info@zawayamedia.com
لبنان

المتروبوليت الياس عوده: بدعة التعطيل جريمة بحق الوطن

المتروبوليت الياس عوده: بدعة التعطيل جريمة بحق الوطن


ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، في بيروت.


بعد قراءة الإنجيل، ألقى عظة قال فيها: "نحن نعيش اليوم في عالم مليء بمن سكروا بالسلطة والمجد الباطلين، فباعوا الضمير والأخلاق والقيم. نأسف أن بعض المسيحيين أصبحوا ذوي إيمان هش، ينكسر أمام منصب أو مصلحة أو حفنة من المال. كذلك نسمع عن أولئك الذين يظهرون على وسائل التواصل بمظاهر الخلاعة والبشاعة فقط من أجل جني المكاسب الزائلة. حتى إنهم يسخرون من والديهم ويحقرونهم من أجل المغانم، وبعض الأهل يشجعون أولادهم على هذا لأنهم سيستفيدون أيضا. نسمع في إنجيل اليوم تذكيرا بالوصايا الإلهية، ومن بينها: (أكرم أباك وأمك)، فكيف يكرم الأبوان اللذان يشجعان الأولاد على سلوك طريق الضلال؟ كم ينقصنا أهل وزوجات مثل والدة القديس يعقوب الفارسي المقطع وزوجته، اللتين لم ترضيا بسلوكه في الشر، فأنبتاه ليعود إلى الرب".


وتابع: "مر عيد الاستقلال هذا العام حزينا، فلا رئيس للبلاد ولا حكومة ولا شعب يحاسب طبقة سياسية ممسكة بالقرار السياسي منذ زمن طويل، ومعطلة للإصلاح، ومعرقلة للقضاء، ومانعة أية مساءلة ومحاسبة، والفراغ بالنسبة إليها أفضل من إيجاد حلول، ومن المجيء برئيس يقود سفينة الوطن، إلى جانب حكومة تعمل على انتشال شعب غارق، يتخبط بين أمواج جشع المسؤولين وانعدام المسؤولية لديهم. فقد لبنان منذ أيام، روميو لحود، أحد رجالات الثقافة والفن والإبداع، الذي عاش لبنان الماضي الجميل وساهم في تألقه، ولعله رحل في ذكرى الإستقلال قرفا وألما واحتجاجا على المسرحية الهزلية التي تتوالى فصولها أسبوعيا، ولا تبدو لها نهاية، لأن أبطالها يتجاهلون قواعد النظام الديموقراطي، أو يريدونه معلقا كما جعلوا الدستور مغيبا. أهي قلة مسؤولية أم قلة وطنية؟ وأي وفاق أو اتفاق يدعون إليه وأي توافق يدعونه وهو تكاذب، وأية ديمقراطية يتغنون بها وهم لا يستطيعون انتخاب رئيس إلا بعد مخاض عسير ووقت ضائع وتراجع وانحلال وانهيار؟ ألا يعرفون أن عليهم أن يعقدوا جلسة مفتوحة تتوالى فيها الدورات الإنتخابية ويتنافس المرشحون بوضوح فيختار النواب من يشاؤون والرابح يكون رئيس البلاد؟ أما بدعة التعطيل فهي جريمة بحق الوطن وبحق الناخب الذي أوصل النائب للقيام بواجبه، فلا سلطة استنسابية للنائب من أجل القيام بواجبه الدستوري وإلا فهو يخون ثقة الشعب ويضرب مصلحته".


وقال: "حالة البلد مأساوية والنواب يتلهون ويقاطعون ويعطلون النصاب ويمنعون انتخاب رئيس. وبعضهم لا يخجل من الإعتراف أن للخارج كلمته في هذا الأمر الوطني الذي يخص الداخل. هل تنقصنا القدرة والكفاءة لندير أمورنا بأنفسنا ونقطع الطريق على أي تدخل، أم أن التدخلات الخارجية تناسب المصالح؟".

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: