عندما تتعرض منظومة الفساد، ممثلة بالثنائي الفاشل، تارة بالضرب جنوبًا، للمرشحين المنافسين لها وتارة أخرى بالتهديد بقاعاً، للمترشحين على اللائحة المنافسة ودفعهم للإنسحاب. فهذا يعني عدة أمور لا بد من تبيانها:
1- تحوّل الثنائي الفاشل الى ثنائي فاشي.
2- خوف مستطير رغم كل هذه الأساطيل التي لديهم من إمساكهم برئاسة المجلس وحرسه والأجهزة الأمنية وموظفي الدولة وكل المعينين من الشيعة في الدولة والجامعة اللبنانية التي حولوها الى "زريبة" يتبوأ فيها الفاشل أعلى المراتب، وصارت شهادتها من أحط الشهادات ومستواها في الحضيض، مضافاً الى هذا، الترسانة الرنانة من الصواريخ والمسيرات الأرضية والجوية والعسس الالكتروني، ومع كل هذا نراهم خائفين يرتجفون من كل مرشح معارض! فماذا يعني ذلك؟ أهو دليل قوة أم دليل هوّة؟!
3- هذه الممارسات تفتح أبواب تقديم الطعون بممارسة التهديد وعدم اتاحة ظروف الأمان الشخصي للعملية الانتخابية التي يكفلها ويضمنها الدستور لكي تكون الانتخابات حرة ونزيهة، وديموقراطية!
4- وأخيرًا كيف تستقيم هذه الممارسات مع الشعارات الدينية والاخلاقية التي يرفعها الثنائي؟! وهو يستجدي تجديد المبايعة وأخذ الثقة الشعبية له بالقوة والتهديد وسطوة التكليف الشرعي الذي يمحي حرية الناخب، أن يُحاسب من تسيد على ظهره طوال عقود ولم يحصد منه الا الشعارات الفارغة والطنانة والوعود الكاذبة، وأُهدرت حقوقه وأكلت ودائعه وصارت الكهرباء ساعة من ٢٤ ساعة.. ووو؟
5- الكف أو الصفعة المؤلمة التي تلقاها بالأمس، علي حسن خليل على وجهه من احد انصار أمل الموجوعين والمحرومين الحقيقيين، وجلبه لنفس الشخص ليغير كلامه ويمدح امبراطور الفساد المالي، في مجلس مذل امام انصاره والكاميرات، بعد تهديد وجلب للرجل بطريقة مافيوية ومخجلة، بعد السحسوح، هي خير ادانة ودليل على طبيعة ونفسية هذه العصابة الحاكمة، التي تتلطى بفكر الامام الصدر وهو منها براء، انصار امل من الجمهور الحقيقي والمتعب والمقهور، مدعو لقول كلمة الحق في رفض هذه الطبقة التي تدعي تمثيله، نحو مجموعة جديدة تمثل نظافة الكف وتعبر عن هموم البقاعيين والجنوبيين من انصار الخط الأصيل في حركة المحرومين، التي حولوها الى حركة من المستفيدين والمطبلين!
صفعة الأمس وفيديو رد الاعتبار هي خير دليل على تململ وفضح جماهير امل لهذه القيادة الفاسدة المتحكمة في قرارها وفي قرار الدولة! هذه الصفعة هي التعبير والرد الحقيقي لمسيرة الفساد التي لم يشهد بلد مثيلًا لها!!
وفي الختام، وبناءً عليه، فإن هذه التصرفات تبين حجم الخوف والبث الاعلامي المرتجف من قبل الثنائي، لدرجة تشبيهه هذه الانتخابات بحرب تموز، فلتكن إذًا كذلك، فلتكن تسونامي يطيح بهذه الطبقة الفاسدة في كل الطوائف، حينها يمكن الحديث عن قيامة لهذا الوطن المزرعة! أمّا إذا ما أعاد هذا الشعب العظيم انتخابهم مجددًا، فهذا يعني أننا أمام حالة من الاستعصاء الجيني التي يصعُب حيالها أي تدخل بشري أو طبي! ولنعلن حينها صراحة عدم أهلية هذا الشعب في أن يكون في مصاف الشعوب الحية، بل في زرائب العبيد والقطعان المسيّرة، وليصمت هذا البلد مرة واحدة والى الأبد ولتُعمق الحفرة التي هو موغل فيها، ولا أسف بعدها، عليه ولا من يحزنون!