نقلت الراحلة هنا خضر العشرينية إلى وادي خالد على الحدود السورية اللبنانية، حيث تم دفنها عصائر اليوم، كون والدها ينتمي إلى عشائر المنطقة، وذلك بعد معاناتها من حروق طاولت 100 بالمئة من جسدها، بعد أن رمى زوجها المعنف بها داخل مطبخ المنزل بعد إضرامه النار بجسدها باستخدام قارورة غاز.
ووفقا للمعلومات التي وصلت إلى موقعنا "زوايا ميديا"، فقد كانت الراحلة تعاني من تاريخ طويل من تعنيف زوجها خلال فترة زواجهما وهي ستة سنوات، وكانت بعمر 15 سنة، أنجبت خلالها بنتا وصبيا وكانت حامل في شهرها الخامس، لتفقد جنينها، الذي أشارت معلومات غير مؤكدة إلى أن زوجها أراد أن تسقط جنينها، وبالمقابل وصلت معلومات لموقعنا أن قيام زوجها بإضرام النار جاء على خلفية عودتها إلى منزل والدها وطلبها الطلاق منه، ليعيد أبوها هنا إلى منزل الزوجية مثل كل مرة، وتعنيفها أيضا، ليقوم زوجها برميها وسط النيران دون السماح لها بالفرار، ما تسبب بإصاباتها البليغة التي أدت لوفاتها.
وأشارت دراسة أجرتها منظمة "أبعاد" العام الماضي، الى انخفاض كبير في نسب النساء والفتيات اللواتي بلَّغن عن تعرضهن لأي نوع من أنواع العنف، وذلك على الرغم من الارتفاع في عدد التبليغات التي ترد لقوى الأمن الداخلي عبر الخط الساخن 1745، وقد شملت الدراسة 1800 امرأة وفتاة شابّة، تم الاتصال بهن عبر الهاتف، تراوحت أعمارهن ما بين 18 و55 سنة. يتوزعن على مختلف المناطق اللبنانية، ومن مختلف المستويات الثقافية، ومن مختلف فئات الدخل، كما توزعت العينة على السكان المقيمين بما يتناسب مع الكثافة السكانية في المناطق، إذ شملت: 1200 فتاة وسيدّة لبنانية، 400 فتاة وسيدّة سورية و200 فتاة وسيدّة فلسطينية.
وتنعكس آثار الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان على أولويات النساء والفتيات، وقد ظهر ذلك جليا في نتائج الدراسة، حيث أن ثلاث من كل خمس نساء في لبنان يعتبرن أن التحديات الاقتصادية هي أبرز ما يواجه النساء والفتيات في الوقت الحالي.
واعتبر 62.4 بالمئة من العينة المستطلعة أن التحديات الاقتصادية هي في قائمة التحديات التي يواجهنها، تليها التحديات الاجتماعية بنسبة 22.6 بالمئة، والتحديات النفسية 11.6 بالمئة. فيما جاء الغذاء والدخل في سلم أولويات الفتيات والنساء في لبنان بنسبة 46.3 بالمئة.
وأعلنت 12.7 بالمئة من الفتيات أو النساء اللواتي شملتهن الدراسة أنهن تعرضن لنوع من أنوع العنف على الأقل خلال هذا العام، والعنف اللفظي هو أكثر أنواع العنف الذي تعرضت له النساء والفتيات في لبنان. حيث أن 9.8 بالمئة من الفتيات أو النساء اللواتي شملتهن الدراسة أعلنَّ أنهن تعرضن لنوع من أنوع العنف المنزلي.
وقد تبين أن التوجه الأكبر لدى الفتيات والنساء هو عدم التبليغ عن أي عنف يتعرضن له، سواء كان منزليا أو خارج المنزل، حيث تظهر الدراسة أن 96.0 بالمئة من الفتيات والنساء اللواتي تعرضن للعنف المنزلي في لبنان، لم يبلِّغن عن هذا العنف خلال العام 2021، فيما تسع نساء من كل 10 من كل من اللواتي تعرضن لأي نوع من أنواع العنف لم يبلغن عن هذا العنف.