في 28 نيسان (أبريل) الماضي، قتل، أوليكسندر شيليبوف، وهو رجل أوكراني، على يد عدد من الجنود الروس.
وتبدو قصة شيليبوف "اعتيادية" في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، لكن النادر فيها هو أن الجندي الذي أطلق النار عليه، هو الرقيب فاديم شيشمارين، من وحدة الدبابات الروسية، الذي يحاكم الآن بتهمة القتل وارتكاب جرائم حرب.
كان خمسة من الجنود هاربين من القوات الأوكرانية في سيارة فولكس واغن رمادية اللون استولوا عليها عندما رصدوا شيليبوف على الطريق بالقرب من منزله في قرية تشوباكيفكا، على بعد حوالي 200 ميل من كييف، يحمل هاتفا محمولا.
وطلب ضابط في المقعد الأمامي من فاديم شيشيمارين، وهو رقيب في وحدة دبابات يبلغ من العمر 21 عاما، إطلاق النار.
وتردد شيشيمارين، الجالس خلف السائق، وفقا لشهادة أدلى بها عدة شهود في المحكمة.
بدأ جندي آخر في الجبهة يصرخ في وجه الرقيب شيشيمارين، قائلا إنه إذا لم تطلق النار، فإن الرجل سيخبر الأوكرانيين بموقعهم. أطلق شيشمارين النار وأصيب شيليبوف في رأسه حيث توفي على الفور.
وروت زوجة شيليبوف، والجندي شيشيمارين، ما حصل للمحكمة التي بدأت تستمع للقضية منذ أسبوع، في أول محاكمة لجندي روسي بتهمة ارتكاب جرائم حرب منذ بدء غزو أوكرانيا في 24 شباط (فبراير)، ويعد هذا أول مؤشر على كيفية إقامة أوكرانيا للعدالة بينما لا يزال الصراع مستمرا.
واعترف الرقيب شيشيمارين بقتل شيليبوف، وقال إنه سيقبل أي حكم يصدر بشأنه. وأضاف "أنا أتوب بصدق"، وقال للمحكمة "كنت تحت ضغط كبير. لم أكن أريد أن أقتل".
وقد جادل محاميه بأنه لم يطلق النار بنية القتل، وبالتالي فهو غير مذنب بالقتل العمد، وهي أخطر التهم التي يواجهها.
وتعرضت القوات التي يتبع لها شيشمارين لمصاعب كبيرة منذ الليلة التي سبقت الحادث، حيث داس أحد جنودهم على قنبلة صوتية في معسكرهم في منطقة سومي شمالي البلاد، مما أدى بالجنود إلى الرد بإطلاق النار على مصدر الصوت، وأصيب أربعة جنود روس بنيران زملائهم.
وفي الصباح، أعدت قافلة من خمس مركبات لإعادة الجرحى إلى روسيا، وكان شيشمارين، وجندي روسي آخر هو مالتيسوف، جزء من القافلة، وفقا لقناة الحرة.
وبعد أن قطعت القافلة حوالي 15 ميلا، أصيبت بنيران أوكرانية دمرت السيارتين الأولى والثانية. قفز الناجون إلى خندق على جانب الطريق وبدأوا في التراجع إلى الوراء وقطعوا مسافة ميل تقريبا عندما رأوا سيارة ركاب تقترب قبل أن يستحوذوا عليها.
وبينما كانوا يقودون السيارة على بعد حوالي ثلث ميل إلى تشوباكيفكا، انفجر إطارها الأيسر، بالضبط قرب المكان الذي كان شيليبوف يمشي فيه.
رأت زوجة شيليبوف مقتل زوجها، وحددت شيشيمارين على أنه هو من أطلق النار.
قال شيشيمارين إن الجندي الذي كان يجلس في المقعد الأمامي هدده بالموت إن لم يطلق النار.
كان الضابط الأعلى رتبة في فولكس واجن الرمادية هو الملازم الأول مالتيسوف، الذي كان جالسا في صندوق السيارة. وعندما سمع الرصاصة، ورأى شيليبوف يسقط، قال الضابط إنه سأل "لماذا فعلت هذا؟" ثم أمر الملازم كل من في السيارة بوضع بنادقهم في حالة "الأمان".
ومع وصولهم إلى الجانب الآخر من الجسر، تعرضوا لإطلاق النار مرة أخرى، وهذه المرة من مجموعة من الصيادين المحليين، وفقا للمدعين العامين في المحاكمة.
وأصيب الجندي الذي طلب من شيشيمارين إطلاق النار، وركض شيشيمارين ومالتيسوف نحو الغابة، كما يتذكر مالتيسوف.
في ذلك المساء، عثر حارس يراقب المزرعة على الجنود. وتحدث إليه الملازم ووعده بعدم إلحاق أي أذى به، حسبما ذكر شيشيمارين ومالتيسوف في شهادتهما.
بعدها استسلم الجنود لأحد المدنيين وسلموه أسلحتهم، ثم أخذتهم القوات الأوكرانية. وقد توفي الجندي الذي أطلق عليه الرصاص على الجسر. وأعيد الجنديان الآخران اللذان كانا في السيارة إلى روسيا قبل أكثر من شهر كجزء من تبادل للأسرى، وفقا للمدعين العامين الأوكرانيين.
وسيتم الآن تحديد مصير الرقيب شيشيمارين من قبل لجنة من ثلاثة قضاة.
وطلب المدعون العامون السجن له مدى الحياة، وهي أقسى عقوبة ممكنة بموجب القانون الأوكراني، مشيرين إلى أن قائد الرقيب شيشيمارين لم يكن هو الذي طلب منه إطلاق النار.
وقالت زوجة القتيل إنها ترغب في رؤيته في السجن مدى الحياة، على الرغم من أنها ستقبل إذا كان هو أيضا جزءا من عملية تبادل للأسرى، مقابل تحرير جنود أوكرانيين.
وقال الرقيب شيشيمارين، وهو الأكبر بين خمسة أشقاء، إنه وقع عقدا عسكريا لمساعدة والديه. وقال إنه تعلم فقط أساسيات قوانين الحرب الدولية أثناء خدمته.