info@zawayamedia.com
بيئة

إطلاق حيوان نيص إلى الحرية بمنطقة صور... جمعة: احتجاز الحيوانات البرية تعد صارخ على الطبيعة

إطلاق حيوان نيص إلى الحرية بمنطقة صور... جمعة: احتجاز الحيوانات البرية تعد صارخ على الطبيعة

لا تزال البيئة في لبنان أبرز ضحايا الفوضى، فعلى الرغم من تنامي ثقافة المحافظة عليها وحمايتها، إلا أن ثمة مسارا طويلا لتصويب بعض الأفكار والمفاهيم المتصلة بموروثات اجتماعية تجافي الحقيقة وتنأى عن العلم في مقاربة قضية بعينها، لا سيما في مـا يتصل بالكائنات البرية، وجميعها يمثل حلقات مهمة في دورة الحياة الطبيعية القائمة على التوازن، وفق نظم بيئية توفر ديمومتها، لتسدي هذه الكائنات خدمات إيكولوجية غير منفصلة عن حياة الإنسان كونه يتأثر بفقدان التنوع الحيوي.


احتجاز نيص


في هذا السياق، صادرت دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي في فصيلة صور، بالتنسيق مع شعبة العلاقات العامة، حيوانا بريا من نوع النيص، بناء على إشارة القضاء المختص، وقامت بتسليمه لـ "جمعية حماية الطيور في لبنان" التي تعهدت بإعادة اطلاقه في البرية.


وقد استغربت الجمعية استنكار المواطن الذي احتجز النيص في قفص في إحدى الخيم البحرية عملية المصادرة، وحجم التدابير التي رافقتها عبر وسائل الاعلام، معللا بذلك انه اشتراه من أحد المزارعين وانه يعامله معاملة جيدة، وقد خصص له قفصا ليعيش فيه، كما استغربت مطالبته باستعادته وهذا يعتبر مخالفا للقانون جملا وتفصيلا.


في السياق نفسه تسلمت الناشطة فاديا جمعة عن جمعية حماية الطيور في لبنان النيص من قوى الأمن الداخلي، وقد قام الطبيب البيطري الدكتور علي مطر بالكشف عليه، والتأكد من سلامته قبيل اطلاقه في منطقة حرجية جنوبي مدينة صور.


واثنت الجمعية على عمل قوى الأمن الداخلي لجهة سرعة التحرك وتطبيق القانون والتعاون في هذا المجال، لا سيما في ظل الأوضاع الإقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان وعلى وجه الخصوص العسكريين الذين واظبوا على القيام بواجباتهم في ظل هذه الازمة.


جمعة: تعد على الطبيعة


في هذا المجال قالت الناشطة والصحفية فاديا جمعة بعيد اطلاقه: "لا أحد يمتلك حق احتجاز الحيوانات البرية لا لغاية المتعة أو التسلية أو حتى لغايات يعتبرها البعض تثقيفية، وحتى لو تم تطوير ظروف الاحتجاز فيبقى هذا الأمر تعد على الطبيعة وكائناتها".


ورأت أنه "لا يمكن استبدال الطبيعة الواسعة والمدى الطبيعي الحيوي لهذه الحيوانات بقفص، حتى لو توفر لهذا الكائن الغذاء"، لافتة إلى أن "الاحتجاز يفقدها عنصرا مهما لحياتها كونها حيوانات اجتماعية تعيش وتجول ضمن مجموعات".


وشكرت قوى الأمن الداخلي على ما بذلت من جهود، كما أثنت على الطبيب البيطري علي مطر الذي تطوع لمعاينة النيص والاهتمام به ومشاركته في عمليه اطلاقه.


وخلصت جمعة إلى أن الاحتجاز لا يضر بكائن وحده، فهو حتما يؤثر في منظومة إيكولوجية كاملة".


النيص


لا بد من الإشارة في هذا السياق إلى أن النيص أو الـ porcupine هو من الحيوانات الفريدة والجميلة التي تتمتع بها البرية اللبنانية، علما انها عرضة للقتل والاحتجاز خلافا لما نص عليه قانون حماية الحيوان في لبنان (القانون 580) وفقا للمادة السابعة، لجهة النص الصريح "لا يعتبر الطير والحيوان البري في لبنان مهما كان نوعه ومصدره ملكا لأحد، كما أنه وفقا للفصل العاشر من نفس القانون (المادة 26 عقوبات) "يعاقب بالغرامة من ثلاث أضعاف إلى عشرة أضعاف الخد الادنى الرسمي للأجور كل من يخالف أحكام أي من مواد هذا القانون".

إطلاق حيوان نيص إلى الحرية بمنطقة صور... جمعة: احتجاز الحيوانات البرية تعد صارخ على الطبيعة 1
سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: