info@zawayamedia.com
عرب وعالم

أرسلوا بوتين إلى الخنادق... الاحتجاجات على التعبئة تجتاح روسيا

أرسلوا بوتين إلى الخنادق... الاحتجاجات على التعبئة تجتاح روسيا


استيقظ ملايين الروس، أمس الأربعاء، على إدراك أنهم قد يضطرون بالفعل إلى المشاركة في حرب بوتين واحتلاله لأوكرانيا.


وفي 15 منطقة روسية، اعتقلت السلطات أكثر من 109 أشخاص، وفقا لرويترز، بسبب اشتراكهم في تظاهرات مناهضة للتجنيد الإلزامي الجزئي بعد ساعات من خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال فيه إن المعارك في أوكرانيا ستستمر.


وقالت مجموعة مراقبة الاحتجاجات المستقلة OVD-Info إنها على علم بالاعتقالات في 15 مدينة مختلفة على الأقل.


وتقول صحيفة The Mosco Time إن أعداد المعتقلين وصلت إلى 525 شخصا، فيما قالت مصادر أخرى أن المعتقلين وصلوا إلى أكثر من ألف شخص.


ودعت حركة المعارضة فيسنا وأنصار الناقد المسجون في الكرملين، أليكسي نافالني، الروس في أنحاء البلاد إلى النزول إلى الشوارع مساء الأربعاء لمعارضة قرار الكرملين بتعزيز قواته في أوكرانيا بتعبئة "جزئية".


ووقعت الاحتجاجات الأولى عبر مدن في سيبيريا والشرق الأقصى، حيث اعتقل عشرات الأشخاص، غالبا بعد دقائق فقط من بدء المسيرات، وفقا لتقارير محلية نقلتها الصحيفة.


وتجمعت مجموعات صغيرة من المتظاهرين في أولان أودي، عاصمة جمهورية بورياتيا، ياكوتسك، عاصمة جمهورية ساخا، ومدينتي خاباروفسك وإيركوتسك في الشرق الأقصى.


وشوهد المتظاهرون في أولان أودي وهم يحملون لافتات مكتوبة بخط اليد كتب عليها "لا للحرب! لا تعبئة! " و "أزواجنا وآباؤنا وإخوتنا لا يريدون قتل أزواج وآباء آخرين".


وفي نوفوسيبيرسك، صرخ رجل اعتقل في احتجاج مخاطبا الشرطة "لا أريد أن أموت من أجل بوتين ومن أجلك!".


وفي العاصمة موسكو، تجمع عدة مئات في شارع ستاري أربات وسط تواجد مكثف للشرطة، وشوهد المتظاهرون وهم يهتفون "لا للحرب" "أرسلوا بوتين إلى الخنادق" و"دعوا أطفالنا يعيشون" في مقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.


وأغلقت الشرطة الروسية بالفعل ساحة بوشكينسكايا المركزية. وتقول المحللة في معهد واشنطن، آنا بورشفسكايا، إن "من المبكر جدا الكلام عما تعنيه هذه التظاهرات على المدى البعيد"، لكنها بالتأكيد تعني أن جزءا واسعا من الشعب الروسي لا يتفق مع رئيسه بشأن ما يجري في أوكرانيا على الأقل.


وقالت بورشفسكايا لموقع "الحرة" إن بوتين اتخذ هذا القرار وهو يعرف إنه سيواجه بمعارضة، وقد قاوم الدعوة للتجنيد لعدة أشهر لأنه يعرف أنها غير مرحب بها محليا وقد تسبب نتائج عكسية داخل روسيا. وتضيف "حقيقة أن بوتين قرر الدعوة للتجنيد الآن تشير إلى أنه قرر أن عليه أن يقبل تلك النتائج العكسية".


وتعتقد الباحثة المتخصصة في الشأن الروسي أن "الدعوة للتجنيد تعتبر تغييرا كبيرا في ديناميكية الصراع" الدائر حاليا في أوكرانيا. وتضيف قولها إن "بوتين يبدو وكأنه يشعر أنه لا توجد هناك خيارات أخرى".


وذكر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويعو، أن التعبئة تشمل 300 ألف احتياطي من أصل ما يقرب من 25 مليون شخص مسجلين في القوات الاحتياطية.


وفي الوقت الذي يعرب فيه عدد من الروس عن رفضهم للتجنيد بالنزول إلى الشارع، يحزم آخرون حقائبهم لمغادرة البلاد، رفضا لدعوة التعبئة كما يبدو.


وبالإضافة إلى الدعوة للتجنيد هدد بوتين كذلك بـ " استخدام كل الوسائل المتاحة لنا لحماية روسيا وشعبنا"، بحسب "الحرة.


وتقول صحيفة الغارديان إن عددا كبيرا من الجنود الروس لم يشاركوا في قتال حتى في سنوات خدمتهم، واستدعاؤهم مرة أخرى لجبهة مثل الجبهة الأوكرانية، لن يكون سهل الاستيعاب بالنسبة لهم.


ومشروع التعبئة العسكرية هو الأول لروسيا منذ الحرب العالمية الثانية.


ويجرم قانون روسي جديد الهروب من الخدمة العسكرية، ويعاقب على التهمة بأحكام قد تصل إلى عشرة أعوام.


ونقلت الصحيفة عن أم روسية لم تذكر اسمها قولها "هذا هو الشيء الذي كان الجميع خائفين منه عندما بدأت الحرب".


وحتى الآن، لم تغلق روسيا الحدود لمنع المتهربين من المغادرة، لكن كثيرين يعتقدون أن هذه قد تكون الخطوة التالية.


واشترى الروس الفارون من البلاد تذاكر سفر إلى دول مثل تركيا وأرمينيا، حيث يمكنهم السفر بدون تأشيرة.


وأغلقت العديد من الدول الأوروبية حدودها البرية أمام الروس، تاركة خيارات أقل للهروب. وحتى أولئك الروس الذين يغادرون قد يواجهون تهمة جنائية بالفرار من الخدمة إذا تم تجنيدهم ولم يعودوا.


ولا تزال التظاهرات صغيرة نسبيا، وفقا للغارديان، لكنها منتشرة في جميع أنحاء روسيا. وقد أطلق بعض معارضي الحرب اسم موغيليزاتسيا، على دعوة التعبئة، وهي تعديل لكلمة تعبئة وكلمة موجيلا، وهي قبر، وتعني الكلمة الجديدة "التعبئة إلى القبور".


وأظهرت مواقع وكالات السفر في روسيا، الأربعاء، زيادة كبيرة في الطلب على الرحلات الجوية إلى وجهات لا يطلب فيها من الروس الحصول على تأشيرة، في أعقاب إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن "التعبئة الجزئية" للمواطنين الروس لتعزيز قواته المستنزفة في أوكرانيا.

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: