كان "دولة الرئيس" إيلي الفرزلي واحداً من "مجموعة الستة" الذين عملوا لتعبيد طريق العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، ولكنّه أيضاً كان واحداً من الذين تركوه بعد وصوله إلى بعبدا واكتشفوا أنه الرئيس الذي ضيّع الفرص الكثيرة من أجل أن يؤمّن الرئاسة لصهره جبران باسيل مستنداً إلى دعم "حزب الله".
يقول الفرزلي لصحيفة "نداء الوطن": الخلاف الكبير وقع بعدما فتح عليّ جبران بشتائم وأدبيات حقيرة ظنًّا منه أنه يمكنه أن ينال من إرادتي. مسكين. قلت وقتها (يا عمي البلد راح). علِّقوا الدستور وخلّي الجيش يستلم الحكم لمدة سنة. (كانت فكرة طرحتها ولكن مش على أساس بكرا رح تصير). كنت أفكر وجدانيا بالوضع. (شايف البلد منهار والجوع ضارب طنابو وودائع الناس طارت). وتم إعلان إفلاس البلد. هذه المسألة اعتبرتها تآمراً ممنهجاً لدفع الأمور إلى الإنهيار عندما أخذوا القرار بعدم محاورة الدائنين وعدم المطالبة بتقسيط الدين العام وعدم دفعه وإعلان البلد مفلساً وذهبوا إلى الحديث عن خمسة مصارف ليوزّعوها على بعضهم كما توزّعوا وسائل الإعلام سنة 1991. قلت هذه قصّة كبيرة. (خلّي الجيش يستلم لمرحلة معينة وبتوافق سياسي. مش عم أحكي بمنطق انقلابي). لا أنا أقدر أن أعملها ولا قائد الجيش جوزف عون قادر يعملها وهو شخص محترم وجدير بالإحترام والدليل أن مؤسسة الجيش عملت دراسة عن الخط 29 وهي دراسة صحيحة أيّدَتها الدراسة البريطانية وعندما اتُّخذ القرار السياسي في مجلس الوزراء بتصديق الترسيم الأخير على أساس الخط 23 التزم وما عارض. هذا هو جوزف عون الذي يعطي نموذجاً جيداً عن منطق دولة المؤسسات. هذا الأمر فجّر الخلاف بيني وبينهم وقامت قيامتهم".
ولكنك طالبت بقبع ميشال عون وإرساله إلى البيت؟ لا. (ما قلت هيك مباشرة). حكيت عن تعليق الدستور الذي يعني إرسال كل السلطات إلى البيت. رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة ورئيس مجلس النواب.
(بالآخر راح عالبيت)، ولكن بدل ما يروح ويكون أنقذ البلد بقرار منّو راح وهو ينعى البلد. البيان الذي تلاه على مدخل القصر الجمهوري وأعلن فيه انهيار المؤسسات ألم يكن من الأفضل له أن يستبق الأمر ويقول لأنّني أشتمّ رائحة تدمير المؤسسات أطلب من الجيش أن يتولى مهمة كذا وكذا. أنا تحدثت بمنطق الوجدان الصافي. وليس بمنطق من يريد استهداف ميشال عون. فليشهد الله عليّ أنني لم أكن استهدف ميشال عون.
كم فرصة ضيّع الرئيس عون؟
منذ اليوم الأول لاستلامه السلطة لم يرَ نفسه رئيساً للجمهورية في أي لحظة من اللحظات. رأى نفسه في موقع وأراد أن يحول هذا الموقع إلى دكتاتورية ثورية مستمرة لتأمين الإستمرارية الموثوقة من بعده إلى صهره جبران باسيل. (زعلوا مني بالتيار لما حكيت عن هذه الإستمرارية).
نجم الهاشم – "نداء الوطن"