يقول المثل الشعبي " عند الشبرق لا تمرق وعند القوص امشي ولوص "
دعونا نقرأ الحكاية ......
الطبيعة بكلّ ما فيها من سحرٍ وجمال تُشكّل دنيا كاملة مليئة بمختلف المخلوقات التي تعيش معًا وتؤدّي دورها في الطبيعة، إذ إن الطبيعة في فلسطين لا تكتمل إلا بوجود جميع عناصرها من نباتاتٍ وحيواناتٍ وحتّى صخور، شاهدنا في مسارنا البيئي النباتات البرية : النعنع البري، الكبار،الياسمين البري، العليق، الميرمية، الكتيله الطبية، الزحيفة وهي نبتة عطرية بامتياز كانت تفوح رائحة عطرها في الوديان .
أمَرُّ من الدَّفْلى
كما شاهدنا خلال سيرنا شجيرة الدَّفْلِــى السامه او ما اصطلح على تسميتها شجرة الورد الكاذب واسمها العلمي Nerium oleander، هي شجرة صغيرة معمرة دائمة الاخضرار، وتعتبر الدَّفْلِــى من النباتات السامة للإنسان والحيوان حيث توجد هذه السموم في الأوراق وجميع أجزاء هذه النبتة، فالبهائم والحيوانات لا تأكل أوراق هذه النبتة مرة المذاق، والتي يحتوي على السموم في جميع أجزائه خصوصاً لاحتوائها على مركبات "غليكوسيد" التي قد تسبب اختلالاً في عمل عضلة القلب وبمجرد تناول أي جزء منه يُسبب الوفاة، وفي حال أستنشاق الدخان المتصاعد من الدَّفْلِــى في حال أحراقها يُسبب ردود فعل حادة، وتناول ورقة واحدة منها قد يقتل طفلاً .
كثيراً ما يسأل الناس عما إذا كانت زراعة الدَّفْلِــى مأمونة، وثمة دعوات للامتناع عن زرعها في الحدائق والشوارع، لأنها سامة. لكن خبراء يؤكدون أنها ليست أخطر من نباتات جنائنية أخرى كثيرة، فلها طعم مر يمنع الأطفال من أكلها، ومع ذلك يجب توخي الحذر عند التعامل مع هذه الشجرة.
والناس عبر التاريخ لم يكونوا يستخدمون حطب الدَّفْلِــى الا اذا داهمهم الجوع وكانوا يتجرعون هذا الهوان والمهانة لما هو أمر منه ولهذا كانوا وما زالوا اذا ارادوا وصف ايامهم بالتعب والشقاء قالوا (أمَرُّ من الدَّفْلِــى ).
اغلاق مدخل عابود
بدأ فريق " امشي وتعرف على بلدك" مساره البيئي الصباحي من يوم الجمعة الموافق 10 حزيران (يونيو) 2022 من بلدة اللبن الغربي غرب مدينة رام الله في فلسطين، بمشاركة سبعون مَشّاءا من مختلف الأعمار في مسار الجمال والجبال، وسار الفريق في "وادي الحكم" أحد افرع " وادي صريدا" الشهير بسبب اغلاق قوات الإحتلال مدخل بلدة "عابو" ببوابة حديدية والتي كان يفترض ان يبدأ مسارنا منها، واكملنا سيرنا نحو وادي السخن لينهي الفريق مساره في بلدة " بيت ريما".
النباتات والأزهار البرية الفلسطينية
خلال سيرنا في "وادي السخن" شاهدنا النباتات والأزهار البرية الفلسطينية، شوك الجمال الأزرق، الثوم البري، الخلة الشماء التي كانت تعانق السماء، اللوز البري والتين البري اضافة الى اشجار الخروب المثمرة، مررنا ببضع شجيرات من البطم والقتلب اضافة الى اشجار السريس والزعرور، كما شاهدنا الطيور الجارحة تحلق في سماء الوادي وقرب الجرف الصخري وهي تبحث عن فرائس محتملة.
تأمّلنا في الطبيعة المتنوعة خلال سيرنا في الوديان واحترنا أين نُمعن النظر، فمن السماء الصافية أبهرنا منظر الغيوم وخيوط الشمس الذهبية التي تسللت إلى الأرض في اشراقة جميلة، حتى وصلنا الى نبع عين الزرقاء المتفجره من الجبال وقرب الينابيع خط أحدهم عبارة ( خد زبالتك معك خلي بلدنا نظيفة) في اشاره الى ضرورة الحفاظ على المنطقة جميلة وخالية من نفايات المتنزهين وهذه احدى الرسائل الهامه لفريق " امشي وتعرف على بلدك "
عند الشبرق لا تمرق وعند القوص امشي ولوص
وخلال سيرنا في الوديان مررنا بنبات القوص البري وذكر لنا صديق المسارات البيئية "معتصم عفانه " مثل شعبي جميل جدا كانت والدته تردده دوما خلال عملهم في الحقول يقول المثل الشعبي " عند الشبرق لا تمرق وعند القوص امشي ولوص " والقوص نبات عشبي شوكي يقول عفانه ان لهم مع هذه النبته ذكريات جميلة رغم شوكها وقسوتها عندما كانوا يستخدمونه لعمل ما يشبه الحناء على الأيدي اما الشبرق فهو نبات بري ينمو عادة بين القمح في الحقول .
كفّ مريم
صادفنا خلال سيرنا في " وادي الحكم ووادي السخن " شجيرة صغيرة جميلة (جنبه ) دائمة الخضرة نمت بالقرب من الوديان وجداول المياه وسفوح التلال وتنتج أزهارًا جميلة بنفسجية اللون، وتمتاز بأوراقها ذات الرائحة العطرية المميزة وقيل لنا بان هذه الأوراق كانت توضع مع الملابس التي تخبأ من فصل إلى آخر لإعطائها رائحةً عطرة.
واخبرنا رفيق المسارات ريمون عواد ابو كرم " بأن اوراق غار الوديان كما اسماها كانت توضع مع قطوف العنب كي يعطي رائحة زكيه وتطلق الأزهار زيوتا طياره تعمل على طرد الحشرات ".
كما يطلق عليها في فلسطين أسم " كفّ مريم " وما يميز هذه الشجيرة بأنها تستطيع أن تتكيف مع جميع أنواع التربة والظروف ولها القدرة على تحمل الصقيع والرياح والحرارة، حيث إنها تصمد على درجات الحرارة التي تزيد عن 40 درجة مئوية ولهذه الشجيره العديد من الإستخدامات الطبيه .
وبعد البحث وقراءة العديد من المقالات باللغة الإنجليزية توصلت الى المعلومات التاليه :
تنمو هذه الشجيرة العطرية في مناطق البحر الأبيض المتوسط وفي آسيا وبمجرد أن تتفتح الأزهار، تنتج فاكهة بنية صغيرة (بحجم حبة الفلفل تقريبًا) تنبعث منها رائحة النعناع إلى حد ما وتجذب هذه الأزهار ذات الألوان الزاهية العطرية النحل والطيور الطنانة التي تحمل اللقاح من شجيرة الى اخرى .
الاسم العلمي هو Vitex agnus-castus " ويطلق على هذه الشجيرة أسم " شجرة الراهبMonk Tree " او فلفل الرهبان Monks pepper " حيث يستخلص منها شاي عشبي chasteberry Tea استخدمه الرهبان الذين عاشوا حياة الزهد في العصور القديمة لقمع رغباتهم الجنسية، فيما أثبتت الدراسات العلمية فوائده للمرأة لعلاج مشاكل الهرمونات عند النساء. وتعتبر عشبة مريم من النباتات الحولية التي يتم جنيها في فصل الصيف، حيث تعرف باسم عشبة الرهبان، وغيرها من الأسماء الأخرى، ومن الجدير بالذكر بأنه يتم استخدام عشبة مريم في العديد من الأغراض العلاجية كما ذكرت بعض المصادر.








