info@zawayamedia.com
بيئة

الفيروسات القاتلة في القطب الشمالي... خطر جديد يواجه البشرية!

الفيروسات القاتلة في القطب الشمالي... خطر جديد يواجه البشرية!


حذرت دراسة حديثة من أن ذوبان الجليد بفعل الاحتباس الحراري وتغير، قد يؤدي يتسبب بانتشار فيروسات قاتلة وانتقالها إلى حواضن طبيعية أخرى.


وأوضحت الدراسة، التي شملت فحص عينات من بحيرة هازن في القطب الشمالي، أن فرص انتقال هذه الفيروسات تزداد مع ذوبان الأنهار الجليدية، حيث يمكن للمياه الذائبة أن تنقل مسببات الأمراض إلى مضيفين جدد.


ويعد ذوبان الجليد بفعل تغير المناخ والاحترار العالمي من أكبر الكوارث التي تهدد العالم، والتي ستسبب في فقد كميات كبيرة جداً من طبقة الجليد، ويتوقع أن تفقد جرينلاند وحدها نحو 3.3 في المائة من طبقة الجليد التي تغطيها، وهو ما يعادل 110 تريليونات طن من الجليد.


وأجرى الدراسة، التي نشرت في Proceedings of the Royal Society B، باحثون في قسم الأحياء بجامعة أوتاوا في كندا، بهدف معرفة كيفية تأثير تغير المناخ على مخاطر انتقال فيروس إلى نوع آخر.


ووجدت الدراسة أنه يمكن للفيروسات القاتلة التي تجمدت في الأنهار الجليدية لمئات السنين أن تستيقظ من جديد مع ارتفاع درجات الحرارة، وذوبان الجليد وتدفقه إلى مواقع جديدة، حسب موقع RT الروسية.


وخلص علماء الجليد في دراسة نشرتها مجلة "نيتشر كلايمت تشاينج"، إلى أن الاحترار الحالي، بغض النظر عن أي تلوث إضافي ناجم عن الوقود الأحفوري، سيؤدي إلى خسارة ما لا يقل عن 3.3% من حجم الغطاء الجليدي في جرينلاند، بزيادة قدرها 27,4 سنتيمتر عن مستوى سطح البحر.


ويحذر الخبراء من أن ارتفاع درجة حرارة المناخ يمكن أن يؤدي إلى اتصال الفيروسات في القطب الشمالي ببيئات ومضيفين جدد، ما يزيد من خطر هذا "الانتشار الفيروسي''. كما أن القطب الشمالي قد يصبح أرضا خصبة للأوبئة الناشئة إذا أدى تغير المناخ إلى تحويل النواقل الفيروسية شمالا.


وركز الباحثون في دراستهم على رواسب التربة والبحيرات من بحيرة هازن، أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم في القطب الشمالي. وقال قائد الدراسة ستيفان أريس بروسو، الأستاذ المشارك في جامعة أوتاوا: "مكننا ذلك من معرفة الفيروسات الموجودة في بيئة معينة، والمضيفين المحتملين الموجودين هناك أيضا".


ويشدد الخبراء على أنهم لا يتوقعون لا انتشارا فعليا ولا وباء، وأن احتمالية حدوث مثل هذا الحدث "تظل منخفضة جدا". كما أكدوا من أن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لتوضيح مدى الاختلاف الكبير بين الفيروسات والمضيفين لخلق مخاطر انتشار خطيرة.


أخطار ذوبان الجليد


وفي نيسان (أبريل) الماضي، كشف علماء في وكالة الفضاء الأميركية ومراكز أبحاث علوم الجليد والمناطق القطبية، عن انهيار جرف جليدي بحجم العاصمة الإيطالية روما، بمنطقة أنتاركتيكا نتيجة ارتفاع قياسي في درجات الحرارة.


وجدد هذا الانهيار المخاوف بشأن ذوبان نهر ثواتيس الجليدي، الذي يزيد حجمه على ولاية فلوريدا بأكثر من 100 مرة، ويوصف بـ"جليد يوم القيامة"، حيث من المتوقع أن يتسبب ذوبانه في ارتفاع مستويات البحار العالمية بأكثر من نصف متر.


وبحلول العام 2100، إذا لم تقلّل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، قد تذوب التربة الجليدية "بشكل كبير" كما يحذر علماء من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.


وارتفع متوسط درجة الحرارة السنوية في القطب الشمالي 3.1 درجات مئوية خلال نصف قرن مقارنة بدرجة مئوية واحدة للكوكب ككل، وفق برنامج رصد وتقييم المنطقة القطبية الشمالية.


في تقريرها المرجعي لعام 2021، قدرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أنه في ظل السيناريو الأسوأ لانبعاثات غازات الاحترار المناخي، فإن ذوبان الصفيحة الجليدية في جرينلاند سيسهم في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 18 سنتيمتراً بحلول عام 2100. أما المصدر الرئيسي الآخر لارتفاع مستوى سطح البحر فهو ذوبان الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي.

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: