قرر نائبان "تغييريان" الاعتصام في مجلس النواب إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، وانضم إليهما لاحقا "تغييريون" حالمون لم يتعدوا عتبة "المراهقة السياسية"!
بغض النظر عن النوايا الصادقة، والتي لا تُصرف في السياسة عادة، لا بد من التنويه إلى أن بعض هؤلاء "التغييريين" مصدقٌ أن في مقدوره قلب المعادلات بغمضة عين، والإنقضاض على الدولة العميقة في لبنان، بكل ما فيها من موبقات ومن "وسخ سياسي" لما نزل نتحمل تبعاته إلى اليوم.
وللتذكير، أحد هؤلاء "التغييريين" صوت للدكتور عصام خليفة في واحدة من مسرحيات انتخاب رئيس للجمهورية، وهو (مصدق حالو) أن في مقدروه فرض معادلات جهنمية تفضي إلى إحداث تغيير في لبنان من رأس الهرم، وغدا جزءا من العرض المسرحي الممل في ساحة النجمة، ولا ننتقص هنا من الدكتور خليفة، وإنما نتحدث عن كيفية مقاربة "تغييري" أشوس لموضوع الرئاسة اللبنانية!
وفي المجمل، لا نطلب المستحيل من النواب التغييريين الذي صفقنا لنجاحهم، وإنما نطلب القليل من العقلانية والإنضواء في مواجهة المنظومة المصادرة للبنان لصالح محاور خارجية، على قاعدة "إذا أدرت أن تُطاع فاطلب المستطاع".
وهنا نقول ونسأل، ألم يكن من الأجدى أن يصوت التغييريون لصالح المرشح الآدمي ميشال معوض؟ ألم يكن من الأنسب مؤازرة القوى الرافضة لهيمنة "قوى الممانعة" على القرار اللبناني ومصادرة الدولة لصالح أغراضها والاستمرار في نحر البلد؟ وهنا، تحول "التغييريون" عن عدم دراية، ربما، إلى داعمين لمحور جر على البلد الويلات.
المفروض اليوم التركيز على الأولويات، ولأن لا دولة اليوم حاضرة وقادرة، المطلوب أولا استعادتها، ومن ثم التفرغ لمواجهة كل منظومة الفساد، وما الذي يمنع التحالف مع أي مكوِّن من أجل إسقاط من ارتهِنوا ورهنوا لبنان للنظامين الإيراني والسوري؟
لذا، لا نرى في اعتصام النائبين التغييريين إياهما، إلا بعض حركات "أكروباتية" في "سيرك" كنا نتمنى ألا يكون القائمون عليه "تغييريين" من ذوي الرؤى القاصرة عن مجاراة اللحظة بتواضع وتبصر، وبحد أدنى من خبرة سياسية في بلد مثل لبنان!