ما شهدته منطقة صور اليوم، من فرار أربعة أسود من مجمع سياحي وقتل لبوة يمثل جريمة تعكس انهيار منظومة القيم الإنسانية والأخلاقية، وتؤكد أن الدولة اللبنانية بكل وزاراتها ومرافقها متواطئة مع الفساد، لا بل هي جزء منه، تسوِّغ ما لا يُسوغ لأصحاب الحظوة ممن لديهم "سند" في السلطة إياها، في تجلٍّ صريح لانهيار الدولة أيضا.
من هنا، الموضوع أكبر من توصيفه بهروب أربعة أسود وقتل لبوة، فما معنى أن مجمعا سياحيا يستقدم حيوانات برية مفترسة لزوم الفرجة والترفيه عن الزبائن! واعتبارها عنصر "استقطاب سياحي" ولا من يتابع أو يحاسب أو يزج بالسجون من يقفز فوق القانون، متسلحا بذلك "الدعم" أمنيا كان أم سياسيا أم حزبيا!
شاعت ظاهرة منذ سنوات عدة تمثلت في استقدام أصحاب المطاعم والمنتزهات والمجمعات السياحية حيوانات برية، مثل قرود (البامبو) والضباع والأسود وغيرها، ولم نسمع أنه تم تسطير محضر ضبط بأي منها واسترجاع الحيوانات وإعادتها إلى مواطنها أو لمراكز مختصة (يستحسن أن تكون خارج لبنان لوجود مراكز تأهيل متطورة) لرعايتها.
ما حصل فضيحة، وإن لم تكن لدينا حتى الساعة معلومات وافية بأكثر مما أوردته الناشطة غنى نحفاوي التي غالبا ما تسلط الضوء على ارتكابات فاضحة بحق الحيوانات الأليفة والبرية، وما تناقله ناشطون أيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن ما حصل يستدعي استقالة وزراء البيئة والسياحة والداخلية والزراعة فورا من حكومة تصريف الأعمال المحكومة بسلطة الفساد والمدعومة من الفاسدين مهما علا شأنهم، وما حصل اليوم يؤكد أن في دولة يحكمها القتلة وقطاع الطرق وشذاذ الآفاق!!