info@zawayamedia.com
عرب وعالم

إيران: غموض حول أحداث سجن إيفين... وقلق على المعتقلين

إيران: غموض حول أحداث سجن إيفين... وقلق على المعتقلين


شهد سجن إيفين سيئ السمعة في العاصمة طهران حريقًا هائلاً، ثم وقعت ثلاثة انفجارات على الأقل داخله أعقبها إطلاق نار مستمر داخل السجن. وأمس حذرت منظمات حقوقية، من أن «حياة السجناء بسجن إيفين في خطر». وقالت مجموعة «حقوق الانسان في إيران» التي تتخذ من أوسلو مقرا لها إن «حياة كل سجين سياسي أو سجين عادي في خطر شديد».


وكانت وكالة الأنباء الإيرانية، أفادت بمقتل 4 سجناء وإصابة 61 آخرين، موضحة أن السجناء الأربعة لقوا حتفهم نتيجة استنشاق الدخان الناجم عن الحريق، وأن القتلى الأربعة كانوا من بين المدانين بالسرقة. بينما قالت وكالة فارس التابعة للحرس الثوري إن بعض السجناء حاولوا الهروب من سجن، لكن محيط سجن إيفين عبارة عن حقل ألغام، وأصوات الانفجارات التي سمعت كانت نتيجة دخول سجناء إلى حقل الألغام.


غير أن المعارضين للنظام يتحدثون عن أمر مريب وغامض حدث ليل السبت داخل السجن وتريد السلطات التكتم حوله. وتقول المعارضة الايرانية ان التضارب في الانباء في تغطية ما حدث والكشف لاحقا عن وجود قتلى ثم عن وجود حقل الغام في محيط السجن، يكشف عن ارتكاب جريمة مروعة بحق السجناء قد تنكشف ابعادها خلال الايام المقبلة عندما يبحث ذوو السجناء المقتولين عن أبنائهم.


أحداث غامضة مفتعلة


وشهد السجن اضطرابات، تخللتها مواجهات بين السجناء وعناصره واندلاع حريق في أحد أقسامه، قبل أن يعود الوضع «تحت السيطرة»، وفق الإعلام الرسمي الذي نقل عن مسؤول أمني قوله، إن الاضطرابات وقعت في قطاع من السجن يُحتجز فيه «بلطجية».


وبحسب مقاطع الفيديو، فإن جزءًا من مباني السجن إيفين اشتعل وسط دوي لصفارات الإنذار وصوت إطلاق نار متتال، وغطى الدخان الكثيف المنطقة وأمكن رؤية ألسنة اللهب من بعيد من داخل السجن.


ويقول الإيرانيون إن النظام افتعل حريق السجن الذي يحظى بأهمية بالغة لدى الإيرانيين لوجود معظم معارضي النظام داخله، لصرف الأنظار عن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، خاصة بعد أن امتدت الاحتجاجات إلى محافظة أذربيجان. ونشر مقطع فيديو يوثق عددا من الأشخاص داخل سجن إيفين يقومون بإشعال النيران مما يؤكد ان الحريق كان مدبراً من الدوائر الأمنية لتحريف المسار عن ما يحدث في إيران.


وفي سياق متصل، كشف ياسر هاشمي نجل الرئيس الايراني الاسبق هاشمي رفسنجاني أن شقيقه مهدي رفسنجاني المعتقل داخل سجن إيفين، منح سلطات إجازة قبل أيام قليلة من قبل إدارة السجن، وعندما انتهت الإجازة، أخبروه أنه لا داع لعودته في الوقت الحالي.


وقال ياسر هاشمي إن شقيقه المسجون في عنبر 7 بسجن إيفين، يذهب إلى منزله في إجازة كل أسبوعين من الأربعاء إلى الجمعة. وفسر ياسر منح الإجازة المبكرة لأخيه على أنه «حقيقة أن سلطات سجن إيفين كانت على علم بما سيحدث»، وأن حريق سجين إيفين مدبر لأن الحريق وقع بنفس العنبر المسجون فيه مهدي هاشمي.


قتل سجناء جار!


ولا يزال المئات من ذوي المعتقلين يتجمعون أمام السجن ويريدون التأكد من سلامة ابنائهم داخله. وقال هادي قائمي، مدير مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره نيويورك إن «السجناء بما يشمل السجناء السياسيين لا يملكون وسائل للدفاع عن أنفسهم داخل ذلك السجن»، معبرا عن قلقه بأن يكون «قتل سجناء جاريا».


من جهتها، قالت مجموعة حرية التعبير المادة 19 إنها سمعت بتقارير عن قطع اتصالات الهاتف والإنترنت في السجن وإنها «قلقة جدا على سلامة السجناء».


وقالت الأكاديمية الأسترالية، كايلي مور غيلبرت، التي احتُجزت في إيفين لأكثر من 800 يوم سجنت فيها في إيران، إن أقارب سجينات سياسيات معتقلات هناك أكدوا لها أن «كل النساء في جناح السجينات السياسيات في السجن سالمات وبأمان».


سجناء أميركيين


وكان الأميركي من أصل إيراني، سيامك نمازي، مسجون في إيران منذ ما يقرب من سبع سنوات بتهم تتعلق بالتجسس، وعاد إلى إيفين، الأربعاء، بعد أن سُمح له بالخروج لفترة وجيزة.


وفي رد فعل على الحريق، أعربت عائلة نمازي عن «قلقها العميق»، خاصة أنه لم يحصل أي اتصال معه.


وحضت العائلة السلطات الإيرانية على منحه وسائل «فورية» للاتصال بأسرته وإطلاق سراحه «لأنه من الواضح أنه ليس آمنا في سجن إيفين».


ومن بين المواطنين الأميركيين الآخرين المحتجزين في إيفين خبير البيئة مراد طهباز، الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضا، ورجل الأعمال عماد شرقي.


وقالت شقيقة عماد شرقي، إن عائلته «متشنجة وينتابها الخوف»، وذلك في تغريدة على تويتر.


وأعلن المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، في تغريدة أن واشنطن تراقب الوضع عن كثب، محملا «إيران المسؤولية الكاملة عن سلامة مواطنينا المحتجزين من دون وجه حق والذين يجب إطلاق سراحهم فورا».


أكاديميون ومخرجون


يتم احتجاز العديد من مزدوجي الجنسية الآخرين في إيفين، ومن بينهم الأكاديمية الفرنسية الإيرانية، فريبا عادلخاه، والإيراني السويدي، أحمد رضا جلالي، وهو طبيب وباحث في طب الكوارث، وفقا لسعيد دهقان. وأفادت تقارير بأن المخرج الإيراني المعارض، جعفر بناهي، صاحب الجوائز السينمائية الدولية والسياسي الإصلاحي، مصطفى تاج زاده محتجزان أيضا في إيفين.


حقائق عن سجن إيفين سيئ السمعة


- سجن سيئ السمعة في طهران يشهد على الممارسات اللاإنسانية بحق السجناء.


- يقع على سفوح تلال على الطرف الشمالي لطهران، ويضم مدانين جنائيين ومعتقلين سياسيين.


- تحتجز السلطات داخله العديد من المعتقلين السياسيين ومزدوجي الجنسية.


- عام 2018 أدرجته واشنطن على قائمة سوداء بسبب «انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان».


- معروف بإساءة معاملة السجناء السياسيين، كما أنه يضم سجناء أجانب.


- تتهم سلطات السجن باستخدام التهديد بالتعذيب والسجن إلى أجل غير مسمى لإخضاع النزلاء.


- كشفت منظمات عن قيام السلطات بالسجن بـ«بتر أصابع» متهمين باستخدام «مقصلة» ودون تخدير.


- أقدمت السلطات الإيرانية على بتر أصابع ما لا يقل عن 131 رجلا منذ كانون الثاني (يناير) 2000.


المصدر: صحيفة القبس الكويتية – محمد مجيد الأحوازي

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: