استفاقت بلدة الكحالة (قضاء عاليه) صباح اليوم على جريمة مروعة، ما يعيد طرح الأسئلة حيال السلاح المتفلت، والفوضى التي يشهدها لبنان وسط أزمات وكوارث لما تنتهِ بعد، ولا بل تشي بالمزيد، حتى أن صار الخوف هاجساً يوميا يؤرق المواطنين، في ظل ازدياد السرقات وعمليات القتل والسلب.
فجعت اليوم الكحالة، ولا نعلم دور من يكون غدا، فقد قام ملثمون باغتيال المصور جو بجاني أمام منزله في البلدة أثناء قيامه بإيصال أولاده إلى المدرسة، وذلك بإطلاق النار عليه من مسدس كاتم للصوت الساعة السابعة صباحا وهو داخل سيارته، ولم تُعرَف أسباب اغتيال بجاني، وقد قطع شباب من البلدة طريق الشام أمام كنسية الكحالة احتجاجاً على جريمة القتل التي وقعت صباحا، مطالبين بالتحقيق الفوري والسريع بالجريمة.
وكان بجاني وهو في الثلاثينيات من العمر، قد نشر في وقت سابق للحادثة، أنه قرر اعتزال التصوير العسكري بعد 15 سنة من توثيقه صورة التقدم والقوة والحضارة للجيش اللبناني أمام العالم، وبعد أن وجد أنه يقابل وكأنه إرهابي أثناء التصوير، ويلجأ لرجاء الأشخاص ليتم تصويرهم.
وقد كتب النائب ميشال معوض في هذا المجال "تعيد هذه الحادثة أسئلة شبيهة بقضية اغتيال منير أبو رجيلي، ما يبشر بعواقب وخيمة وتهدد أمن كل مواطن"، وكان أبو رجيلي قد قتل في منزله في قرطبا قبل حوالي ثلاثة أسابيع.
ووفقا للمعلومات، فإن بجاني يعمل في شركة "ألفا" في منصب عادي أي لا يمكنه الوصول لأي معلومات حساسة، فضلا عن أنه مصور مع أحد عناصر الاجهزة الامنية.
وأشارت مصادر من الكحالة إلى أن الجريمة منظمة ومن محترفين، كون البلدة مغلقة تقريبا بسبب وباء كورونا، وقد تسلل الجناة من مناطق عدة إلى منزل بجاني، وهو في منطقة صعب الوصول إليها ما يعني أنها مخططة من قبل، كما طالب رئيس بلدية الكحالة بتحقيق سريع في هذه الجريمة والفلتان الأمني.
لمشاهدة الفيديو حول هذه الجريمة المروّعة هنا.