أعلن وزير الصحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض، اليوم الإثنين، وصول الدفعة الأولى من لقاح الكوليرا إلى لبنان، وتتضمن هذه الدفعة 13440 جرعة من لقاح الكوليرا سيتم توزيعها في المرحلة الأولى من حملة التطعيم على الفئات الأكثر عرضة للخطر في لبنان.
وقال الأبيض في مؤتمر صحافي عقده صباح الإثنين في وزارة الصحة العامة بحضور السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غربو، إن "الدفعة الأولى من لقاح الكوليرا هي هبة من شركة سانوفي بدعمٍ من الحكومة الفرنسية للبنان، وهي جزء من دعم متواصل من فرنسا للنظام الصحي في البلاد على مدى السنوات الماضية وخلال المحن المتعددة التي يمر بها بلدنا".
وأشار الأبيض إلى أن "تفشي الكوليرا يشكل تحدياً آخر يضاف إلى التحديات التي يواجهها نظامنا الصحي، ويضيء على مكامن الخلل في البنى التحتية في بلدنا، ويؤثر سوء عملها على قدرتنا على مجابهة الأمراض"، وأضاف: "لعل هذا المرض يدق ناقوس الخطر للمسؤولين في قطاعات المياه والنفايات والصرف الصحي للعمل سريعاً على سد الثغرات وإعادة العمل في محطات ضخ المياه وتكرير المياه المبتذلة لنتمكن من تجاوزه ووأده في مهده قبل أن يتوطن في لبنان، مما يشكل كارثة ليس فقط على القطاع الصحي بل أيضاً الزراعي والسياحي وبالتالي الاقتصاد ككل".
وأوضح الأبيض أن للقاح دورا أساسيا في الوقاية من انتشار الكوليرا والحد منه، معتبراً أنه في كل أزمة، هناك فرصة وسنتعاون مع شركائنا في المنظمات الدولية وأصدقائنا لنتجاوز هذه الأزمة.
من جهتها، قالت السفيرة الفرنسية آن غريو إن "الدفعة الأولى التي تضم أكثر من 13 ألف جرعة لمواجهة انتشار الكوليرا ستكون الأفضلية والأولوية للاستفادة منها للعاملين في القطاع الصحي والأماكن الأكثر تأثراً بالوباء وتلك المكتظة"، معلنة عن مشاريع أخرى فرنسية لمساعدة لبنان في مواجهة انتشار الكوليرا، وخصوصاً فحص مياه المدارس وغيرها.
وتوقفت غريو عند المشاكل التي يعاني منها لبنان في القطاع الصحي والبنى التحتية المهترئة وفي الكهرباء والمازوت والمياه وغيرها، مشيرةً إلى أن فرنسا ستساعد مؤسسات المياه في لبنان بيد أن هذا المشروع يحتاج إلى تمويل وبصورة طارئة وعاجلة.
وفي آخر إحصاء صادر عن وزارة الصحة اللبنانية أمس الأحد، سجل لبنان حتى اليوم 1447 إصابة تراكمية بالكوليرا في مقابل تسجيل 17 حالة وفاة. أما عدد الأسرة في المستشفيات المستخدمة للحالات المشتبهة والمثبتة فبلغت 98.
ويعد شمال لبنان الأكثر تأثر بالكوليرا، وخصوصاً عكار حيث الانتشار أوسع، بالإضافة إلى محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل، وبعض المناطق في محافظة جبل لبنان وقضاء كسروان (في جبل لبنان) وغيرها.
