منحت الولايات المتحدة الأميركية يوم أمس الجمعة ترخيصا طارئا لاستخدام لقاح شركة موديرنا المضاد لفيروس كورونا المستجد COVID-19، وفق ما أعلنت إدارة الغذاء والدواء FDA، ليُصبح لقاح موديرنا ثاني لقاح تتمّ الموافقة عليه في الولايات المتحدة بعد لقاح فايزر_ بايونتيك، على أن يُستخدم في إطار حملة التلقيح الضخمة التي بدأت الإثنين على مستوى الولايات الأميركية كافة.
وأهم الاختلافات بين موديرنا ولقاح فايزر - بايونتيك، أن الذي تنتجه موديرنا يمكن تخزينه في ثلاجات عادية ولا يتطلب شبكة نقل فائقة البرودة، مما يجعل الوصول إليه أكثر سهولة بالنسبة للمرافق الصغيرة والمناطق النائية، ويحتاج لتخزينه إلى حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، وذلك لمدة 30 يوما، في حين يحتاج لقاح فايزر إلى 60 و70 درجة مئوية تحت الصفر، لتخزينه للمدة نفسها.
فعالية لقاح موديرنا ضد COVID-19، تجاوزت 94 بالمئة، وتحصل بعد أسبوعين على الأقل من الجرعة الثانية، وفقا لوثيقة صادرة عن لجنة استشارية لإدارة الغذاء والدواء وفق روسيا اليوم.
وقال الدكتور راندي صويص، عضو فريق كورونا في جامعة شيكاغو، إن "ترخيص هذا اللقاح بعد مثيله من شركة فايزر، يعتبر تطورا هائلا في مواجهة جائحة كورونا"، مضيفا بحسب سكاي نيوز عربية، أن "اللقاحين هما السبيل الوحيد المتاح اليوم، لوقف انتشار الفيروس والتخلص من الوباء".
ومثل نظيره من شركة فايزر، يعتمد لقاح موديرنا تقنية الحمض النووي الريبي المرسال mRNA التي تحفز الجسم على إنتاج بروتينات شبيهة بتلك الموجودة على سطح الفيروس، ليبدأ الجسم بإنتاج الأجسام المضادة المناسبة، التي يمكنها مواجهة الفيروس الحقيقي في حال دخوله الجسم، وأوضح الدكتور صويص، أن هذه التقنية "لم تكن معروفة من قبل، لكنها أثبتت اليوم ومن خلال التجارب السريرية المكثفة، فعالية كبيرة".
وتقول الوثيقة الموجهة إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية إن اللقاح له ملف أمان "ملائم"، "مع عدم تحديد مخاوف معينة تتعلق بالسلامة" من شأنها أن تمنعه من الحصول على تصريح طارئ.
وكانت التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعًا للقاح هي آلام موضع الحقن، والصداع، والتعب، وآلام العضلات والمفاصل، والقشعريرة.
وخلال التجارب السريرية على لقاح موديرنا، تم إعطاء 15 ألف مشارك في الدراسة، محلولا مائيا ليس له أي تأثير، وخلال عدة أشهر أصيب 185 منهم بفيروس كورونا، تفاقمت الحالة المرضية لثلاثين منهم، وتوفي من بينهم مريض واحد.
وتلقى 15 ألف شخص آخرين لقاح موديرنا الحقيقي، ولم يصب إلا 11 منهم بالفيروس، في حين لم تتفاقم الحالة المرضية عند أي منهم. وأظهر اللقاح فعالية بغض النظر عن الفئة العمرية والجنس والعرق.
يذكر أن موديرنا هي شركة تكنولوجيا حيوية، تأسست عام 2010، ومقرها في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس، وتعاون علماؤها مع باحثين من المعاهد الوطنية للصحة، لإنتاج لقاح لفيروس كورونا آخر، وهو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس"، وعندما أصدر الباحثون الصينيون التسلسل الجيني لفيروس كورونا المستجد في شهر كانون الثاني (يناير)، كانت الشركة مستعدة لبداية سريعة.