أمل جديد ينطفئ، ولا سيما في المجال البيئي منه، فبعد إطلاق طائر لقلق أسموه "أمل" Hope من مدينة عاليه بعد تأهيله لفترة من الزمن وتجهيزه بجهاز تعقب، أشارت إحداثيات توقفه في منطقة من لبنان، وتم التأكد من قتله بعد تسليم الجهاز لمركز Animal Encounter ورئيسه البروفسور منير أبي سعيد.

وكان "أمل" أو Hope، قد تم علاجه على فترة تزيد عن ستة أسهر مع علاجه لجراح أصيب بها وأعيد تأهيله وإطلاقه بعد تجهيزه بجهاز تعقب يعمل على الطاقة الشمسية، ولكن كان له صياد بالمرصاد ليرديه!

وكتب المصور المصور والناشط البيئي كميل الريّس على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "إنستاغرام": "نهاية حزينة لطائر اللقلق (Hope) الذي أطلقه البروفسور منير أبي سعيد، الموجودة تفاصيل علاجه وإطلاق سراحه في هذا الفيديو، حيث تم اطلاق النار عليه وصيده لتنتهي جولة الأمل داخل حدود الوطن، نهاية محبطة ومؤلمة، كباقي النهايات والأحداث التي نعيش مرارة تجاربها في لبنان على صعيد البشر والحيوانات، والبيئة والشجر وكل ما فيه دبيب حياة في هذا البلد الغارق في مستنقعات السوء".

وفي هذا المجال، تعذر التواصل مع البروفسور أبي سعيد، بسبب العمل، لنتواصل مع الريّس وقال لموقعنا "زوايا ميديا": "كان الهدف من البداية بإطلاق هذا الطائر التوعية للناس لتدع هذه الطيور تمر بسلام في سمائنا، وقمت بتصوير هذ العملية لهذا الهدف، لكن للأسف فوجئنا بتوقف الطائر في منطقة في لبنان، نتحفظ عن ذكر اسمها، وأبلغنا بأن الجهاز تم تسليمه لإحدى الجهات المعنية، وهي نهاية مفجعة للجهود الكبيرة التي قام بها "مركز التعرف على الحياة البرية" Animal Encounter ورئيسه البروفسور منير أبي سعيد، ولعلها تكون رسالة لهؤلاء الصيادين لردعهم عن إطلاق النار على الطيور المهاجرة".

علما أنه قد سبق إطلاق اللقلق Hope، إطلاق الدكتور ميشال صوان رئيس الجمعية اللبنانية للطيور المهاجرة Lebanese Association of Migratory Birds (L.A.M.B.)، طائر نسر الثعابين Short-toed Snake Eagle  واسمه العلمي Circaetus gallicus، وبعدها بأيام تم إطلاق  طائر الحدأة السوداء  Black Kite واسمه العلمي Milvus migran، بعد تأهيل الطائران لشهور عدة، شملت العلاج من إصاباتها وتجهيزها بأجهزة تعقب.

وقال الدكتور ميشال صوان لموقعنا "زوايا ميديا": "للأسف لا زالت المجازر بحق الطيور المهاجرة ترتكب يوميا، على الرغم من الإبلاغ عن الكثير من التجاوزات من قبل ناشطين، ومتابعة يومية حثيثة، وندوات توعوية للمدارس والصيادين من قبل الكثير من الجمعيات، ولا يجب أن ننسى الجهد والتعب والوقت والأموال الذي استثمره مركز Animal Encounter في علاج هذا الطائر التي ضاعت سدى، وكذلك التكلفة الباهظة على البيئة، التي تساهم هذه الطيور فيها لجهة القضاء على الآفات الزراعية، ولكن لا حياة لمن تنادي، ورسالتي أن ندع هذه الطيور تمر بسلام".

هي حالات يومية، من إطلاق النار على هذه الطيور الوادعة، وبعشوائية، تسجل في مناطق عدة في لبنان، وعلى الرغم من العقوبات التي تسجل في مناطق عدة، لم يرتدع "القواصون" أي الصيادون غير القانونيين عن إطلاق النار على هذه الطيور وغيرها ومنها الجارحة التي لا تؤكل، ضاربين بعرض الحائط، قانون الصيد الذي يمنع الصيد في هذه الفترة وهي موسم التكاثر لهذه الطيور، ولا سيما في حالة اللقلق، الذي تجهز الذكور الأعشاش في أوروبا وتجهزها لإستقبال إناثها، والتي يتابعها الكثير من الناشطين وينتظرون بأمل عودتها، إلا أن عدد كبير منها، لا يصل، بعد أن يتم قتله في طريق عودته من أفريقيا عبر ممر الموت في الشرق الأوسط.

وفي الختام، نضع هذا الخبر والمعلومات بعهدة الجهات المعنية وخصوصا وزارة البيئة للمتابعة وإجراء المقتضى القانوني بحق الجناة، وجعلهم عبرة لغيرهم.

الصور والفيديو: المصور والناشط البيئي كميل الريّس.

ملاحظة: بناء على تمني ناشطين، تم تعديل كلمة إصطياد بكلمة قتل، لأنه لا يجوز إطلاق كلمة إصطياد على هذا الفعل المخزي، هو قتل ومتعمد.