أعدمت السلطات الإيرانية السبت الإعلامي المعروف روح الله زام، وهو ومؤسس قناة "أماد تيليغرام"، فيما يشكل دليلا دامغا على الإذلال الذي واجهته طهران وراء الفضائح التي كشفها الصحفي خلال مسيرته المهنية، وفقا لتقرير نقله موقع إذاعة "راديو فردا".
وأصبحت القناة، التي أسسها زام سنة 2015، واحدة من أكثر شبكات التواصل الاجتماعي الإيرانية شهرة بين عامي 2016 و2017، حيث تتابع كواليس النظام وقراراته، وكلمة "أماد" هي اختصار باللغة الفارسية لعبارة "الوعي والقتال والديموقراطية".
وفي مناسبة سابقة، قال زام إن هدف قناته كان محاربة فساد الحكومة الإيرانية وكشف أنشطتها السرية، وأوضح أن مهمة القناة الكشف عن أخبار سرية تتعلق بأكثر الأجزاء سرية في نظام الحكم، وبعد نشر صور ووثائق سرية، جذبت القناة ملايين المتابعين ونجحت في "إذلال أجهزة المخابرات الإيرانية" على حد وصف الموقع.
وتحولت القناة أيضًا إلى مصدر إخباري للعديد من المتحدثين باللغة الفارسية خارج إيران، ويبدو أن اختطاف روح الله زام وإعدامه كان بمثابة انتقام لهذا الإذلال، ومن خلال إعدام هذا الصحفي، يبدو أن السلطة الإيرانية ترسل رسالة إلى معارضي النظام، الذين اكتسبوا في السنوات الأخيرة قوة ودورًا أكبر في الإعلام مما كان عليه قبل عقد من الزمن.
والرسالة قصيرة وحادة وواضحة، مفادها أن النظام غيّر قواعد اللعبة، ومن الآن فصاعدًا، من يجرؤ على محاربته سيعاقب بالإعدام وليس بالسجن، وفقا لموقع "راديو فردا".
ويعكس هذا النهج المتطرف خوف المسؤولين الإيرانيين من التأثير المتزايد للشبكات الاجتماعية، حيث يبحث النظام مرة أخرى عن أقدم أدواته لمواجهة التهديدات، بتنفيذ أحكام الإعدام وسجن المعارضين.
ويبدو أن اختطاف زام وإعدامه هو مظهر آخر من مظاهر سجل الحكومة الإيرانية على مدى الأربعين عامًا الماضية، ومع ذلك، كانت قضية زام مختلفة عن المعارضين الآخرين، إذ لم يكن لديه حزب أو منظمة لدعمه، بل كان جيشًا من رجل واحد، ولم يتمكن المسؤولون الإيرانيون من اتهامه بالتمرد المسلح، ولم تكن هناك منظمة تدعمه من وراء الكواليس، بحسب قناة الحرة.
إلا أن زام وقناته محدودة الإمكانات تطورت لتصبح المشكلة الإعلامية الإيرانية الأكثر إزعاجًا للنظام، لا سيما بين عامي 2016 و2017، وقد حاول المسؤولون الإيرانيون أولاً خلق مشاكل تقنية للقناة، مثل اختراقها أو إدارة تدفق المعلومات عبر قنوات أخرى في تطبيق المراسلة "تيليغرام" وهي جهود فشلت في النهاية.
على الرغم من اعتقال العديد من الأشخاص المتهمين بنقل معلومات سرية إلى القناة، نجح زام في نشر المزيد من المعلومات "الضارة"، مما زاد من إذلال أجهزة المخابرات الإيرانية والقضاء ووسائل الإعلام التي تديرها الدولة.
وقررت أجهزة المخابرات الإيرانية أن اختطاف زام هو الطريقة العملية الوحيدة المتبقية لإنهاء إذلالهم، وفي تشرين الأول (أكتوبر) 2019، أعلن جهاز استخبارات الحرس الثوري أنه استدرج زام و"أرشده" للعودة إلى البلاد.
بعد ساعات، عرض التلفزيون الحكومي مقطع فيديو مدته 90 ثانية تم بثه في وقت الذروة، يظهر فيه زام معصوب العينين وادعى فيه أنه يأسف لأنشطته الإعلامية في المنفى في السنوات الأخيرة.
ولا يخفى عن النظام الإيراني هذا الأسلوب في إجبار المعارضين والصحفيين على الظهور في مقاطع ليظهروا ندمهم قسريا على ممارستهم حرياتهم في التعبير.
ويبدو أن عملية اختطاف النظام لروح الله زام، وإجباره على الاعتراف، وإجراء محاكمات صورية، وإعدامه، كانت تهدف إلى الانتقام والتعويض عن إذلال المخابرات، وفقا للموقع.