لم تسلم منطقة من مناطق لبنان من ما يمكن تسميته مافيا أو عضابات ومجموعات منظمة تقوم بقطع الأشجار، والتي استهدفت غابات وأحراج لبنان أو أي من الأشجار التي تتمكن من وضع اليد عليها، سواء خفية أو جهارا، وهو ما ورد لموقعنا "زوايا ميديا" من مصادر مختلفة بقاعا، شمالا وجنوبا... وضمن محميات ما يستلزم تحركا سريعا، وقبل أن تعيث هذه الأيادي أو غيرها الفساد المتمثل بالإضافة للقطع الجائر، والتي لن تتوان عن افتعال الحرائق المختلفة، وسط مؤشر حرائق يرتفع مع اشتداد الحر والجفاف، بالإضافة إلى عدم جهوزية آليات الدفاع المدني وعتاده ومتطوعيه، الذين لم يتقاعسون يوما، ولكن خذلتهم الدولة بعدم تثبيتهم والآليات بسبب الصيانة والمازوت.

وفيما يلي بعض الأمثلة لما وصلنا من ناشطين:

بداية، كتب الزميل نادر حجاز على صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" واصفا ما يحدث في جبل بكيفا )وبكيفا اسم سرياني يعني الصخرة، وتقع في قضاء راشيا الوادي(

وموثقا ما كتبه بالصور: " بعرف اللي رح قولو يمكن يكون مزعج لكثار، بس منزعل كثير كل ما وصلتنا صور لعمليات القطع اللي عم تصير بجبل بكيفا، المحمي من ٥٠ سنة.

ضيعتنا حلوة اكيد، بس أحلى واغلى شي فيها الجبل، ومسؤوليتنا نحميه وما نسكت عن اللي عم يصير.

الأزمة كبيرة عا كل الناس، وحق كل عيلة تاخذ حاجتها للشتوية من خلال تنظيم عملية تشحيل الشجر وتقسيم الجبل مثل ما كان يصير بالسابق.

ولكن انو يتحوّل الجبل لارض مشاع للقطع العشوائي، وللأسف للتجارة، هيدي جريمة مش مقبول حدا يسكت عنها مثل ما عم يصير.

بكيفا ما فيها بلدية صحيح ولكن في قائمقام هوي المسؤول عن ادارة البلدية، وبتمنى يقوم بالدور المطلوب منو وتشكيل لجنة سريعاً مهمتها تشحيل الجبل وتقسيمو عالعائلات، ووقف الجريمة اللي عم تصير Live Love Bakkifa".

من جهته اشتكى المهندس غازي عيسى ما يحصل في بلدة شحيم في إقليم الخروب، وكتب عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" موثقا بالصور: "في هذه الفوضى التي تجتاح الأحراش والغابات من قطع جائر للأشجار، وفي الوقت الذي يسعى الكثيرون للحفاظ على ما تبقى من الغطاء الأخضر في منطقتنا، تقوم بعض البلديات بواجباتها تجاه البيئة والحفاظ عليها، وبالمقابل يقوم نافذون في بلدية شحيم بقطع أشجار معمرة كانت تعطي بعض الظل والأوكسجين لجوارها ولا تشكل أي خطر على السلامة العامة ولا على أسلاك الكهرباء، والهدف تجارة الحطب.

شكراً بلدية كترمايا على سعيها بالوسائل المتاحة لها لمنع قطع الأشجار.

الفارق بين الصورتين هو يوم واحد بالزمن، وسنوات عديدة بالرؤية المستقبلية والحرص على الموارد الطبيعية".

وقد صدر بيان عن بلدية كترمايا في إقليم الخروب، يحذر المعتدين على الأملاك الخاصة والأشجار والمزروعات، بأن البلدية ستلاحق قانونيا المعتدين.

أما الدكتور في الصيدلة غيّاث ناصر الدين، فكتب عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" واصفا ما يحدث في بلدة الهرمل من قطع للأشجار بحجة إعانة الفقراء: " اذا ما فيك تزرع بالقليلة لا تقطع.

بخصوص قطع الأشجار وخصوصي المعمّرة (من لزاب وسنديان وغيره) حابب وضّح للناس يلي بتدّعي وقوفها مع الفقير ، وكل ما حدا هاجم قطع الاشجار بقلولك افضل ما يموت الفقير من البرد او الله يساعد العالم وووووو .

حبيبي بتعرف انه الفقير ما بيملك آلية يطلع فيها عالجرد ولا منشار ولا ارض كمان…،

بتعرف انه طن الحطب صار ب ٦ مليون ويمكن اكتر وما حدا من الفقرا قادر يشتريه…

بتعرف انه يلي عم يبيع الحطب اشخاص مقتدرين…

بتعرف انه يلي عم يشتري الحطب كمان اشخاص مقتدرين…

بتعرف انه الشعب الذكي يلي بحب يستفيد من اية ازمة وحبيب قلبه السوق السودا متل ما عمل بازمة الدوا و البنزين والخبز و غيره هني ذات هلأ ماسكين سوق الحطب، واذا مش ذاتن بس اكيد من ذات العجينة…

تركوا الفقير بحاله ومش كل شي تحطوه بضهره …".

وفي بلدة بيصور قضاء عاليه، تمكن المواطن محمد ملاعب  بتاريخ 21 آب (أغسطس) من السيطرة على حريق مفتعل في منطقة الرادار كما تم توثيق هذا الأمر بالفيديو.

هي أمثلة تتكرر في مناطق عدة في لبنان، مدفوعة بجشع بعض المواطنين، يدعمهم الفساد المستشري في بعض البلديات، فضلا عن الإهمال من الجهات المعنية بالعناية وتشحيل الأحراج وصيانة معدات الدفاع المدني وتثبيت عناصره ومتطوعيه، وختاما نضع الصور المرفقة والفيديو بعهدة الجهات المعنية لإجراء المقتضى.