عادت الحملة "المسعورة" الصفراء إعلاميا وأخلاقيا على الكلاب الشاردة، خصوصا بعد تقرير نشره أحد المواقع الإعلامية حول انتشار داء السعار (الكلب)، وتم تناقله من قبل العديد من المواقع ودون تدقيق علمي وموضوعي، وذلك أن وزارة الصحة تتكتم على هذه القضية والمعلومات المتعلقة بها، وأنه منذ بداية العام سجلت ثلاث حالات سعار إثنتان لطفل والثانية لرجل من التابعية السورية والثالثة لطفل لبناني بعمر 14 عاما من منطقة صور، ليأتي الرد على المقالة من الناشطين ووزارة الصحة.
غنى نحفاوي
وبعد انتشار الخبر الذي تناقلته أيضا مواقع إخبارية عدة، أتى الرد من الناشطة غنى نحفاوي عبر صفحتها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" ذاكرة الموقع الذي أورد المقال الذي وصفته بـ "الناقص والمضلل، وأنها ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها الموقع الكلاب الشاردة بصورة غير دقيقة، وكلما تحصل أي مشكلة، يتم لوم الناشطين والجمعيات الخاصة بالرفق بالحيوانات.
وقالت نحفاوي لموقعنا "زوايا ميديا": "من أين لهؤلاء القدرة والتمويل على معالجة وتلقيح وتعقيم على الأعداد الهائلة من الحيوانات الشاردة وسط مماطلة واهمال من البلديات والجهات المسؤولة في الوزارات المعنية، وأين مسؤولية هذه الجهات ودورها الذي تحاول التملص منه وبكافة الطرق، ومؤخرا تم إبلاغي عن ثمانية كلاب في محيط المطار، ليتم معالجة الموضوع وإلا... هذا الواقع هو ما نواجهه يوميا، وعيوننا تقاوم كافة المخارز ونحاول التعامل ومعالجة الحالات، والجميع يشاهد وينظر ولا يتحرك".
وأضافت: "لماذا يكون الإعلام تحريضيا ضد هذه الحيوانات المسكينة، ويلقي بالإتهامات ويقدم المواد بصورة غير دقيقة بدلا من الإتجاه لإيجاد وطرح حلول مستدامة، فقد أعطانا الله العقل للتفكر والتفكير، ومسؤولية الوزارات وخصوصا وزارة الزراعة بالقيام بالتلقيح وكما كان يجري سابقا للحيوانات الشاردة والبرية وخصوصا لكلاب الرعيان التي تعد خط الدفاع الأول لمنع انتشار هذا المرض من الحيوانات البرية التي نتشارك فيها بين لبنان والجوار ".
وأضافت: "على الجميع أن يقوم بواجباته، كما نقوم نحن بها وبكل أريحية، ونابعة من إيماننا بأن حماية هذه الحيوانات هو من أسسس إنسانيتنا، وليس واجبا علينا، فنحن كناشطين نتبرع بما نستطيع لعلاجها وإنقاذها وإيوائها وتعقيمها، بالمقابل يقف المنظرون لإلقاء اللوم والمسؤولية علينا، فليواجه كل منهم واجباته سواء البلديات واتحادات البلديات والأقضية والوزارات".
وختمت: "تسمية داء السعار بالكلب تسمية خاطئة، أدت بالمجتمع إلى أخذ صورة غير صحيحة عن هذا المرض وإلى الإقتصاص من الكلاب وخصوصا الشاردة، فهو يصيب جميع الثدييات، وهي مسؤولية الفرد والمجتمع والجهات المعنية في حماية وتلقيح كافة الثدييات لمنع هذا المرض وعدم إصابته البشر، مع تمنياتنا للطفل المصاب بالشفاء".
رد من وزارة الصحة
وقالت رئيسة مصلحة الطب الوقائي الدكتورة عاتكة بري لموقعنا "زوايا ميديا" حول هذه القضية: "لم تتوان الوزارة عن القيام بواجباتها حول هذه القضية أو غيرها كما أشيع، ولم تحاول التكتم أو حجب المعلومات أو ما شابه، بل تابعت دخول الطفل المستشفى وعلاجه، وللأسف فقد أتى ووضعه متقدما، وعلى الرغم من الحملات المستمرة للتوعية النوعية حول مرض السعار، بالتعاون مع وزارة الزراعة، الا أنه للاسف لا يزال هناك نقص في المعلومات لدى الناس ومن المهم التذكير أنه إن لم تتم متابعة الحالات من البداية وإجراء التدخل الطبي بالعلاج المناسب فإن المضاعفات تكون خطيرة".
وأشارت بري إلى أنه "جرى تلقيح أفراد الأسرة والمخالطين للطفل وهو لبناني يبلغ من العمر 14 سنة، كما تابعت الذين تعرضوا للكلب المصاب (الذي نفق)، وتابعت الوزارة الطاقم الطبي الذي يعالج الطفل باللقاحات المناسبة ضد المرض، وهو واجبنا في هذه الحالات لمنع انتشار هذا الداء، وللأسف لم نعلم أن الطفل تعرض للخدش والعض إلا بعد أن بدأت تظهر عليه أعراض المرض، وهو حاليا في العناية الفائقة".
وأوضحت أن "داء السعار يصيب الثدييات من ماشية وغيره، وإن لم يتم تسجيل أي حالة لانتقاله عبر الفئران والجرذان في لبنان والتي نتخوف منها لانتشار النفايات، كما ونتعاون مع وزارة الزراعة، والتي قامت بالفعل وبالتعاون مع المنظمات الدولية بالتلقيح في السنوات السابقة لكلاب الرعيان والكلاب الشاردة والحيوانات البرية باستخدام لقاح فموي"، مشيرة إلى أنه "على الرغم من تداعيات الجائحة، لم نتوقف عن مهماتنا في هذا المجال، بل حاولنا عبر التوعية الموجهة للبلديات والأفراد لمنع حدوث حالات، وكذلك لوضع لقاحات في أماكن مناسبة ليتم استخدامها في حال الإشتباه بأي حالة".
وقالت: "هي الحالة الثالثة، بعد حالتين لطفلين سوريين أوائل هذا العام، وأناشد المواطنين بالحذر من حالات العض أو الخدش التي يمكن أن تطاولهم من بعض الحيوانات، ومراقبة تصرفاتها، وخصوصا إن كانت تخشى المياه، ليتم التبليغ عنها فورا لوزارة الزراعة، ليتم القبض عليه وفحصه من قبل الأطباء البيطريين، وفي حال الإشتباه، أن يتم إيصال المصاب بأسرع وقت إلى المستشفى أو مراكز مكافحة داء الكلب التابعة لوزارة الصحة التي تحتوي على اللقاح المضاد، للعلاج فورا وقبل أن يستفحل المرض ويعرض حياة المصاب للخطر".
وليس داء السعار منتشرا في لبنان، ووفقا لبري "لم تسجل أي حالة خلال السنتين ونصف السنة الماضيتين بداء السعار بسبب وضع الإغلاق".
وعلمنا من مصادر موثوقة أن العائلة تقتني الكلب منذ فترة قصيرة، ولم يتم تلقيحه كونه لم يبلغ العمر المناسب للتلقيح دون 3 شهور، ومن النادر أن يصاب كلب بهذا العمر بداء الكلب، ولكن سوء حظ هذا الطفل، أدى لإصابته على أمل شفائه السريع.
علما أن موقعنا "زوايا ميديا" يتابع مع وزارتي الزراعة والصحة، موضوع داء السعار، وتفاصيل الوقاية منه، وأي معلومات حديثة عن هذه القضية، فضلا عن جهود الوزارتين لجهة التدابير المتخذة للحد من انتشاره ومكافحته والوقاية منه، إلا أن كل ما سبق لا يعفي من مسؤولية جميع المعنيين في الوزارات واتحاد بلديات وبلديات وأفراد وناشطين بمتابعة هذا الأمر، فضلا عن عدم الإتجاه للتخلص من هذه الحيوانات، بأي من الطرق الوحشية المتبعة، فعملية تسميمها أو قتلها بالرصاص، لن يلغي وجود المرض، بل قد يساهم بانتشاره بصورة أوسع، كون كافة إفرازات الحيوان المصاب ولحمه وجيفته قد تصيب الحيوانات التي تتغذى عليه بالمرض، لذا على الوزارات المعنية متابعة عمليات تلقيح الحيوانات البرية وكلاب الرعيان، وعلى الأفراد تلقيح حيواناتهم الأليفة وبصورة دورية، خوفا من انتقال هذا المرض إلى الماشية وبالتالي إلى البشر.