حقوق المرأة كما الاسهام الكبير في التقدم المحرز في تعديل أو استحداث القوانين الرامية إلى تحقيق العدالة للنساء" .

وعن مسيرتها، جاء في البيان: "انتسبت ليندا مطر إلى لجنة حقوق المرأة اللبنانية في بداية خمسينات القرن الماضي وتدرجت من عضو عادي إلى أمينة سر ثم إلى رئيسة في العام 1978. لقد شاركت السيدة ليندا في تأسيس عدد من الهيئات النسائية (لجنة الأمهات في لبنان والهيئة اللبنانية لمناهضة العنف ضد المرأة، واللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة ) كما شغلت منصب عضو في الإتحاد النسائي الديمقراطي العالمي وكانت منسقة المركز الإقليمي العربي لهذا الاتحاد حتى عهد ليس ببعيد ، كما شاركت في مؤتمرات عربية وعالمية عديدة منها المؤتمرات التي نظمتها الأمم المتحدة، كما اختارتها مجلة "ماري كلير" الفرنسية العام 1995 واحدة من مئة سيدة يحركن العالم ".

وقد انتخبت ليندا مطر رئيسة للمجلس النسائي اللبناني في العام 1996، وترشحت إلى الانتخابات النيابية في بيروت مرتين (في دورة العام 1996 ودورة العام 2000) ونالت عددا وازنا من الأصوات رغم ترشحها خارج اللوائح .

وتابع البيان: "في العام 1998 منحها فخامة الرئيس الهراوي وسام الأرز الوطني من رتبة فارس وقلدها الوسام رئيس مجلس الوزراء السيد رفيق الحريري، وقد ناضلت الرائدة ليندا من أجل تعديل القوانين المجحفة بحق المرأة اللبنانية ومن أجل وطن ديمقراطي ودولة مدنية، وكرمها عدد كبير من مؤسسات المجتمع المدني في لبنان، إضافة إلى تكريمها من قبل هيئة وطنية تضم 80 شخصية سياسية واجتماعية واقتصادية وفنية في 8 آذار 2010 في قصر الأونسكو، كما منحها فخامة الرئيس ميشال سليمان وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، قلدتها الوسام اللبنانية الأولى السيدة وفاء سليمان" .

وختم البيان: "إنها كلمات قليلة من سيرة امرأة عظيمة، رحم الله فقيدتنا الغالية، فقيدة النضال الوطني والنسائي في لبنان السيدة ليندا مطر".