شدد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي في بكركي أمام طلاب العلوم السياسية في جامعة القديس يوسف على "وجوب الاسراع في تشكيل الحكومة دون وضع أي شروط".
وأضاف: "عندما طرحت موضوع الحياد الناشط لم أقم باختراعه، بل هو في الحقيقة صورة لبنان وهويته الحقيقية والتي عشناها لمدة سبعين عاماَ، فقد عشت شبابي وطفولتي في بحبوحة ومال وانفتاح لبنان على جميع البلدان واستقطاب لبنان للملوك والرؤساء، وكل هذه الأمور حصلت لأن لبنان كان حيادياَ وجامعا ومكاناَ للحوار والتلاقي بين الشرق والغرب، ودولة ذات سيادة داخلية مستقلة، تفرض القانون والعدالة ولا تعتدي على أي دولة مجاورة ولا تقبل بأي اعتداء".
وقال الراعي: "هذا هو مبدأ الحياد الناشط الذي عاشه لبنان حتى بداية الانحدار مع اتفاق القاهرة في العام 1969، وبالتالي يجب علينا أن نجدد إيماننا بالدستور وباتفاق الطائف والقوانين التي تنص على أن الحكومة هي من تقرر خوض الحرب بثلثي الأصوات، فمشكلتنا في لبنان هي أننا نضع الدستور والميثاق جانبا ويقرر البعض بالنيابة عن الدولة قرار الحرب والسلم، وهذا ليس من طبيعة لبنان، فاللبناني بطبعه مسالم وحيادي ويكره الحرب، وسبب الهجرة اليوم هو تغير هذه الثقافة في لبنان، فالقديس البابا يوحنا بولس الثاني، وحين اجتمعنا معه بشأن السينودس من أجل لبنان قال لنا إن بلدكم صغير جدا ولكن دوره كبير وثقافة العيش المشترك هي التي انقذتكم من الحروب ويجب أن تحافظوا عليها، هذا هو لبنان وهؤلاء هم اللبنانيون".
وختم: "لقد راسلنا بعض رؤساء الدول لتوضيح فكرة الحياد الناشط، آملين أن يصل هذا الموضوع الى الامم المتحدة حيث يصار الى البت فيه".