قيل قديماً، الأمثال "يا من أذكيا يا من أنبيا"، و"ما في متل انقال كذب"، والأمثال عموماً هي نتاج خبرات متوارثة من جيل لجيل، نرددها إلى اليوم مع أي حدث أو موقف نشهده في يومياتنا، فضلاً عن أن الأمثال أيضا، تمثل ذاكرة الشعوب في العالم، وغالباً ما تتسم بذكاء حاد أو سخرية لاذعة أو فكرة لمَّاحة.
ثمة مثل لبناني معروف "الأزعر بخاف عا مرتو والحرامي بخاف عا بيتو"، وزبدة هذا المثل أن الحرامي يظن الكل "الحرامية"، والأزعر يرى في الناس جميعا "زعران"، لا أعرف لماذا حضُر هذا المثل اليوم في رأسي، ربما بسبب تحالف "منظومة السلطة"، على قاعدة "غطيلي بغطيلك"، خصوصاً وأن التطورات الأخيرة في موضوع التحقيقات الخاصة بانفجار مرفأ بيروت، أكدت مرة جديدة أن بيوت أهل السلطة جميعها من زجاج.
والأغرب، أننا نعيش انفصاماً عن الواقع، نطالب بالقضاء ونضع العصي أمامه، ونرسم خطوطا حمراء، ومثل هذا الإنفصام يؤكد أن المنظومة الحاكمة متورطة بأبعد من انفجار مرفأ بيروت، ما يؤكد أن الفاسدين والحرامية "بيحموا بعض"!