يعتقد العلماء أن الوقت قد حان لتغيير مبدأ يقوم عليه الطب المعاصر من "علاج الأمراض" إلى "مساعدة الناس على البقاء بصحة جيدة لفترة أطول".
وقال، فاديم غوفورون، مدير معهد البيولوجيا النظامية والطب في مؤسسة "روس بوتريب نادزور" (الرقابة على حقوق المستهلكين) على هامش مؤتمر العلماء الشباب في مدينة سوتشي الروسية إن الإنسان هو آلة مثالية لا تستطيع مقاومة هجمات الفيروسات والبكتيريا وغيرها من المصائب فحسب، بل وبمقدورها تحقيق الإصلاح الذاتي". ويعني ذلك أن الأعضاء التي تتولى التنظيم الداخلي قادرة على منافسة أفضل الإنجازات في مجال المستحضرات وعلم الصيدلة".
على سبيل المثال، يمكن أن تساعدنا الميكروبات المأخوذة من جهازنا الهضمي، بعد أن يتم تعديلها بمساعدة الهندسة الوراثية. فمع عودة الميكروب الذكي إلى جسد "مالك"ه، فإنه سيفطم إخوانه الآخرين عن إثارة الأمراض.
ويجري على قدم وساق العمل على تشكيل تركيبات اصطناعية من الميكروبات التي لا يمكن أن تحل محل البيئات المرضية فحسب، بل وأن تُنتج الفيتامينات والأحماض الأمينية الأساسية وبعض المركبات الشبيهة بالهرمونات. وإنها ستساهم في تكوين المناعة القوية، وحتى الشيخوخة يمكن أن تتباطأ، لأن بيئة البكتيريا تؤثر على العمليات المرتبطة بالتقدم في العمر، بحسب RT الروسية نقلا عن "كومسومولسكايا برافدا".
ويبحث العلماء الآن في بيئة الكائنات الدقيقة لدى الدب عن مضاد حيوي جديد. ومن المعلوم أن الدببة، شأنها شأن البشر، تأكل اللحوم والنباتات، وتشبه بيئتها من الكائنات الحية الدقيقة بيئتنا نحن. إلا أن عدوى البكتيريا لدى الدببة لا تلحق بها ضررا في حال إصابتها بشظية عظم مثلا. ويبدو أن بعض الكائنات الحية الدقيقة تعيش في تجويف فم الدببة، وتعمل كمضاد حيوي، ولا تسمح بتطور الالتهابات.