أكد مسؤولون أميركيون وخليجيون اليوم (السبت) أن الرياض والدوحة توصلتا إلى اتفاق مبدئي لإنهاء الأزمة الخليجية، فيما كشف مسؤولون أميركيون وخليجيون أن الرياض والدوحة توصلتا إلى هذا الاتفاق المبدئي بما يمهد الطريق لمحادثات إقليمية أوسع قد تهدئ التوترات بين الخصمين الخليجيين بحلول نهاية العام.
وطرحت التطورات الأخيرة العديدة من الأسئلة، بخصوص الأسباب التي دفعت الطرفين للجلوس على مائدة التفاوض مجددا، ومن الأكثر احتياجا للمصالحة، بل وما الجهة التي بادرت بإعلان التفاوض.
محمد عبد الله آل زلفة، العضو السابق بمجلس الشورى السعودي، يرى أن قطر هي الأكثر احتياجا للسعودية، وذلك بسبب وقوع حلفاء قطر في مشاكل إقليمية، بحسب ما ذكرت قناة الحرة، مضيفاً أن "حلفاء قطر الإقليميين الآن في مأزق، والإسلام السياسي الذي تدعمه على المحك، وربما يختفي قريبا، المنطقة تتغير بشدة، وقد لا تذهب هذه التغييرات لصالح قطر".
وعن موقف بقية الرباعي العربي: الإمارات، ومصر، والبحرين، أشار آل زلفة إلى أن هذه الدول لن تتنازل عن مطالبها وشروطها "المحقة"، على حد وصفه.
وكانت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قد قطعت جميع الروابط مع قطر، في حزيران (يونيو) 2017، لاتهامها بـ "تمويل الإرهاب" والوقوف إلى جانب إيران، وهي اتهامات نفتها الدوحة.
كما لفت آل زلفة إلى أن تركيا التي تعد أقرب حليف لقطر، تمر بمأزق نتيجة تقلب الأوضاع الاقتصادية، مضيفا أن "أنقرة تعرف ثقل الرياض جيدا، ومع قدوم بايدن الذي يحمل رؤية مختلفة لأردوغان، ربما تتصالح مع السعودية، مقابل أن تتخلى عن سياسة التدخل في شؤون الدول العربية".
ويذهب في نفس الاتجاه، المحلل السياسي السعودي، سليمان العقيلي، الذي يعتقد أن الطرف الأكثر حاجة إلى المصالحة هي قطر، وذلك لعدة أسباب رئيسية".
ويأتي في مقدمة هذه الأسباب حسب العقيلي "العزلة السياسية، فقد أصبحت قطر بفعل المقاطعة معزولة إقليمي من جيرانها العرب، سياسيا واقتصاديا وحتى اجتماعيا".
وتابع المحلل السعودي قائلا "السبب الثاني، هو الضغط الاقتصادي حيث، تسببت مقاطعة جيرانها لها بجانب مصر، بخسائر اقتصادية جمة بسبب إيقاف التبادل التجاري، وغلق المنافذ البرية والأجواء أمام الطيران".
أما السبب الثالث، فهو سعي قطر لإنجاح كأس العالم الذي ستستضيفه عام 2022 على أراضيها، وقد تواجه الدوحة في رأي العقيلي "مشكلات كبيرة في جذب الجماهير لملاعبها بسبب المقاطعة".
وأضاف العقيلي أن أمورا أخرى تواجه قطر مثل "ضعف الحجم السكاني لقطر، وعدم قدرتها على تقديم عروض لجذب جماهير جيرانها، المقاطعين خاصة الجمهور الرياضي السعودي الشغوف بكرة القدم، وكذلك صعوبة نقل الجماهير من ديار بعيدة في ظل منع خطوط الطيران من عبور الأجواء السعودية".