info@zawayamedia.com
المرأة

المؤتمر الثاني والختامي لمشروع "النساء يلوّحن بالسلام" في إربيل

المؤتمر الثاني والختامي لمشروع

في إطار تنفيذ الخطة الوطنية الإيطالية للمرأة والأمن والسلام، وبرعاية مؤسسات إيطالية وبمشاركة منظمات نسائية وشبابية من العراق ولبنان وليبيا وتونس وإيطاليا اختتمت فعاليات المؤتمر الثاني لمشروع "النساء يلوّحن بالسلام".


اختتمت أعمال المؤتمر الثاني الذي نفذته  منظمة "جسر إلى" UPP أو Un Punto Per  الإيطالية - فرع العراق، بتمويل من قبل- المديرية العامة للشؤون السياسية والأمنية DGAP- Direzione Generale per gli Affari Politici e di Sicurezza من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالية – MAECI، وبرعاية القنصلية الإيطالية في إربيل، وبمشاركة منظمات غير حكومية نسائية وشبابية في أربعة بلدان عربية، بهدف تنفيذ خطة العمل الوطنية الرابعة WPS لإيطاليا (2020-2024)، وذلك في فندق هكسوس عنكاوا في إربيل يوم الإثنين 14 تشرين الثاني/نوفمبر 2022.


وقد تمحورت نقاشات المؤتمر الذي شعار "النساء والشباب : موارد استراتيجية للحفاظ على السلام - العمل مع المجتمعات المحلية في العراق ولبنان وتونس وليبيا"، حول نقاط عدة، تناولت النساء والشباب كموارد إستراتيجية للحفاظ على السلام، والعمل مع المجتمعات المحلية في العراق ولبنان وتونس وليبيا وبهدف تعزيز وتبادل الخبرات المدنية، حيث قام ممثلو منظمات المجتمع المدني من مختلف البلدان بتبادل الخبرات والأفكار المتعلقة بممارسات بناء السلام من خلال عملهم اليومي في مناطق النزاع وما بعد النزاع، وضمن الإطار المعياري العام الذي وضعه الخبراء المشاركون في بناء السلام وتنفيذ القرارات الدولية في مجال تنفيذ قرار المرأة والسلام والأمن  WPS مع التركيز بشكل خاص على العمل الذي تقوم به النساء والشباب على مستوى المجتمع المحلي والسياسات الوطنية.


محاور المؤتمر



وبدأ المؤتمر بملاحظات أولية من قبل مدير المشروع ديفيد روجيني من منظمة "جسر إلى" Un Ponte Per، ميشيل كاميروتا ، القنصل الإيطالي في أربيل، الدكتورة خنزاد أحمد ، أمين عام المجلس الأعلى لشؤون المرأة في حكومة إقليم كردستان ودينا زوربا، ممثلة هيئة الأمم المتحدة للمرأة في العراق واليمن


وتناول المحور الأول ندوة بعنوان "الحفاظ على السلام: إطار عمل مشترك"، والمحور الثاني "المرأة والجندر: التحديات والفرص"، والمحور الثالث حول "دور الشباب في بناء السلام والتماسك الاجتماعي".


شيرين الجردي



وفي هذا المجال، التقينا بخبيرة الجندر شيرين الجردي من لبنان، والتي شاركت في هذا المؤتمر، لتطلعنا على مجريات النقاشات في المؤتمر وقالت لوكالتنا: "شاركت في هذا المؤتمر تحت عنوان "النساء يلوّحن بالسلام" في إربيل بالعراق، وبإطار التعاون بين المنظمة الإيطالية "جسر إلى" فرع العراق مع عدد من المجتمعات المحلية في لبنان ليبيا تونس والبلد المضيف العراق وإيطاليا، وكنت أمثل العصبة الدولية للنساء والسلام والحرية Women International League for Peace and Freedom  (WILPF)- فرع لبنان، والتي تشكلت منذ العام 1962 بالإضافة إلى حركة السلام الدائم في لبنان، وتشاركنا بالكثير من الخبرات والتجارب مع المنظمات المشاركة، وكخبيرة في مجال الجندر والأمن والسلام، كان لي شرف دور التنسيق في أحد هذه المحاور، وكون هذا المشروع في إطار تنفيذ الخطة الوطنية الإيطالية، وكنا قد ساعدنا سابقا في المراحل الأولى لإعداد هذه الخطة، ومنذ المشروع الأول إلى جانب عدد من المنظمات العربية، أي التي تمثل النساء في حوض البحر الأبيض المتوسط، لبحث الحاجات والأولويات والتحديات التي تواجه النساء العربيات، ولا سيما اولئك في النزاعات المسلحة وما بعدها".


وأوضحت "أهمية هذا المشروع يكمن بأنه يبني على أساس 3 سنوات من الخبرات التراكمية بين المجموعات في إيطاليا والبلدان العربية المشاركة، وخصوصا الدكتورة لويز ديل توركو، وهي من الرائدات في أجندة المرأة والسلام والأمن، والمنظمات المختلفة من العراق وليبيا وتونس ولبنان، وقد عملنا على موضوع العدالة الإنتقالية، كما وركزنا على المكون الذي يعنى بالوساطة، وأضفناه إلى المجالات التي يتم بحثها في هذا المؤتمر، فعملنا تراكمي، ولتوضيح هذه النقطة، فضمن المجموعة بحثنا في الأطر التي يمكننا مساعدة بعضنا البعض بتراكم المعرفة، فالمعرفة مهمة لتحسين أداء بعضنا البعض، ولنتمكن من نشر هذه المعرفة باللغة العربية، وقد بحثنا في القرار 1325 المتعلق بالمرأة والأمن والسلام، وكذلك القرار 2250 المتعلق بالشباب والأمن والسلام، وتم ربط هذين القرارين الأممين بالسلام في البلدان الأربعة المشاركة، وعلى الرغم من التشابه في المواضيع بينها فثمة اختلافات عدة، فمثلا في العراق تم بحث موضوع اليزيديين واليزيديات والجرائم التي تعرضوا لها ولا سيما النساء، وهذا الواقع والتحديات تختلف بين لبنان وتونس وليبيا أيضا، كما بحثنا في التحديات التي تواجه المرأة الليبية في الخطة الوطنية من قبل الحكومة والمجتمع المدني".


وتابعت الجردي: "وقد كان هناك تنوعا في المواضيع والمفاهيم، فمن ضمن اللقاءات مع شركائنا في العراق على سبيل المثال، حيث كانوا يعملون على موضوع يتعلق باللاجئين السوريين الشباب في المخيمات، بينما مجموعات أخرى تعمل على موضوع اليزيديين في داهوك، وآخرين على موضوع اليزيديين في سنجار، وشركائنا من تونس كانوا يعملون على موضوع المدرسة النسوية لجمعية لينا بن مهني، ومن لبنان على بناء السلام وعلى المرأة والأمن والسلام، وفي ليبيا على موضوع الوساطة التي يتم تنفيذها في إحدى المناطق الليبية النائية، وقد سعدت جدا بهذا المشروع، فكل يوم وعلى الرغم من خبرتي في مجال المرأة والأمن والسلام، نتعلم أمورا جديدة لزيادة المعرفة التراكمية حول هذا الموضوع".


لبنان


وعن المواضيع الخاصة بلبنان، قالت: "ركزنا في لبنان على موضوع السلام والرياضة، لأهمية هذا المشروع، وبمشاركة مجموعة شبابية نسائية رياضية في إحدى المخيمات الفلسطينية، وهم فريق Basket Beats Borders أي كرة السلة تتغلب على الحدود، ويضم الفريق فلسطينيات وسوريات ولبنانيات، حيث اعتمدوا على هذه الطابة للإنتقال من حيزهم الخاص إلى ما بعد الحدود، وهي مبادرة رائعة للغاية، وأردنا من خلال مشاركتهم في المؤتمر تزويدهم بالدعم وتمكينهم  في مجال المعرفة، وبالقرارات التي تتعلق بحياتهم اليومية، وقد خلصوا إلى أنهم يعرفون هذه القرارات بممارساتهم اليومية، وإن كانوا لا يعرفونه كنص، وكذلك بحثنا في الموضوع المتعلق بالوساطة والتعريف بها وأطرها المختلفة، وهو ما يمكن تطبيقه في أوساطهم ومحيطهم وزملائهم في العمل وخارج المخيمات أيضا، لذا كان هناك ممثلات من الفريق شاركن في مؤتمر إربيل".


وعن سبب اختيار إربيل في هذا المؤتمر أجابت الجردي: "كل عام نقيم الإجتماع في أحد البلدان المشاركة، فالعام الماضي أقيم في لبنان، وبهدف استقطاب الجمعيات الأهلية والتعرف عليها عن كثب، وللتشبيك معها وبين السلطات المحلية وبين بعضها البعض".


الخطة الوطنية



وأشارت إلى أنه "عند الحديث عن أجندة المرأة والأمن والسلام، فنحن نتحدث عن الخطة الوطنية، وفي هذا المجال، فالعراق كان أول دولة قامت بإعداد خطة وطنية في الوطن العربي، وأتبعها بخطة تالية، وكذلك بخطة طوارئ بعد التعرض لخطر داعش، كما وعملنا في لبنان على إعداد الخطة الوطنية للمرأة والسلام والأمن والعدالة الإنتقالية، لبحث جوانبها المختلفة، وكيفية تمحورها على جميع المراحل بإطار تطبيقها، ومن هنا أهمية هذا اللقاء الجامع، والذي نظمته جمعية "جسور إلى" فرع العراق حضوريا بالإجتماع مع الأفراد المختلفين الفاعلين من البلدان المختلفة، بدلا من اللقاءات الإفتراضية السابقة".


وعرضت الجردي لبعض النقاشات في المحاور المختلفة: "بدأت الجلسة بالتعريف بالعدالة الإنتقالية والترميمية والتصالحية، فنحن نعتقد أن العدالة الإنتقالية حزمة متكاملة، ولكن بالحقيقة لديها أوجه عدة، والمفارقة أن هذا المجال مختلف بين العراق ولبنان، فنحن في لبنان انتهينا من مرحلة الحرب، ونحن في مرحلة ثانية، ونعمل على موضوع العدالة التصحيحية مع الأشخاص المظلومين في المجتمع والمفقودين خلال الحرب، ولا زلنا نعمل ولدينا معوقات كثيرة، بينما في العراق، فهناك واقع مختلف، فالجرح لا زال حديثا، والمفاهيم تختلف في مجال العدالة الإنتقالية، وتابعنا في هذا المجال، كيفية تحليل النزاعات، وكيف نستطيع دراستها من قبل الأفراد لنتمكن من دق ناقوس الخطر في حال وجود مؤشرات لحوادث أليمة، وبعدها عدنا إلى موضوع الوساطة وعرفنا على كيفية العمل عليها، وأطلعنا على الخطة الوطنية الإيطالية التي تركز على الشابات في إطار الحماية، وللمفارقة فقد كان هناك نظرة عامة، وعند البحث في هذه الخطة الوطنية وأجندة المرأة والسلام والأمن، فهي أجندة تحويلية، ونحاول من جهتنا البحث في إطار بناء السلام وليس في مجال الحماية فحسب، فعندما شاهدنا تجربة النساء اليزيديات على سبيل المثال، والمفهوم الذي تقدمن به، فهو لا يبحث في إطار الحماية فحسب، بل في إطار التمكين للمشاركة معا لتشكيل موضوع الوقاية في المستقبل، وما لفت نظري في الأمور التي تم البحث بها، هو ما تقوم به النساء في منطقة داهوك وهي جمعية داك والتي تعني الأم بالعربية، بالتحضير لتأسيس شبكة النساء اليزيديات الناجيات، وكما وأن ممثلة وكالة الإنماء الإيطالية شاركت في الجلسة، التي كنت ميسرة لها وهي تحت عنوان "التحديات والفرص" وسعدت بطرح موضوع مساعدة هذه الشبكة لتكون وحدة متكاملة، وأن تؤسس لتكون ناجحة على الأرض، وتم وضعها بإطار الخطة الوطنية الإيطالية، وتمنيت أن تكون ضمن توصيات المؤتمر بحيث ترعى الخطة الوطنية الإيطالية هذه المبادرة، وكذلك أن تدعم الوكالة الوطنية الإيطالية للتنمية هذه الشبكة، وآمل أن تكون هذه المبادرة ليس ضمن مخرجات المؤتمر فحسب، بل إحدى القصص الناجحة الناتجة عنه، وبهدف إسماع أصوات النساء اليزيديات اللاتي تعرضن لأبشع الأمور التي حدثت في هذا القرن، والتي لم نتخيل يوما أن تكون موجودة".


قصص نجاح



ولفتت الجندي إلى "الأمور والمبادرات الإيجابية في الجلسة التي كنت أدريرها حول التحديات والفرص للمجتمع اللبناني المدني النسوي، والتي تحمل أجندات نسوية وخصوصا في مجال أجندة المرأة والأمن والسلام، وهو كيفية تشبيك الجهود وموضوع التبليغ، فضلا عن أمور تقنية عدة لا مجال لشرحها بإسهاب، ولن ندخل فيها الآن، حيث يطول فيها الحديث، فمثلا في موضوع التبليغ من قبل النساء اليزيديات إلى المحكمة للإدعاء بقضية معينة، وقد كانت هناك مواضيع شائكة للغاية حول هذه النقطة، وكانت إحدى المشاركات وهي المحامية نيرمين قراداغي من شبكة المراة للسلام وطلبت منها أخذ هذه المبادرة ضمن حزمة الأمور المطلوب تنفيذها".


وقالت: "من هنا أهمية هذه المؤتمرات، فهي ليست للنقاش والكلام فحسب، بل للتشبيك بين وجهات النظر والخبرات المتشابهة، لنتمكن من الوصول لقصص نجاح، فلدى المشاركين جميعا المؤهلات، كما كانت لدينا إشكالية تم طرحها للنقاش وهي أن بعض العادات والتقاليد تشكل عائقا دون مشاركة النساء في إطار صنع واتخاذ القرارات، فعند الكلام عن أجندة المرأة والأمن والسلام والجندر، فنحن لا نتكلم عن النساء فقط بل عن الرجال أيضا وعن المجتمع بأكمله، ولكن عند الحديث عن النساء فبهدف إلقاء الضوء على بعض المواضيع، في إطار العنف البنيوي والإجحاف في القوانين مثلا، وعن عدم وجود موارد مالية، وعدم التشبيك في شبكات التواصل بين بعضها البعض، ولنستطيع القيام بعمل جيد، تشكل مثل هذه المؤتمرات منصة لنحاول التشبيك وإنجاح العمل وليس مهما التنويه بالعمل المنجز كأفراد، بل إننا كعامل مساعد لإلقاء الضوء على قضايا معينة".


الشباب والأمن والسلام



وأضافت: "في إحدى فقرات اللقاء كان التركيز على موضوع الشباب، وقد شاركت من لبنان ممثلة لفريق كرة السلة النسوي، ومن مجموعة "الثورة أنثى" في العراق ممثلات من الفئة العمرية الشبابية لهذه المجموعة من كردستان وسنجار وغيرها من المناطق ، لنشهد التنوع والعوائق التي تحول دون مشاركة الشباب في صنع واتخاذ القرارات، ولكننا بحثنا أيضا في فسحات الأمل التي يقدمها ويزرعها هؤلاء الشباب والشابات، فعلى الرغم من وجود العوائق، فبمظافرة الجهود نحن قادرون على الوصول بالعمل إلى مراحل التأثير، ومن الأمور الإيجابية أننا استطعنا إعداد لقاء جانبي مع الهيئة العليا للنساء في إربيل وكردستان، حيث تمكنا من تطوير خطة محلية، وتم بحث حاجات وأولويات المنطقة الخاصة بهم، وبهدف تطبيق هذه الخطة الوطنية، وخصوصا وأن العراق سباق في هذا المجال، وفي لبنان، عملنا ضمن عدة ورش عمل شملت العديد من المناطق، على هذه الخطة الوطنية ومحلية تنفيذ أجندة المرأة والأمن والسلام، واطلعنا على التجارب المحلية المختلفة في هذا المجال وكيفية مأسستها، ليتم العمل على كافة المناحي وبأطر واضحة وسليمة، وهذه الأمور ستشكل زخما في الوطن العربي".


وختمت الجردي: "من هذا كله أهمية هذا اللقاء، وقد استفدت جدا وتعلمت أمورا كثيرة على الرغم من خبرتي في هذا المجال، مع الدكتورة خنزاد أحمد على سبيل المثال، وأعتبر هذه الخطوة في هذا المؤتمر من أهم الخطوات التي تقودها المرأة في الوطن العربي".


May be an image of 4 people, people standing and indoorMay be an image of ‎1 person, standing and ‎text that says '‎WO Studi Centro Û iDOZ المؤتمر الختامي لمشروع May be an image of 1 person, standing and indoor


 


 

المؤتمر الثاني والختامي لمشروع
سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: