أشار عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي الى أن "حزب الله يعتبر أن هناك مواجهة بين الدولة والدويلة، لكن بالنسبة له الدويلة هي لبنان والدولة هي الجمهورية الاسلامية التي تمتد من إيران وصولا الى اليمن اليوم ومرورا بلبنان وهي لا تعترف بالحدود". وقال: "أما بالنسبة إلينا، فالبداية والنهاية هو لبنان ونحن متمسكون به كدولة ذات سيادة وجزء من العالم العربي ومنفتحة على العالم".
وقال بو عاصي في مقابلة عبر قناة "الحدث": "عندما يكون لدى حزب الله فائض قوة عسكري او حتى سياسي، يسعى الى غطاء من مكونات اخرى خارج بيئته الحاضنة أي الشيعية -التي اعتبر أنها مختطفة من قبل الحزب- كامتلاكه غطاء مسيحيا كبيرا في ظل عهد الرئيس ميشال عون وسعيه لغطاء سني ودرزي، وهنا أقصد المكونات المجتمعية لا الدينية. لا يستطيع حزب الله بعدما رأى نفسه مجردا من الغطاء المسيحي او السني او الدرزي عقب الانتخابات النيابية، أن يسعى الى الشراكة. هذا العرض غير مقبول".
وردا على سؤال، قال: "الشراكة التي يدعو اليها نصرالله تهدف الى تغطية الفشل والانهيار اللذين تسبب بهما حزب الله وشريكه الرئيس ميشال عون، اذ بممارساتهما أديا الى عزلة لبنان واعتمدا سياسة اوصلتنا الى الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الكبيرين. ان كان المقصود بالشراكة الدخول الى الحكم بعملية انقاذية شاملة، فلا يمكن ان يكون شريكا فيها من تسبب بهذا الانهيار وإلا فليحكم وليرنا قدرته على الانقاذ".
ودعا بو عاصي الى "وضع نتائج الانتخابات في إطار أوسع من تحليلها مناطقيا ورقميا، فهي متعلقة بفشل حزب الله بالقدرة على الحكم وفشل السياسة الايرانية التوسعية في المنطقة وردة فعل المجتمعات المعنية عليها".
وقال: "لقد استثمرت إيران خلال السنوات الماضية مليارات الدولارات والكثير من الجهد والعمل كي يتمكن حزب الله من الدخول الى النسيج السياسي في لبنان، وما ان حقق ذلك بدعم من التيار الوطني الحر وزعيمه الرئيس ميشال عون حتى اثبت فشله الذريع في ادارة شؤون الدولة. توسع المنظومة الايرانية الحاكمة عبر الدخول الى النسيج السياسي للدول المحيطة من العراق الى سوريا ولبنان، شهد بعد الدخول الى هذه الانظمة انتقالا شبه فوري الى عصر انحطاط وهذا ما نشهده في لبنان. لقد تمكن الحزب من الدخول الى السلطة التنفيذية بشكل كبير بعد وصول عون الى السلطة لكن بومضة عهد انهار البلد".
أضاف: "حزب الله لا يستطيع الاكتفاء بادعاء المقاومة ضد اسرائيل والترويج لاديولوجيته المستوحاة من الاخوان المسلمين كي يتحكم بالمواطنين اللبنانيين لأي طائفة او منطقة انتموا، وتحديدا المنطقة الجنوبية التي عانت الامرين من الاحتلال الاسرائيلي. فالمجتمعات بحاجة الى رؤية مستقبلية تواكب تطلعاتها نحو الاستقرار والازدهار، لا الفقر والعوز والعزلة دون أفق التي تسبب بها حزب الله. الخرق النيابي الذي حصل في الجنوب ورفع الغطاء عن حزب الله في باقي المناطق والمكونات هو نتيجة لذلك ومن المتوقع ان يتمدد سريعا وتحديدا في البيئة الحاضنة للحزب".
وتابع: "انها ببساطة نهاية حزب الله كنموذج حكم قادر على ادارة الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي. لا ثقة بحزب الله ولا بدعواته للشراكة. عند كل محطة وطنية اساسية يعود حزب الله لأديولوجيته ولارتباطه العضوي بالجمهورية الاسلامية في ايران وينسى الشراكة، وبالتالي لا ثقة به ولا بأدائه ووعوده وبإيحائه انه جاهز لمد اليد لبناء الدولة والوطن بشكل جدي. أكبر دليل على ذلك، اصابع الاتهام المشارة اليه بشكل واضح في ملف انفجار مرفأ بيروت ومنعه عمل التحقيق وربطه اياه بالسلم الاهلي".
وختم: "لا يمكن بناء دولة دون سيادة ودون عدالة وضمن ازدواجية الولاء والمعايير".