على هامش قمة المناخ "مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين لتغير المناخ COP27 المنعقدة في شرم الشيخ في مصر، نشر أكثر من عشرة من الفائزين بجائزة نوبل رسالة مفتوحة تدعو الحكومات والمجموعات البيئية والشركات للمطالبة بالإفراج عن آلاف السجناء السياسيين في مصر.
تقول الرسالة: "لا يمكن أن يكون الانتقال العادل معنيًا فقط بخفض الانبعاثات، ولكن يجب أن يكون انتقالًا بعيدًا عن الاستغلال والإكراه". "نطلب منكم رفع أسمائهم، والدعوة إلى حريتهم، ودعوة مصر لقلب الصفحة لتصبح شريكًا حقيقيًا في بناء مستقبل مختلف."
يشير الحائزون الخمسة عشر لجائزة نوبل، بمن فيهم غالبية الحائزين على جائزة نوبل للآداب منذ عام 1986 الذين ما زالوا على قيد الحياة، "بشكل عاجل للغاية" إلى حالة الكاتب والناشط علاء عبد الفتاح، الذي سُجن منذ أكثر من عقد من الزمان. هو الآن في اليوم 214 من الإضراب عن الطعام.
وقد بعثت المجموعة برسالة مشابهة إلى أكثر من 30 رئيس دولة ووزراء مناخ وكبار المبعوثين والمفاوضين. ومن بين المتحدثين رؤساء الأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية والولايات المتحدة الذين يسافرون جميعًا إلى مصر لحضور القمة.
وتقول الرسالة أيضا: "إذا انتهى مؤتمر COP27 بتجمع صامت، حيث لا يخاطر أحد بالتحدث بصراحة خوفًا من إغضاب رئاسة مؤتمر الأطراف، فما هو المستقبل الذي يتم التفاوض بشأنه؟، نطلب من الجميع دعم دعوة جماعات حقوق الإنسان المصرية والدولية بالعفو عن السجناء".
ومن الموقعين سفيتلانا أليكسييفيتش Svetlana Alexievich، جي إم كوتزي J. M. Coetzee، وآني إرنو Annie Ernaux، ولويز غلوك Louise Glück، وعبد الرزاق غورنة Abdulrazak Gurnah، وكازو إيشيغورو Kazuo Ishiguro، وإلفريد جيلينك Elfriede Jelinek، وماريو فارغاس يوسا Mario Vargas Llosa، وباتريك موديانو Patrick Modiano، وهيرتا مولر Herta Müller، وأورهان باموك Orhan Pamuk، وروجر بنروز Roger Penrose، وجورج سميثGeorge Smith، وول سويينكا Wole Soyinka، وأولغا توكاتشوك Olga Tokarczuk.
ووفقا لـ "مدى مصر" يحمل عبد الفتاح الجنسيتين المصرية والبريطانية، وكان شخصية بارزة خلال ثورة 2011 وكان من بين السجناء السياسيين الأكثر شهرة في مصر. عبد الفتاح، الذي سُجن عدة مرات منذ 2013، اعتُقل مؤخرًا في 2019.
عندما وصل عبد الفتاح إلى السجن، تم تجريده من ملابسه وعصب عينيه وضربه وتهديده من قبل ضابط في جهاز الأمن الوطني.
بعد ذلك، احتُجز عبد الفتاح دون محاكمة لمدة عامين، وهي المدة القصوى المسموح بها قانونًا فقط لأخطر الجرائم، وكان قد حُكم عليه بالسجن خمس سنوات في كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، خلال المحاكمة، علم أنه متهم فيما يتعلق بنشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يذكر الادعاء ولا الدفاع قضيتهم، كما وحرم المحامون من فرصة مراجعة نسخ ملف القضية. صدر الحكم في محكمة أمن دولة طوارئ وتم التصديق عليه فيما بعد، مما يعني أنه لا يوجد طريق قانوني لاستئناف الحكم.
وقد تصدرت قضيته عناوين الصحف الدولية في الأشهر الأخيرة حيث قام بإضراب عن الطعام في سجن وادي النطرون، وأعلن عبر رسالة سلمت إلى عائلته أنه ابتداءً من 6 تشرين الثاني (نوفمبر) بالتزامن مع انطلاق قمة المناخ، يعتزم تصعيد إضرابه إلى الصفر، بعدم تناول ماء أو طعام عن طريق الفم.
كتب عبد الفتاح: "لقد اتخذت قرارًا بالتصعيد في وقت أراه مناسبًا لنضالي، ولحريتي وحرية سجناء صراع ليس لهم دور فيه، أو يحاولون الخروج منه، لضحايا نظام لا يقدر على معالجة أزماته إلا بالقمع".
وطالبت شقيقته، سناء سيف، في الأسبوع الثاني من الاعتصام أمام وزارة الخارجية البريطانية في لندن السلطات البريطانية ببذل المزيد من الجهد للوصول إلى القنصلية لعبد الفتاح والضغط من أجل إطلاق سراحه.
يُحتجز آلاف السجناء في مرافق الاحتجاز في جميع أنحاء البلاد فيما يتعلق بتهم سياسية، من بينهم ما يقرب من ألفين شخص على الأقل محتجزون دون محاكمة.
وقد اتخذت الحكومة خطوات للشروع في برنامج لإطلاق سراح السجناء تماشيا مع الحوار الوطني، وهو استشارة عامة حول الحياة السياسية في البلاد، على الرغم من أن المدافعين عن حقوق الإنسان أشاروا إلى أن معدل الإفراج عن السجناء ضئيل بالمقارنة مع العدد الإجمالي للسجناء السياسيين، حيث لا يزال عدد كبير منهم خلف القضبان، مع مئات الاعتقالات خلال الأسابيع القليلة الماضية وحدها.
كان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، قال إن حكومته ملتزمة تمامًا بحل قضية عبد الفتاح، وأنه يظل يمثل أولوية لها "سواء كمدافع عن حقوق الإنسان أو كمواطن بريطاني".
بالمقابل شكك وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في تمتع الناشط السياسي المحبوس عبد الفتاح بالجنسية البريطانية، مشيرًا إلى عدم إتمام عبد الفتاح إجراءات حصوله عليها، موضحًا أن "القانون المصري لديه عملية محددة للاعتراف بالجنسيات الأجنبية. فعبد الفتاح هو مواطن مصري وتلك الإجراءات لم يتم استيفائها بعد" بحسب تصريحاته في مقابلة أجرتها معه قناة CNBC على هامش مؤتمر المناخ.
وفي خطاب أرسله لأسرة عبد الفتاح، أضاف سوناك أن "الوزراء والمسؤولين البريطانيين يواصلون الضغط من أجل وصول قنصلي عاجل لعلاء عبد الفتاح، كما يطالبون أعلى المستويات في الحكومة المصرية بالإفراج عنه"، وهو الخطاب الذي أرسله سوناك قبل وصوله شرم الشيخ للمشاركة في القمة الـ27 للمناخ، والتي لفت إلى انتهاز هذه الزيارة لفتح قضية عبد الفتاح مرة أخرى مع القيادة المصرية.
كانت سناء، شقيقة علاء عبد الفتاح، قالت، اليوم، إن تدخل سوناك بشكل عاجل يمكن أن يوفر لأخيها مقعدًا على الطائرة التالية إلى لندن، بحسب بيان أصدرته أسرة عبد الفتاح اطلع عليه «مدى مصر».
البيان صدر بعد وصول سناء، اليوم، إلى شرم الشيخ لحضور قمة المناخ، سعيًا لإعلاء قضية عبد الفتاح، أملًا في إطلاق سراحه، وذلك بالتزامن مع إضرابه الشامل عن الماء والطعام الذي بدأه أمس، بعد أيام من إضراب كامل عن الطعام، كخطوتين تصعيديتين لإضرابه الجزئي الذي استمر لأكثر من 200 يومٍ، تناول فيها نحو 100 كالوري يوميًا عبر شرب اللبن خالي الدسم والشاي المُحلى بملعقة عسل، إلا أنه توقف الآن عن ذلك تماما.
هذا وارتفع عدد مَن حققت معهم نيابة أمن الدولة العليا خلال اﻷسبوعين الماضيين إلى 165 شخصًا على اﻷقل، بعد أن قبضت قوات اﻷمن عليهم ضمن حملتها المتزامنة مع دعوات التظاهر يوم الجمعة المقبل، 11 نوفمبر، وذلك بخلاف المقبوض عليهم ممَن عُرضوا على النيابات الجزئية في المحافظات، وذلك بحسب المحامية هدى عبد الوهاب.
عن مدى مصر بتصرف