غالبا ما تستوقفنا، تجارب ونماذج مهمة لنساء بدأن بتسجيل المزيد من النجاحات والبصمات الفريدة في مجالات عدة، ومنها انخراط المرأة في أنشطة إنسانية، ولا سيما منها الرفق بالحيوانات وحمايتها، وهنا، وفي لبنان خصوصا، لا يمكن إلا وأن نطلَّ على ما كرسته الناشطة في مجال الرفق بالحيوان غنى نحفاوي، وهي باتت في عرف اللبنانيين أيقونة نسوية في هذا المجال، محّضت هذه الكائنات الضعيفة الحب، وفرضت مع كثيرات وكثيرين "ثقافة" جديدة، عنوانها الرحمة والمحبة و"أنسنة" مفاهيم مجتمعية.
تغيير إيجابي
لا يمكن وصف غنى نحفاوي "باللبقة" إذا ما أردنا مقاربة ملفات الرفق بالحيوان المختلفة، بل هي "جارحة" (بمعنى إيجابي)، صادقة وصادمة في آن، تعمل، توثق، تطالب، تطرح الصوت عاليا، تتدخل مع وزير ومسؤول وجهة رسمية، لتساهم في بلورة رأي عام لصالح قناعاتها، فهي "مشاغبة" وبحضور مؤثر أبعد من مواقع التواصل الاجتماعي.
من صورة فاضحة تعد ملفا مكتملا، ليصبح في عهدة قوى الأمن الداخلي، ووزارات الداخلية والبلديات والزراعة والبيئة وبعض الجهات المسؤولة، وكذلك المعنيين في البلديات واتحادات البلديات، لإجراء المقتضى القانوني بحق المخالفين لقانون الرفق بالحيوان 47/2017، والذي وقع عليه رئيس الجمهورية ميشال عون العام 2017، علما أن لبنان هو سباق في هذا المجال، إذ لديه هذا القانون بالإضافة إلى 30 دولة فقط حول العالم، ومنذ بداية العمل به تمكن الناشطون، ومنهم غنى نحفاوي، من تطبيق عقوبات على المخالفين، وبدأت بالتالي مرحلة جديدة من التغيير الإيجابي في مقاربة هذا الملف، الذي دعمه ناشطون ووجوه إعلامية ورجال قانون وغيرهم، وأصبح يأخذ حيزا في نشرات الأخبار والمواقع الإلكترونية وغيرها.
لا تتردد نحفاوي، وعند حصول مخالفة ما، من الإتصال مباشرة بالقوى الأمنية، والوزير المعني، وتقوم تاليا بتقديم شكوى لدى النيابات العامة مع الأدلة والمعلومات كاملة، ودون تردد، وتقول في هذا المجال: "لو كانت المخالفة والدتي نفسها، فسأشتكي عليها".
تتذكر نحفاوي بداية نشاطها في مجال الرفق بالحيوان، وتروي لـ "زوايا ميديا" ثلاثة حوادث غيرت مجرى حياتها، أولها، منذ سبع سنوات، عندما أنقذت ببداية جرو كلب كان مشرفا على الموت، وكان عمره وفقا للطبيب البيطري لا يتجاوز ثلاثة أسابيع، لتتمكن، وبعد بقائه في مستشفى للحيوانات لأيام طويلة، من إنقاذه، وتبنته وأسمته لاحقا Snowy، وبعدها عندما شاهدت فيديو يوثق قيام شخص بإطلاق النار على كلب في عكار، حيث استسلم الكلب لقدره، ودون أن يهاجم الشخص الذي اعتدى عليه، وثالثها الحادثة الملقبة بـ "مجزرة الغبيري" في ضاحية بيروت الجنوبية حيث تم إعدام عشرات الكلاب الشاردة بتسميمها من قبل عناصر شرطة البلدية.
وتحتفظ نحفاوي بحيوانات عدة أنقذتها، أولها سنووي Snowy، الببغاء "كركر" الذي نفق منذ فترة قصيرة وهو الوحيد الذي ابتاعته من محل لبيع الحيوانات، حيث كان في وضع يرثى له، والبلابل ويني Winni وبوه pooh و"خيرية"، اللذان وجدتهما منذ أكثر من 10 سنوات بعد سقوطهما من العش كفرخين، وطائر ماينا أسمته Micho،مصاب بجناحه ولا يستطيع الطيران، وببغاوات أفريقية قزمة "لولو" و"ميمي" وآخر هذه الببغاوات القزمة "نعيم" الذي قدم إلى شرفتها، ضيفا لاقى الترحيب والتبني.
ملاجئ للحيوانات
أسست غنى نحفاوي مجموعة Animals Welfare Activists، مع ناشطين منهم باولا ربيز، روجيه سعد وسيدة نوّار، والتي من مهامها الإنقاذ ومتابعة التعديات التي تطاول الحيوانات، فضلا عن المساعدة مع شبكة من الناشطين على امتداد الأراضي اللبنانية، ومع ملاجئ متعددة للعناية بالحيوانات الضالة وجمعيات للرفق بالحيوان، ومن النشاطات المختلفة إطعام الحيوانات الشاردة والطيور في العاصمة اللبنانية بيروت وفي المناطق، وتوفير المياه لها خلال موسم الحر والجفاف، والمساهمة في تبني الحيوانات المختلفة سواء في لبنان أو حول العالم، أو إطلاقها في البرية، أو إرسالها إلى منشآت خاصة ومحميات في لبنان وفي العالم.
تعتمد نحفاوي في عملها على وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة كوسائل "ضغط" على المسؤولين في الدولة والبلديات من جهة، و"توعية" المجتمع من جهة ثانية، كون الناس بمعظمهم ينظرون إلى الرفق بالحيوان، كمجال غير هام ولا يلتفت إليه المجتمع، بل إنه نوع من "كماليات" لبعض الأشخاص، إلا أن الناشطين في هذا المجال تمكنوا من إرساء بعدا ثقافيا واجتماعيا، انعكس اهتماما غير مسبوق بالرغم من كل الأزمات.
تؤكد نحفاوي أن "ملف الرفق بالحيوان كبير، ومتشعب، خصوصا ما يتعلق بالحيوانات الشاردة ، فهناك أكثر من 50 ألف كلب شارد ومثلها من القطط الشاردة في لبنان، ولكن الحلول تتمثل بالمشاركة البناءة بين الدولة ومؤسساتها من وزراء ومصالح زراعية في الأقضية والمدن، والمجتمع المدني المتمثل بالبلديات واتحاد البلديات، والناشطين المستقلين والمتطوعين ضمن جمعيات ومجموعات"، مشددة على "ضرورة التعامل اللامركزي مع هذا الملف، أي أن يكون هناك في كل اتحاد بلديات أو قضاء مركز للتعامل مع هذا الملف، ليتم حل المشاكل بصورة شاملة ولكن تدريجية بآن واحد".
وأشارت إلى أن "الإنقاذ ليس مقتصرا على النساء فحسب، وإن كان الظاهر أن النساء أكثر، كونهن يتابعن الحالات عبر وسائل التواصل الإجتماعي بصورة أكبر، بل إن الناشطين من النساء والرجال، والجميع يساهم بكل ما يستطيع لمحاولة إنقاذ الحيوانات، سواء عبر علاجها أو متابعة تبنيها، وحتى إرسالها للخارج، خصوصا التي تعرضت لإصابات أدت لمعاناتها جراء إعاقات مختلفة، حيث بدأ ناشطون بإرسال الحيوانات للخارج بصورة منتظمة".
وتوضح نحفاوي الإنتقادات المختلفة التي تتناول نشاطها في هذا المجال، منها بأن عليها ان تهتم بالإنسان، وترد على هذه الإنتقادات بأن "هناك الكثير من الجمعيات التي تعنى بالإنسان، والإنسان بما يقوم به من ممارسات في مجتمعه يساهم في معاناته، وخصوصا في لبنان، من الناحية السياسية، وانتخاب ممثلين عنهم لا يقومون بتمثيلهم بصورة جيدة، فأنا من البشر أيضا، ويمكنني تحصيل حقي بيدي، أما في حالة الحيوانات، فالوضع مختلف، وقد نخدم الإنسان بصورة أفضل عندما نوجهه ونزيد تحسيسه بقضايا الحيوان وما يعاني منه، وخصوصا وأن الإنسان يستطيع أن يصرخ ويعلي الصوت بينما الحيوان لا يستطيع التعبير عن ألمه وأوجاعه ومعاناته".
كما تابعت نحفاوي في حرب تموز 2006، حيث وثقت تحت القصف بعنوان ٣٣ يوما وكتيبا عن المجازر وافلام وثائقية تسلمها خبراء مجلس حقوق الانسان عندما زاروا بيروت ورفعتها الى جنيف في الجلسة الخاصة عن لبنان، حيث لاحقت ورصدت وترجمت ووثقت وكتبت المشاريع لدى كافة المنظمات الدولية والانسانية.
TNR
وقالت غنى نحفاوي: "الحل هو بأن تقوم البلديات ووزارة الزراعة بواجباتها في هذا المجال، والتي تقع ضمن القانون السابق ذكره، وهو بإنشائها ملاجئ وتحت إشراف وزارة الزراعة، وتقوم الجمعيات والناشطين بصفة إستشارية وتطوعية، وهي ضمن خطة عالمية تعرف بـ TNR أي Trap, Neuter and Release، حيث يتم الإمساك أولا بالحيوانات الشاردة، وعلاجها وتلقيحها ضد الأمراض السارية، تمهيدا لعمليات تعقيم للذكور والإناث منها بهدف الحد من تكاثرها، وثم إطلاقها في مكانها الذي وجدت فيه أولا، كونها تعتبر حارسا بلا أجر، ضد أي حيوانات وافدة قد تهاجم قاطني أماكنها المحددة وتمنع الأمراض السارية عن الناس وخصوصا السعار كونها ملقحة"، وتوضح: "هذا هو السيناريو الأفضل، والمطبق في بلاد مثل تركيا، والذي نجح بصورة كبيرة".
أما الجهة الثانية التي تشدد عليها، فهي "إجبار الذين يقتنون الحيوانات سواء بشرائها من محلات بيعها، بضرورة وضع علامات تعريفية عليها، مثل رقاقة microchip، لمنع هؤلاء من رميها، كون معظم الحيوانات الشاردة كانت حيوانات أليفة في المنازل، أو حيوانات يجري إكثارها للمتاجرة بها، ومنها ما يرمى في الشوارع"، داعية إلى "تنظيم هذا القطاع، الذي يشهد فوضى غير مسبوقة، فضلا عما تعانيه هذه الحيوانات من مشاكل، حيث يجري إكثارها بوتيرة كبيرة، وبمعدل مرتين خلال العام، لتعاني من أمراض مختلفة نتيجة هذا الأمر وخصوصا السرطان، ثم ترمى بعد أن تصبح عاجزة عن الحمل والتكاثر".
حول محلات ال petshops،
من يعطي الرخص ومن عليه المتابعة ومراقبة حسن التنفيذ:@MoaLebanon @Abbas_h_hasan @ANasserddine https://t.co/Zw6tq2el2C pic.twitter.com/PSqDdhSiUn
— Ghina (@GhinaNahfawi) April 21, 2022
وأردفت: "هي حالات مؤلمة للغاية، ونشاهدها بكثرة مؤخرا، فمع الأزمة الإقتصادية، زاد عدد هذه الحيوانات التي ترمى، خصوصا وأن لا سوق لها"، وأضافت: "ندعو كناشطين إلى عدم شراء أي حيوان أليف من المتاجر، بل تبني حيوان، لا سيما وأن الحيوان الأليف عندما تعطيه الإهتمام سيكون مخلصا لك مدى الدهر".
وأعربت نحفاوي عن سعادتها بأنها ساهمت بتغيير بعض الممارسات، حيث أخذ العديد من الناس بتغيير تصرفاتهم تجاه الحيوانات، وبدلا من القتل والتسبب بألم، بدأ العديد منهم إنقاذ الحيوانات وإطعامها ودعم الجهود لإنقاذها وتبنيها، بدلا من طردها أو قتلها، وبدأ كثيرون "يقتنعون بأن لهذه الحيوانات الحق بالعيش فضلا عن دورها في التوازن الطبيعي"، وفقا لها.
من أمِن العقوبة أساء الأدب!
أكثر ما يؤلمها أنه لا يكاد يمضي يوم، دون وصول حالات إليها من أذى وقتل أو ضرب بوحشية"، وتقول: "طبعا، فإن من (أمِن العقوبة أساء الأدب) لذا سأظل صوت هذه الأرواح البرئية، لأضمن العقوبة لكل من ينتهك حقوق هذه الحيوانات بالعيش بكرامة، والسعادة التي تنعكس على مقتنيها".
وتؤكد أن "الأمر ليس بسهل في بلد يعيش هذه الفوضى والأزمات المختلفة، فالأزمة الإقتصادية أرخت بثقلها على الناس، وقد كان هناك عدد كبير ممن تخلوا عن حيواناتهم الأليفة قبل هذه الأزمات، فكيف بعدها؟"، وأضافت: "تخيلوا أن يكون لديكم فرد من العائلة وتطردونه للخارج، ودون أي تمكين؟"، وتابعت: "الأمر عينه ينطبق على الحيوان فإما أن يستمر بالحياة بجوع وعطش وهو معرض للخطر سواء من الحيوانات الأخرى التي تحمي منطقتها بمهاجمة أي حيوان غريب، أو بأن يقضي دهسا أو جوعا أو عطشا، أو أن يتأقلم، وبالتالي يستمر في الحياة ويتكاثر ويضيف إلى أعداد الحيوانات الشاردة التي تتضاعف يوما بعد يوم أعدادا أكبر، ولذلك فالمشكلة كبيرة، ونحاول حلها بالتدريج عبر إعادة تبنيها، أو تقديم عمليات لتعقيمها حتى لا تتكاثر، أو إضافتها إلى الأعداد الهائلة في الملاجئ المختلفة والتي تعاني بدورها بسبب الأزمة الاقتصادية".
وتابعت نحفاوي: "ساهم انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، بتشريد عدد كبير من الحيوانات، فبالإضافة إلى تدمير الأبنية، لا بد من الإشارة إلى ان هذه الحيوانات تسمع أكثر منا بأضعاف، وقد أصابها الإنفجار برعب هائل، وتشردت فضلا عن كثير من الطيور واليمام التي كانت حرة في محيط الإنفجار قد نفقت، كان الإنفجار كارثيا على الحجر والبشر، ولكن القليل من الناس التفتوا إلى هذه الحيوانات الضعيفة، وآلينا على أنفسنا البحث عن الحيوانات الشاردة ولم شملها مع عائلاتها، وتمكنا كناشطين وجمعيات من توحيد الجهود، لإعادتها إلى بيوتها، وعلاج المصابة منها، وإعطاء أعداد إلى الملاجئ المختلفة، بحثا عمن يتبناها".
حالات هامة
بالإضافة إلى مجزرة الغبيري، التي راح ضحيتها عشرات الكلاب تسميما، وأدت لاعتصام عدد من الناشطين في المنطقة، ومطالبتهم بالإقتصاص من الفاعلين، تروي نحفاوي الحالات الأخيرة التي تابعتها، ومنها حالة لبوءة في إحدى حدائق الحيوانات، نهشت يد طفل وعنقه بصورة وحشية، واصفة حدائق الحيوانات في لبنان بـ "معسكرات الإعتقال"، وقالت: "لا ندافع عن حقوق الحيوانات فحسب، بل عن الإنسان والسلامة العامة، وهو محور قضية نتابعها مع محامي جمعيات تعنى بالرفق بالحيوان وأهل الطفل الذي لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات ونصف السنة، الذي وبسبب إهمال حديقة الحيوان، تسببت له ولعدة أشخاص بجراح مختلفة، وهي ليست الحالة الأولى التي يتعرض فيها شخص للأذى بسبب إهمال هذه المرافق، بل تعرض طفل آخر لعضة من قرد (البابون) في حديقة أخرى"، وعدد كبير من الحالات اليومية التي يتم متابعتها، علما أن هذه الحديقة أعيد افتتاحها على الرغم من وعود بإقفالها من قبل الجهات المعنية.
في مجال الحياة البرية، تابعت نحفاوي وناشطون حالات التعديات على الحيوانات والطيور البرية، ومنها الضباع والثعالب وطيور اللقلق والطيور الجارحة والصيد غير القانوني وغيرها، فضلا عن البيع غير القانوني لحيوانات برية عبر تطبيقات البيع المختلفة، والتي أدت إلى إطلاق طيور جارحة مثل البوم والنسور والصقور، فضلا عن طيور الحسون واحتجاز حيوانات برية وغيرها، وتطبيق عقوبات على المخالفين.
بكل بلاد العالم، البجع هي طيور مائية تلتقط الأسماك من البحار الا ب #لبنان، يقوم المجرمون بأسرها وربطها بحبال، لا قادرين يتحركوا ولا يصفقوا بجوانحهم! ولما سألوا صاحب المحل، قال موجودين "ديكور"! حإتحفظ عن مكانهم الى حين انقاذهم. شكرا لوزير البيئة د. @nasseryassin على العمل لإنقاذهم pic.twitter.com/p7Sd0gZrtu
— Ghina (@GhinaNahfawi) April 19, 2022
وإحدى الحوادث التي تناولها موقعنا "زوايا ميديا" ، ووفقا لبلاغ من ناشطين شمالا، كانت حول كلبة قام مربي وأستاذ بإطلاق النار عليها، لتصاب بالعمى، كما وجسدها ملئ بحبات الخردق، وتم استئصال قضيب من الحديد منها، حيث تابعتها نحفاوي والآن الكلبة بأمان، وتنتظر استكمال علاجها ليباشر بترحيلها إلى كندا.
بتتذكروا تالا؟
تالا عمبتعيش حب يمكن هو مربي الاجيال احمد مصطفى عبد القادر الاستاذ بمدرسة رسمية ببيت الفقس بالضنية ولا مرة شعر فيهم!
واذا الحيط ردّ علينا، وزارة التربية ردّت!
شكرا @DaouSuzanne عالمتابعة وعالمقال.
بالصورة #زينب_رزوق رئيسة جمعية @Carmadogshelter وتالا بين ايديها. https://t.co/XK2qv2O3o5 pic.twitter.com/DQow6omBVO
— Ghina (@GhinaNahfawi) April 12, 2022
أما الحادثة الأخيرة التي تناولت إحدى الأمهات التي قامت بإطلاق النار على كلب أمام أطفالها في بلدة كامد اللوز، فقد استقطبت باهتمام الرأي العام المحلي والعالمي، بين من هاجم هذه المرأة باعتبارها مثالا سيئا للأم والمرأة اللبنانية، ومن هاجم الناشطين لاهتمامهم بقضية اعتبروها "تافهة" أمام أزمات البلد، وحجتهم أن حجة هذه المرأة بإطلاق النار على الكلب، تسوغها ما لحق بابنتها من جراح منه، علما أن إصابة ابنتها حصلت صدفة بعد أن أجفل الكلب بسبب هجوم الطفلة عليه، علما أن الهجوم حصل قبل حادثة القتل بأسبوعين، وكأنها حالة انتقامية، وقد طاولت نحفاوي تهديدات بالقتل بسبب مواقفها هذه، قدمت بحق مطلقها دعوى لدى النيابة العامة، كما وتم إزالة التغريدة من صفحة الناشطة على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" بعد مشاهدات ناهزت 50 ألفا بسبب التبليغات.
اضع هذه التغريدة برسم @LebISF والمعنيين، وسأقوم بالإدّعاء عليه لدى المراجع القضائية المختصة بتهمة التحريض على القتل. https://t.co/ReeKwnHZSv pic.twitter.com/3J1eFYeUqM
— Ghina (@GhinaNahfawi) April 16, 2022
What do you think of that @elonmusk now that you are the @Twitter 's largest shareholder?
You did say that among your "plans for the platform are making its algorithm open source and also making it more transparent to users". https://t.co/XP2YI3i2hv
— Ghina (@GhinaNahfawi) April 22, 2022
ولكن نحفاوي تهتم بالبشر أيضا، فعلى حسابها على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" مناشدات للتبرع بالدم أو للحصول على علاج لأطفال وحالات ثانية، وبينما يحاول البعض النيل منها بأنها تهتم بالحيوانات أكثر من البشر، ولكنها تجيب: "للبشر الكثير من المدافعين عنهم والمطالبين بحقوقهم، أما الحيوانات فنحن صوتهم، إذ لا أصوات لهم"!
بليز ضروري هيدا الدوا لطفل عمره 4 سنين وفي روشته وحقه موجود لو سمحتوا يلي بيعرف وين بلاقيه ضروري جدا
0096170907497 او بليز ريتويت والف شكر لجميع pic.twitter.com/TJ6mELNPtd
— Nadine (@Nadine34752954) April 18, 2022
أهداف مستقبلية
وعن أهدافها المستقبلية، لفتت إلى أن "أهمها تطبيق القانون وبصورة تصاعدية، أي كلما أعاد شخص ما المخالفة، تزداد العقوبة لتؤلم أكثر، وكذلك لجهة القضاء، فهناك ضرورة لوجود مدعين عامين بيئيين متخصصين ومن ذوي خبرة وقضاة لديهم إطلاع كاف على هذا القانون، كي يتم تطبيق العقوبات المناسبة، وبذلك يرتدع الباقون عن الإتيان بهذه الأفعال".
وعن الأهداف الأخرى، قالت: "منها إنشاء ملاجىء خاصة بهذه الحيوانات الشاردة ومراكز إنقاذ في البلديات واتحادات البلديات وبمشاركة وتحت إشراف وزارة الزراعة، وبالتالي يمكن الوصول إلى حلول ناجعة في ظاهرة الكلاب الشاردة، فضلا عن حالات التعامل معها بقسوة وتسميمها وإطلاق النار عليها من قبل البعض، ومن هذه الأهداف، تثقيف الجيل الجديد عبر محاضرات في المدارس والجامعات على أهمية الرفق بالحيوان والإهتمام بالبيئة والطبيعة، فهي الأم الكبرى لنا جميعا، ومثال العطاء بدون حدود، ولعل الأهم أن تكون للوزارات ولا سيما وزارة البيئة سلطة تنفيذية تصاعدية للنيل من المعتدين على الكائنات الحية على اختلاف أنواعها".
وختمت نحفاوي: "الإنجازات تبدأ بخطوات صغيرة، ولكن فائدتها تعم على كل المجتمع".