سجلت السلطات الصحية في محافظة ذمار خلال الأيام الماضية 20 حالة وفاة غامضة في صفوف الأطفال جراء إصابتهم بمرض مجهول لم يتمكن الأطباء من تشخيصه حتى اللحظة بشكل دقيق، ويتسبب بصعوبة في التنفس، يتبعه الوفاة خلال ساعات.
وأفادت مصادر طبية في ذمار الواقعة على بعد 130 كيلومترا عن العاصمة اليمنية صنعاء، بأن السلطات الصحية سجلت الأيام الماضية 20 حالة وفاة غامضة في صفوف الأطفال جراء إصابتهم بمرض جديد وغريب. وأوضحت أن المرض يستهدف الأطفال والرضع بشكل كبير، حيث يعاني الطفل المصاب من صعوبة في التنفس ودخول الأكسجين إلى الجسم حيث يدخل المصاب في غيبوبة لساعات قبل وفاته بصورة مفاجئة داخل غرف العناية المركزة.
وأشارت المصادر الطبية إلى أن مستشفيات في محافظة ذمار قد استقبلت حالات مماثلة لأطفال يعانون من صعوبة في التنفس، وأن أعداد الوفيات قد يكون كبيراً، وقد يكون تجاوز 50 حالة بين الأطفال في المحافظة، إلا أن أغلب الوفيات لم يتم تسجيلها أو التبليغ عنها خاصة في الأرياف. وأوضحت أنه في مديرية عنس وحدها تم تسجيل ما يقارب 12 حالة وفاة، فيما هناك وفيات في المدينة وبقية مديريات ذمار، بحسب ما نقله موقع "نيوزيمن" الإخباري.
وأوضحت أن أعراض المرض هي الأقرب إلى الدفتيريا أو كما يطلق عليه "الخناق" والذي ينتج عن بكتيريا تعرف بـ"الخناق الوتدية"، وعادة ما تنتشر الجراثيم المتسببة له في القطرات الرطبة التي تخرج مع السعال، حيث تتكاثر في الغشاء المخاطي للفم والحلق.
وتحدثت مصادر محلية عن انتشار هذا المرض بشكل واسع ومخيف في محافظة ذمار، خصوصاً في مديريتي الحدا وعنس ومناطق ريفية أخرى، مشيرةً إلى أن حالات الوفاة في صفوف أطفال ذمار في تصاعد دون وجود تشخيص طبي دقيق أو علاج.
ووفقا لموقع "العربية"، عبر المواطنون عن قلقهم المتزايد حيث يتخوفون على حياة أطفالهم في ظل التكتم والتعتيم الشديد من قبل السلطات الصحية في محافظة ذمار، الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية والتي ترفض إعطاء أية معلومات بشأن المرض.
ووفق المصادر، فإن التدمير الممنهج للقطاع الصحي، والأفكار المتشددة لمليشيات الحوثي في منع إجراء اللقاحات سبب في ارتفاع أعداد الوفيات بين الأطفال والرضع، ناهيك عن أعمال نهب المساعدات الصحية والميزانيات التي فاقمت من الوضع وانهيار المنظومة بشكل كامل.