توصل فريق بحثي يقوده باحثون من "جامعة كورنيل" الأميركية، إلى مُركب يمكن استخدامه عبر بخاخ أنفي، كنهج علاجي بديل للأجسام المضادة في علاج فيروس كورونا المستجد COVID19.

وبينما أصبح عديد من تركيبات العلاج بالأجسام المضادة التي تمت الموافقة عليها لا تعمل بشكل جيد ضد متحورات الفيروس المسببة للمرض، مثل "أوميكرون" Omicron، فإن المركب يعمل على حجب بروتين موجود بالخلايا البشرية يستخدمه الفيروس لإصابتها، ولأن البروتين الذي يستهدفه المركب الجديد لا يتغير، فهذا يجعله هدفاً أفضل للدواء.

ويستهدف المركب بروتين يسمى TMPRSS2، حيث يعمل على منع هذا البروتين الذي يحتاجه الفيروس للاندماج مع غشاء الخلية والدخول إليها، كما أعلن الباحثون في الدراسة المنشورة في 28 آذار (مارس) الماضي، بدورية Nature العلمية.

وفي التجارب التي أجريت على الخلايا معملياً، قلل المركب المسمى (N-0385) بشكل كبير من كمية الفيروس التي يمكن أن تصل إلى الخلايا المشتقة من أنسجة الرئة والقولون، ثم اختبر الفريق البحثي تسليم هذا المركب عبر الأنف في نموذج فأر مصاب بمرض كورونا الشديد.

وأعطى الباحثون لأول مرة المركب للفئران المصابة مرة واحدة يومياً، بدءاً من يوم واحد قبل التعرض للفيروس حتى 6 أيام بعد ذلك، ولم ينجُ أي من الفئران العشرة التي تلقت جرعة تحكم من المحلول الملحي؛ لكن 7 من الفئران العشرة التي تلقت المركب نجت، ومعظم الفئران التي نجت أصيبت بأضرار طفيفة أو معدومة، بحسب "الشرق الأوسط" اللندنية.

وعندما كرر الفريق التجربة مع دورة علاج أقصر، من يوم واحد قبل التعرض إلى يومين بعد ذلك، نجت جميع الفئران العشرة التي أعطيت المركب، وفي المقابل، عاش واحد فقط من العشرة الذين حصلوا على المحلول الملحي.

وأظهر تحليل العينات المأخوذة بعد 3 أيام من الإصابة، أن الفئران التي عولجت بالمركب لديها فيروس في الرئتين أقل بنسبة 97 بالمئة، وعندما أجريت التجربة بجرعة واحدة فقط من المركب بعد يوم واحد من الإصابة، كان لدى الفئران المعالجة معدل بقاء مرتفع أيضاً.

وأجريت هذه التجارب قبل متحور أوميكرون، لكن الفريق البحثي لا يتوقع اختلافاً في النتائج حال تم تصميم تجارب جديدة، نظراً لأن المركب لا يعمل على الفيروس؛ لكنه يستهدف الخلايا المضيفة، فمن المحتمل أن يكون قادراً على منع المتغيرات المختلفة من استخدام البروتينات المضيفة المستهدفة.