أطلق وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين وعضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور وبلدية راشيا الوادي ولجنة محمية جبل حرمون بالتعاون مع جمعية أرز الشوف "محمية جبل حرمون الطبيعية" في احتفال أقيم في قلعة راشيا الأثرية.
حضر الاحتفال النائبان السابقان انطوان سعد والدكتور أمين وهبي، قائمقام راشيا نبيل المصري نائب رئيس منتدى التنمية اللبناني وهبي أبو فاعور، عضو المجلس المذهبي الدرزي علي فايق رئيس اتحاد بلديات البحيرة المهندس يحي ضاهر، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ جريس الحداد والرئيس السابق للاتحاد صالح ابو منصور رئيس بلدية راشيا المهندس جو سعد وأعضاء المجلس البلدي رئيس رابطة مخاتير راشيا المختار جميل قاسم وكيل داخلية البقاع الجنوبي في التقدمي عارف ابو منصور، ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات اجتماعية وبيئية ثقافية.
سعد
ثم القى رئيس بلدية راشيا المهندس جو سعد كلمة البلدية فقال:" لقاؤنا اليوم مميز جدا، للإحتفال بإطلاق محمية جبل حرمون الطبيعية في بلدة راشيا الوادي على العقار 5851، من بعد إقرارها من قبل مجلس النواب، وهي المحمية رقم 18 في لبنان".
وتابع: "تبرز أهمية إعلان محمية جبل حرمون الطبيعية والحفاظ على التنوع الطبيعي في الجبل، والمساهمة في حماية الموارد الطبيعية والمياه السطحية والجوفية، والحفاظ على هذا الموقع الذي لديه أهمية دينية وتاريخية، وتشجيع السياحة البيئية، والحفاظ على التوازنات البيئية، خصوصا وأن محمية جبل حرمون تمتد على ارتفاع يتراوح بين 800 و2800 متر، وأن جبل حرمون يضم أكثر من مئة نوع من النباتات ذات الخصائص الطبية (والجدير ذكره أن من بين النباتات الموجودة في محمية جبل حرمون، نباتات خاصة بعلاج أمراض الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والكبد والجلد والروماتيزم والسكري ونزلات البرد والتهاب الجيوب الأنفية والسعال والربو والإسهال وأمراض الجلد وارتفاع ضغط الدم والحساسية وغيرها) إضافةً إلى الأشجار المعمرة والحيوانات النادرة والطيور المهاجرة".
وأضاف سعد: "تم تشكيل لجنة بقرار من معالي وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين مشكورا تضم البلدية والمعنيين والخبراء، للسير بالخطوات العملية واتخاذ تدابير الحماية ونحن بصدد تعيين الحراس ومشرفين ميدانيين ودراسة سبل حماية الحياة الطبيعية في المحمية".
ودعا الجميع الى التعاون التام من أجل درء الخطر الذي نواجهه بشكل متزايد ويومي والمتمثل بالقطع الجائر للأشجار، والذي يعد جريمة بيئية خطيرة تستمر مفاعيلها للأجيال اللاحقة.
أبو فاعور
وقال أبو فاعور: "بعد سنوات ست من العمل الجاد بالتعاون مع شركاء كثر في وزارة البيئة ومحمية ارز الشوف وبلدية راشيا واتحاد بلديات جبل الشيخ بدأنا العمل بالمشروع في حزيران من العام 2016، حيث قدمت أولى المستندات لوزارة البيئة وتابعنا الملف مع وزراء البيئة السابقين، الى أن جاءت الولادة اليوم مع وزير البيئة ناصر ياسين نتيجة الاصرار على تشكيل قرار لجنة المحمية التي شكلت من مجموعة من الكفاءات البيئية والبلدية والقانونية التي خضعت فقط لمعيار الكفاءة ومصلحة مستقبل المشروع".
وتابع: "والشكر لمحمية ارز الشوف واعتذر باسم السيدة نورا جنبلاط التي لم تحضر اليوم لظرف قاهر، والمحمية كانت خير معين لنا، وهنا اشكر كل وزراء البيئة السابقين الذين ساهم كل وزير منهم ما سمحت به الظروف، حتى جاء القرار اليوم واطلقنا العمل الفعلي بالمشروع.
بداية المشروع مع بلدية راشيا واتحاد البلديات حيث انطلق المشروع مع رئيس البلدية السابق المهندس بسام دلال اول من حمل هذا المشروع مع رئيس اتحاد البلديات السابق الشيخ صالح ابو منصور".
وأشار إلى أن "الهدف الاساسي كان كيف يمكن ان نضع راشيا على الخريطة البيئية فعلى الخريطة السياسية، آمل ان نكون قد نجحنا بعض الشيء بالإنماء، نجحنا في الصحة مع مستشفى راشيا الحكومي والخدمات المتطورة والمتقدمة حيث صارت مقصدا للكثيرين من كل لبنان، وفي العمل الاجتماعي نجحنا في مؤسسة حرمون ونادي المسنين ومؤسسات الرعاية المتنوعة، وفي الخريطة التربوية نجحنا بشكل كبير في مجمع كمال جنبلاط التربوي في كثير من الاختصاصات الجامعية من إدارة الأعمال والتمريض وقبالة قانونية وعلاج النطق وفرع كنام والمدرسة الزراعية والمعهد التقني المتخصص ومعهد الكونسرفتوار الوطني الذي بغضون اسبوعين تقدم اليه 103 طلاب للتسجيل فيه، وفي خريطة البيئة اليوم خطونا خطوة مهمة حيث اكتشفنا متأخرين حجم المهتمين والناشطين بالموضوع البيئي في منطقة راشيا، وطموحنا أن نحفظ بيئة راشيا، والقيمة الطبيعية والبيئية لجبل حرمون ، ونحن مع رئيس البلدية جو سعد وأعضاء المجلس البلدي ورئيس اتحاد البلديات جريس الحداد أمام مشروع استراتيجي للحفاظ على القيمة الطبيعية والبيئية للجبل، ولكن الطموح أيضا أن نحول راشيا الى مقصد بيئي، بما يعني ذلك من فتح أفق اقتصادي جديد أمام أبناء المنطقة، لأن الجبل اذا ما احسن المحافظة عليه والاستفادة من امكانياته البيئية هو الرئة الاقتصادية المستقبلية لهذه المنطقة، وآمل من الدكتور ناصر ياسين واللجنة والاستاذ نزار هاني الذي تابع هذا الملف بجهوده وجهود السيدة نورا جنبلاط حتى وصلنا الى ما نحن عليه".
ياسين
من جهته، شدد وزير البيئة الدكتور ناصر ياسين على أهمية وجود المحميات الطبيعية، والدور الذي تلعبه في المحافظة على البيئة، وركز على أهمية التشبيك فيما بين المحميات ال ١٨ وعدد من المحميات المستقبلية.
وقال ياسين :" نكتشف ان في وزارة البيئة أشياء جميلة ومنها المحميات، لذلك أطلقنا عليها حملة اسميناها وجه لبنان الجميل، ومحمية جبل حرمون فيها نبتة الحياة، وفي الجبل غنى ثقافي وحضاري وإنساني وديني كبير، وليس فقط محمية طبيعية، لذلك يجب المحافظة عليها إضافة الى حماية التنوع البيولوجي، والمحميات لديها ثلاث خصائص جميلة، أولا تحميهذا التنوع والتي تشكل 4 بالمئة من الاراضي اللبنانية، ونريد ان نصل الى أكبر مساحة من المحميات الطبيعية، لان لدينا ايمانا أن نحمي المحميات من التدهور البيئي، وقطع الاشجار والحرائق، ومن التعديات والمرامل والكسارات وفي لبنان 18 محمية حاليا، وهناك 3 محميات قيد التحضير في راشيا الفخار، عكار العتيقة ورأس المتن، وهناك محميات بحرية، وهناك اربع محميات في مجلس النواب نسعى الى تظهيرها، وهناك خصائص أخرى تتعلق بالعمل والنشاط الذي يخلق الحركة الاقتصادية في المنطقة، ومركزا اساسيا من سياحة بيئية الى زراعة مستدامة الى حماية الأراضي ليبقى المواطن في أرضه، إضافة الى التمركز الجغرافي للتنمية الاقتصادية، فكل دولار وضع في محمية ارز الشوف يعطي 19 دولار كعائد، وهي تستقبل زوارا بشكل كبير، إضافة الى خصائص أخرى لعمل المحميات".
سيف الدين
تحدث في اللقاء رئيس جمعية اللقاء البيئي وليد سيف الدين، فأشار الى أهمية المحمية وطبيعتها ومقوماتها ومكوناتها، فقال:"عندما كنا نلتقي مع الأصدقاء والزملاء والناشطين البيئين من بيروت والمتن والشمال والجنوب، ويعرفوا أنني من راشيا كانوا يقولون لي "أف ساكن بآخر الدنيا"، ومع تكرارهذه العبارة صدقتها وأعدتها على نفسي، حتى تعرفت على تاريخ جبل حرمون وقيمته الثقافية والتراثية والدينية، عندها أدركت أن هذا الجبل الأسم هو "أول الدنيا" فمنه ومن حوله انطلقت الحضارات ومنابع الأنهر التي تعمد فيها الأنبياء والرسل، وعندما وصل النائب وائل أبو فاعور آمن بطلبنا استحداث محمية جبل حرمون الطبيعية، وأصبحنا ملزمين بالعمل على اتمام ملف المحمية كما يجب، ونفتخر أننا نحتفل اليوم بولادة محمية جبل حرمون الطبيعية".
وتخلل الحفل كلمة مصورة لنائب رئيس قسم التعاون في بعثة الاتحاد الاوروبي السيدة اليسيا سكوارتشيلا التي أكدت التزام الاتحاد الاوروبي بدعم وضمان استخدام الموارد الطبيعية بهدف تنمية ومنفعة لبنان بجميع سكانه وتعزيز الجدوى الاقتصادية كالسياحة والزراعة التي تعتبر قطاعات رئيسية لتعافي البلد من أزماته.
ويأتي هذا النشاط ضمن مشروع bioconnect الممول من الإتحاد الأوروبي والمنفذ من محمية أرز الشوف بالتعاون مع بلدية راشيا ولجنة محمية جبل حرمون، الذي يهدف الى تعزيز إدارة وحوكمة المواقع ذات الأهمية البيئية، وإنشاء مناطق محمية جديدة من أجل الحفاظ على المشاهد الطبيعية والتنوع البيولوجي على نطاق أوسع في الجزء الجنوبي من لبنان.