اعتماداً على شبكة من الكاميرات المثبتة في شتى أنحاء الغابات والأحراج في قارات آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، وزهاء 2.3 مليون صورة فوتوغرافية، عكف فريق بحثي من النرويج على دراسة أنماط نشاط الثدييات في المناطق الاستوائية من العالم، فضلاً عن الأسباب والمحفزات التي تحرك سلوكيات معينة لدى هذه الحيوانات.
ويقصد بأنماط نشاط الكائنات المختلفة أساليب وتوقيتات النوم والغذاء والحركة لديها، التي تختلف من حيوان لآخر. ويؤكد العلماء أن الآليات التي تفسر هذه السلوكيات ليست مفهومة تماماً لدى البشر حتى وقتنا هذا، رغم أهميتها البالغة في جهود المحافظة على الحيوانات والبيئة بشكل عام.
وتوصل فريق بحثي من جامعة علوم الحياة في النرويج إلى اكتشافات رائعة تتعلق بأنماط السلوكيات اليومية المتسقة لدى الحيوانات التي تعيش في المناطق الاستوائية في مختلف أنحاء العالم، بعد فحص الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها في إطار الدراسة، حسب تقرير وكالة الأنباء الألمانية.
وتقول الباحثة أندريا فاليو فارغاس، رئيسة فريق الدراسة، إن «العوامل الرئيسية التي تحدد الأنشطة اليومية للثدييات بشكل عام هي حجم الجسم ونوعية الغذاء التي تقتات عليها هذه الحيوانات». فالحيوانات اللاحمة الضخمة والحيوانات التي تتغذى على اللحوم والعشب معاً تنشط على الأرجح خلال ساعات النهار بعكس الفصائل الأصغر حجماً ذات نفس الطبيعة الغذائية، في حين أن الحيوانات العاشبة الضخمة تنشط على الأرجح ليلاً، بعكس الحيوانات العاشبة الأصغر حجماً، بحسب (الشرق الأوسط) اللندنية.
وأضافت فاليو فارغاس، في تصريحات للموقع الإلكتروني «سايتيك ديلي» المتخصص في الأبحاث العلمية: «نفترض أن هناك صلة بين حجم الحيوان، وما يعرف باسم قيود ضبط حرارة الجسم»، بمعنى أن الحيوانات الأكبر حجماً تستهلك كميات أكبر من الطاقة للاحتفاظ بدرجة حرارة مثالية في الأجواء الدافئة، ولعل هذا هو السبب وراء نشاط الكائنات العاشبة الضخمة ليلاً بغرض الحفاظ على الطاقة.
وكشفت الدراسة التي نشرت في الدورية العلمية «نيتشر كوميونيكشنز» أن الثدييات التي تقتات على الحشرات تعد الاستثناء الوحيد لهذه القاعدة عبر قارات العالم؛ حيث إن الحيوانات الأكبر من هذه الفصيلة تنشط نهاراً في الأميركتين، وتنشط ليلاً في قارتي آسيا وأفريقيا.