اقامت مؤسسة الفرح الاجتماعية طاولة حوار مستديرة لنقاش الدراسة التي اجرتها المؤسسة عن العنف القائم على النوع الإجتماعي خلال فترة الازمات بالإضافة الى الحملة التي اطلقتها المؤسسة لنشر الوعي تحت عنوان #التبليغ_مسؤوليتنا، وذلك اليوم الأربعاء 27 تموز (يوليو) في فندق سمولفيل المتحف في العاصمة اللبنانية بيروت.
عقدت الحلقه بحضور الباحثة التي اجرت الدراسة، الدكتورة ندى خداج صبح، والسيدة حياة مرشاد، المستشارة التي نفذت حملة التوعية، الى جانب شركاء من منظمات وجمعيات غير حكومية وجهات المانحة وبعض المستفيدين/ان من مؤسسة الفرح وخصوصا ناجيات من العنف.
وتمحور هدف اللقاء حول عرض نتائج التي توصلت اليها الدراسة وخصوصا من ناحية تعريف العنف والتبليغ عنه، كما تم عرض اهداف واسباب الحملة التي ركزت على توعية الناس من اجل التبليغ عن حالات العنف وذلك بناء على نتائج التي اظهرت وجود ضعف في المعرفة والوعي المجتمعي حول العنف وسبل واهمية التبليغ وحماية الناجيات.
وفي مداخلتها عرفت مديرة المؤسسة فريال المغربي الحضور على المؤسسة والمجالات الخمسة التي تعمل بها، وانه انطلاقا "من مجال الخدمات الانسانية ودراسات الاحتياجات التي تقوم بها المؤسسة تبين وجود العديد من حالات العنف وهذا كان المحفز الأساسي للبدء بالمشروع ومنه لفهم احتياجات المجتمع ودعمه بالطرق المناسبة. ففي ظل حالات العنف التي نعيشها ونحن كل يوم نشهد على حالات عنف وقتل ضد النساء، انطلق المشروع على مرحلتين المرحلة الاولى مرحلة بحثية في ثلاث اقضية طرابلس الشوف وعاليه من خلال مجموعات تركيز مع 108 سيدة، تمحورت الاسئلة عن تعريف العنف، انواعه وعن سبل التبليغ وما هي نظرة المجتمع لهذا الموضوع. بعد جمع آراء هؤلاء السيدات، كما قمنا باستطلاع رأي أكثر من 300 شخص عبر الانترنت، بطرح نفس الاسئلة ونتيجة لهذا البحث، وبعد جمع النتائج الصادمة، وتبيان ان العديد من النساء لا تعرف ما هي انواع العنف ولا اسبابه ولا كيفية التبليغ، انطلقت المرحلة الثانية وهي حملة التوعية حول التبليغ وانقسمت الى قسمين قسم عبر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والقسم الثاني عبر توزيع منشورات ضمن الحصص الغذائية التي توزعها المؤسسة ووضعها في المراكز الصحية الاولية التابعة للمؤسسة بالإضافة الى المتاجر والصيدليات".
وتطرقت الدكتورة ندى خدّاج-صبح خلال شرح الدراسة؛ التي شملت طرابلس، الشوف وعاليه؛ الى اهدافها التي تكمن في تحديد مستوى الوعي لحالات العنف الجندري، المقارنة بين حالات العنف قبل، خلال وبعد جائحة كوفيد-19، الوصول الى تحديد العوائق التي تواجه المرأة اللبنانية للحد من تلك الحالات، كيفية المواجهة والتبليغ.
تبيّن من خلال الاستطلاع أنّه بمعدل ثلث المستطلعات لا تربطن حالات عنفية قد تتعرض لها بالعنف. تتشارك هذه النتيجة مع المجتمع بشكل اوسع حيث بيّنت الدراسة ان بمعدّل 60 بالمئة من المشاركات اعتبرت ان المجتمع غير واعٍ لحالات العنف الجندري. وأشارت 75 بالمئة من المستطلعات ان مرتكبي العنف الاساسيين هم الأخوة، الشريك، أفراد العائلة ثم الأهل؛ فيما أجمعت اكثر من نصف المشاركات في الدراسة ان العنف ضد النساء ازداد خلال جائحة كوفيد-19 (70 بالمئة في الشوف، 59 بالمئة في عالية 51 بالمئة في طرابلس) معتبرات ان ابرز سببين يمكن زيادتهما على السبب الاساسي والموجود دائما ألا وهو التربية السلطوية الذكورية هما الحجر الصحي والوضع الاقتصادي السيء.
اشارت الدراسة ايضا أنّه بمعدل 54 بالمئة من المستطلعات لم تأخذ اي خطوة لوقف حالات العنف او فضلّن عدم الاجابة وأن الجهات الموثوق بها للتبليغ او الدعم بنظرهنّ هم بالترتيب؛ العائلة والاصدقاء، المنظمات غير الحكومية والشرطة.
اما النتيجة الابرز فأظهرت انه بمعدل 62 بالمئة من المشاركات لا يعرفن كيفية او الجهة التي يجب تبليغها بحالات العنف واللواتي تعرفن لم تأتِ على ذكر رقم ساخن للتواصل او جهة رسمية مختصة بالامر بل اكتفين بذكر رقم التواصل مع قوى الأمن الداخلي 112، وجمعيات غير حكومية مثل "كفى" و"ابعاد".
اما عن تفاصيل الحملة فانطلقت السيدة حياة مرشاد من الواقع ومن خلاصات الدراسة التي اجرتها الدكتورة ندى خداج وبناء على الارقام الصادمة من عدد الشكاوى وحالات العنف فقد ارتفعت نسبة التبليغ بين عام 2019 وعام 2020 بنسبة 108 بالمئة بينما ارتفعت نسبة التبليغات عن العنف الأسري في لبنان خلال الأشهر الأولى من التعبئة العامة والحجر المنزلي إثر تفشي فايروس كوفيد19 بنسبة 100 بالمئة والاخطر كان ارتفاع جرائم قتل النساء في لبنان بنسبة 107 بالمئة في عام 2020، مقارنة بالعام 2019. ولان الحل موجود وهو التبليغ وكون العدد الاكبر من الناس لا يعلمون عن كيفية وسبل التبليغ قررنا تسليط الضوء من خلال حملتنا على اهمية التبليغ للقوى الامنية من قبل النساء المعرضات للعنف والاشخاص الذين يعلمون او يشهدون على اي حالة عنف. كما هدفت الحملة لنشر الوعي عن حماية المعنفات حيث نشرت وبدعم من المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الرسائل ابرزها ضرورة توثيق واقعة العنف بتقرير طبيب شرعي خلال مدة 48 ساعة من حدوثها، في حال تعرّضك للعنف يمكنك اللجوء للقضاء لطلب الحماية ومن المهم ان تعلمي ان طلب أمر الحماية أمام قاضي الأمور المستعجلة هو معفى من الرسوم ويمكنك تقديمه حتى دون الإستعانة بمحامي، ويمكن التبليغ على الخط الساخن للقوى الامنية 1754 عدم الكشف عن هويتكم/ن في حال كان لديكم/ن خوف من تبعات التبليغ والقوى الأمنية تكفل لكم/ن هذا الحق.
في نهاية اللقاء، عادت واكدت المؤسسة على حرصها الدائم لدعم النساء حمايتهن ونشر الوعي من اجل مجتمع صحي يحتضنهن، وعلى تمكينهن اقتصاديا ليكونوا عناصر فعالة مستقلة ومنتجة في المجتمع.